القوات المشتركة السودانية التشادية تكونت نتيجة لبرتكول الترتيبات العسكرية والأمنية الموقع بين السودان وتشاد في العاشر من يناير من العام 2010م وهي قوات مسلحة مختلطة ومنتقاة بدقة من دولتي السودان تشاد ومنتشرة بطول الحدود المشتركة بين البلدين البالغة 1350 كلم في 12 موقع 6 داخل السودان و6 داخل تشاد و 6 داخل تشاد, وذلك بغية مراقبة وتأمين كامل الحدود السودانية التشادية والقرى الواقعة علي هذه الحدود من عمليات النهب والسرقة وحمل السلاح بصورة غير مشروعة ومكافحة عمليات التهريب وخطف البشر والاعتداء علي المواطنين في البلدين, ورغماً الثلاثة سنوات من عمر القوات بيد أنها حققت أهدافها في بسط الأمن ومكافحة نشاط الحركات المسلحة, الأمر الذي اعتبره المراقبون اكبر جائزة لسلامة وأمن المواطن علي حدود السودان وتشاد. العقيد ركن فتح الرحيم عبد الله سليمان – قائد القوات المشتركة السودانية التشادية – أعلن خلال تنويره للصحفيين بوزارة الدفاع أمس عن اكتمال الترتيبات لعقد المؤتمر الثالث للقوات المشتركة بالخرطوم في الفترة من الاثنين 5 مارس المقبل وحتي السابع من الشهر, وذلك بحضور وزيري دفاع الدولتين الفريق أول مهندس ركن عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع السوداني وبيتاي دولا دور وزير الدفاع التشادي وعدد من القيادات العسكرية بالإضافة الي ممثلين من ليبيا وإفريقيا الوسطي وحكام الولايات الحدودية في السودان وتشاد, مشيراً الي أن نجاح التجربة أسهم في عودة العلاقات بين البلدين مؤكداً أن عهد العمل انتقل من مرحلة التأمين الي مرحلة تنفيذ المشروعات التنموية علي مستويات الخدمات وتوطين الاستقرار للمواطنين بغية عودة الحياة, الطبيعية, لافتاً الي إنارة حوالي 63 قرية حدودية بالطاقة الشمسية, فضلاً عن المساهمة في عودة حوالي 4 ألف أسرة طوعاً من معسكرات النزوح بشرف تشاد الي مناطقها الأصلية بدارفور, والشروع في زراعة أراضيهم لافتاً إلي أن قواته أكملت ترتيباتها لترحيل طلاب الشهادة السودانية الممتحنين من معسكرات النزوح واللجوء إلي المدارس التي سيمتحنون فيها, منبهاً إلي أن الرئيس التشادي إدريس ديبي أًدر قراراً تم بموجبه إقرار اللغة العربية في مدارس تشاد أسوة بالفرنسية وأن بعض أفراد القوات المشتركة يساهمون في تعليم اللغة بمدارس مناطق الحدود, وأضاف "أنجمينا صارت تعتمد الآن علي الواردات السودانية خاصة الوقود والسكر بعد أن كانت تأتيها في السابق من ليبيا", منبهاً إلي أن علي هامش المؤتمر الثالث سيتم عقد قران "240" زيجة لضباط وضابط صف سودانيين من تشاديات ومثلهم تشاديون علي سودانيات علي غرار زواج الرئيس إدريس ديبي من عقيلة زعيم المحاميد موسي هلال بغية تقوية لروابط الاجتماعية. وكشف فتح الرحيم عن وجود اتجاه لتشكيل قوة مشتركة سودانية ليبية كنتاج لنجاح التجربة مع تشاد, متوقعاً أن يصل الوفد الليبي لتوقيع البروتكول الأمني قبل انعقاد المؤتمر, موضحاً أن تجربة القوات المشتركة امتدت إلي أفريقيا الوسطي, مع الأمل لتطبيقها علي الحدود مع دولة الجنوب عقب حلحلة القضايا وذلك في إطار درء التدخلات الأجنبية بالدول الإفريقية, مشيداً بدور الإعلام في التبصير بجهود القوات المشتركة حاثاً علي عكس كافة الأنشطة للرأي العام والتبشير بالاستقرار علي الحدود الغربية بشكل عام ومع تشاد علي وجه الخصوص, معتبراً أن العلاقات مع أنجمينا بات إستراتيجية, في ظل مساعي الرئيس البشير ودبي لربط البلدين عبر الطرق البرية والسكة حديد, وعلي خلفية ما تقدم تكون القوات السودانية التشادية انتقلت تماماً الي مرحلة التنمية المستدامة وبناء المشروعات التي تقوي الروابط الاقتصادية والاجتماعية بين الخرطوم وانجمينا. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 26/2/2012م