بدأت أولي الخطوات فى العملية الانتخابية ، إيذاناً ببدء مرحلة التحول الديمقراطي المرتقب ، وخطوة اليوم تتمثل فى بدء اعمال التسجيل بالدوائر الانتخابية ،وهو إجراء يؤكد المحافظة على حق المواطن فى الادلاء بصوته وتحديد جهته ، و ستتواصل عمليات التسجيل حتى الثلاثين من نوفمبر الجاري ،و لقد تحق الوصول لهذه المرحلة بعد العديد من الاجراءات القانونية و التنفيذية من ترسيم للدوائر والطعون و غيرها، حسمت قضائياً وفق نظم و قوانين واجراءات ، و المراقب للساحة السياسية السودانية يلاحظ بوضوح تام التحول فى المناخ السياسي فى السودان لمناخ انتخابي و ارتفع بالساحة صوت الحملات الانتخابية فاصبح الصوت الاعلي فى اضابير القوى السياسية السودانية التى انخرطت فى اعمال تدشين حملاتها الانتخابية ،و بلا شك فان الانتخابات القادمة انتخابات استثنائية لأنها اهم خطوة تسبق ختام الفترة الانتقالية التى حددها اتفاق سلام نيفاشا. كل هذا الحراك و الزخم السياسي يقابله فى الجانب الآخر الاستعدادت و التجهيزات الشرطية باعتبارها الجهة المنوط بها تأمين الانتخابات بكافة مراحلها و حتى وصول المواطنين لصناديق الاقتراع لممارسة حقوقهم الديمقراطية و من مراحل الفرز و حتى اعلان النتائج ، ثم تأمين البلاد بعد الاعلان عن النتائج التى ستجيئ كما يحب الفائزين بها لأنها ربما توجع الذين لم يوفقوا ، لذلك دور الشرطة سيتواصل حتى انتهاء مرحلة التعبير الانساني الذى يلي الاعلان عن النتيجة ، و لأن الشرطة تعلم بأن دورها يعتبر الاطول فترة و المتعدد الوجوه والمختلف محاوراً ، فانها بدأت منذ فترة طويلة فى اعداد منسوبيها لرفع درجة الجاهزية بينهم حتى تصل بهم لمرحلة الوعي والادراك الكامل بالعملية الانتخابية على كل الاوجه السياسية و التنظيمية والامنية ، و لقد انجزت فى سبيل تحقيق هذه الجاهزية العديد من الورش والدورات و قدمت المحاضرات وفتحت المعسكرات ونفذت الخطط الاستباقية ذلك لأنها تعلم علم اليقين اهمية نجاح الانتخابات و تعلم حقيقة المتربصين بنجاحها و تعرف انتظار الشامتين لتفشل و تدرك انتظار اصحاب الاجندة الذين يأملون فى عدم نجاحها لفرضوا اجنداتهم على كل مراحل العملية الانتخابية و التى تشارك فى تأمين كل مراحلها لأنها معنية بتحقيق الامان و بسط الطمأنينة و لتمكين المواطنين من ممارسة حقوقهم الدستورية التى يمتلكونها و التى يتعذر التعامل معها فى ظل أقل ارتباك او تشويش او تفلت أمني ،لذلك كان حرص وزارة الداخلية و رئاسة قوات الشرطة على تحقق اعلى الدرجات لتأهيل و رفع قدرات و معارف منسوبيها حتى تكتسب ما يؤهلها لمجابهة المواقف او قراءة التوقعات ..و المرحلة التى بدأت بالتسجيل لها ارتباطها المباشر و القوى بالادارة العامة للسجل المدني و بالتنسيق مع الجهات الاخري التى لها صلات مباشرة بالانتخابات.. ومنذ اليوم فان قوات الشرطة اعدت نفسها لتحقيق النجاح المأمول باذن الله تعالي . و اطمأنت رئاسة الشرطة وفى الجولة التفقدية التى قام بها اللواء أحمد أمام التهامي مساعد المدير العام للمباحث والامن ورئيس اللجنة العليا لتأمين الانتخابات لمراكز التسجيل بالعاصمة القومية مؤكداً بذلك قربه من الحدث ،و هكذا تتوالي اهتمامات الشرطة بهذه المناسبة القومية يوماً بعد يوم و الله نسأله التوفيق و الامان..