تزايدت حدة الخلافات داخل حزب الأمة القومي حيال اجتماع الهيئة المركزية للحزب الذي سينعقد يومي غدٍ وبعد غدٍ بالمركز العام، حيث أعلنت مجموعتا الإصلاح والتجديد بقيادة مبارك الفاضل والتيار العام بقيادة محمد عيسي عليو مقاطعتهما للاجتماع، بينما قرر عدد من قيادات التيار العام علي رأسهم محمد عبد الله الدومة المشاركة. واتهم مبارك الفاضل في مؤتمر صحفي أمس (الأربعاء) شارك فيه عدد مقدر من قيادات التيار العام رئيس الحزب الصادق المهدي باحتكار الحزب منوهاً إلي أن الحزب تاريخياً يمثل تحالفات قبائل وبيوتات وغيرها، وأن أي اتجاه للإقصاء سيؤثر سلباً، مستشهداً بإرسال الصادق المهدي لوفد له أثناء انتخابات أبريل 2010م طالباً منه الانسحاب من انتخابات الرئاسة لصالحه، لافتاً إلي أن موقف الحزب حالياً غير واضح لجهة امتلاكه (لسهم في الحكومة وآخر في المعارضة المسلحة وآخر في المعارضة السلمية). وزاد (الموقف ده دوخنا قبل يدوخ الرأي العام) وشدد مبارك علي أن المكتب السياسي للحزب له موقف مغاير لموقف الصادق المهدي وأنه اعتمد الحوار كخطة (أ) وفي حال وصوله لطريق مسدود ينتقل للخطة (ب) وهي العمل لإسقاط النظام وهو ما قال إن الصادق لا يوافق عليه، ونبه مبارك إلي أن الدستور يمنح كل السلطات السياسية والتنفيذية لرئيس الحزب وأن الأمين العام لا يعدو كونه أميناً تنظيمياً و (رأس حزبه لصالح المؤتمر الوطني يرسلو الرئيس ومع الرد يأخذ الحلاوة). وشدد علي أن يقود رئيس الحزب عملية الوحدة بنفسه وليس نائبه اللواء فضل الله بُرمة ناصر أو الأمين العام. وقال إن الأول جاء إلي الحزب في العام 1986 وأن الثاني (مستجد سياسة) جاء إلي الحزب في العام 2000م. بينما قال نائب رئيس الحزب اللواء فضل الله بُرمة ناصر في مؤتمر صحفي منفصل إن الظروف القانونية لا تسمح بمشاركة مجموعة الإصلاح في الاجتماع وشدد علي احترام الدستور ووصف المطالبة بحل أجهزة الحزب بأنها تمثل عودة للمربع الأول من الحوار، لجهة أن الرئيس لا يمكنه تنفيذ الخطوة. وأكد بُرمة عزمهم علي الحد من وجود تيارات موازية للحزب مع إغلاق الباب أمام أي أجندة أخري لم تناقش في اجتماعات لجنة لم الشمل مثل الخط السياسي. ونبه الدومة في مؤتمر صحفي ثالث إلي أن التيار العام لم يكن يمثل انشقاقاً عن الحزب وإنما مجموعة ضغط تعمل للإصلاح. ونفي أن يكون قرارهم بالمشاركة في اجتماع الهيئة جاء في إطار محاصصة بل عن قناعة بضرورة العمل لصالح الحزب وإصلاحه. ووقع (25) من قيادات الحزب بينهم بروفيسور محمد إبراهيم خليل رئيس مفوضية الاستفتاء، صلاح أحمد إبراهيم، بروفيسور مهدي أمين التوم ويونس عبد الله محمود ومبارك الفاضل علي بيان طالبوا فيه بإصلاح هيكلي للحزب يتيح اختيار قيادة متجردة مؤمنة بالتغيير وقادرة علي التعامل مع القوي المعارضة من أجل تحقيق تطلعات المواطن في نظام حكم عادل. نقلا عن صحيفة الأهرام اليوم 5/4/2012م