تمايزت الصفوف وفي التمايز لم تجد ابنة المهدي الفاضلة مريم صدى لصوتها الوطني الصارخ وهي تستصرخ من كانوا عونها وظنت بهم يشبهون قولها وتجدهم حيث تريد لوطنها وتريد لهم مع الوطن وليس بيع البخس والضلال والحمد لله أنه كان معها في موقف القوة الوطنية شقيقها وأخوتها في أحزاب السودان الكبرى بوطنيتها وانحيازها إلى الحق وليس بيع الوطن يوم الحسم. أسكتت هجليج قيادات المؤتمر الشعبي وألجمت ألسنتهم الحادة التي يسلقون بها كل من يخالف لهم رأياً ويتخذ حيالهم موقفاً. أسكت الغدر الألسنة التي تعرف اللغة وحسنها وخباياها ولكنها إختبأت وهي تحبو نحو دولة الجنوب التي ركبوا لها الصعاب ووقفوا لها المواقف ولم يجدوا عندها غير أن تستغلهم ويركضون إليها. ولم تكن الألسن الحمراء الملتهبة بعاجزة عن التعبير وهي تدعي أنها من يعبر عن الشعب وهمومه ولكنها أركست إلى مستنقع السكوت الفاضح المخجل وهي تعجز أن تبين للناس بياناً واضحاً فصيحاً أحمراً يقول إن هجليج سودانية وأن الحركة الشعبية معتدية ومحتلة وكان العهد بالحزب الشيوعي الوطنية وليس المواقف الرمادية ولكنه الخزي والعار الذي لحق بشبيهه الجديد والذي تحولت عنده دعوة الإسلام إلى مناصرة من قام شأنهم على حرب الإسلام. أجرى الله الحق على ألسنة ليس هي من ألسنة بني وطني ولا من دين وطني فقالت إن الذي وقع عدوان وأن الذي تم إعتداء وأن هجليج سودانية وما كانت يوما تحمل غير جنسيتها هذه ولكن الخرس أصاب أهل "الشعبي" و"الشيوعي" وطائفة من أهل البعث العروبي وهم يسكتون على عدوان تبينت فيه أيادي اليهود والصهيونية. ومن بين هؤلاء سكتت أقلام وكان صريرها يصم الأذان ولكنها اليوم تسبح في عمالة تعبر عنها بخزي السكوت والصمت في وقت الصمت فيه بيع للوطن وخيانة له ويوم توجهت أسلحة المعتدين على هجليج تقيحت أقلامهم وهي تشبه قيادات بلادنا بقيادات عربية أسقطتها شعوبها ولم ترَ أعين الخيانة شعب السودان كله وهو يحدد موقفه الواضح من العدوان وفارقت اسمها صلاحا إلى خزي وفساد وطني وتساقط متهالك منهم يسمونه عمارا مطالبا مجلس الأمن بالتدخل لوقف الهجمات التي يقول إنها وقعت على بانتيو ويتناسى هجوم الغدر على وطنه في هجليج. هذا أوان يكتشف الناس فيه سوءات الخيانة ويتبين فيه طريق الغي الذي هم فيه ولا غريب على من يتنكر على دينه وينسى تأريخه مناصراً لمن يجاهر بعدوان دين الله والإسلام ولا يستغرب من أفنى عمره يساريا مارسكيا أن ينتهي عميلا لأمبريالية أفنى عمره في حربها وانتهى به خزيه متساقطا في أعقابها. إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون أيخون إنسان بلاده؟ إن خان معنى أن يكون، فكيف يمكن أن يكون؟ الشمس أجمل في بلادي من سواها، والظلام , حتى الظلام - هناك أجمل. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 15/4/2012م