يظل الوضع الإنساني في أية منطقة من مناطق النزاع في العالم زريعة والية دولية للتدخل في الشأن الداخلي لتلك المنطقة من قبل المجتمع الدولي وهذا ما حدث في ولايات دارفور التي إندلعت في عام 2003م حيث توالت الضغوط علي حكومة الخرطوم وأصبح الوضع الإنساني في الولايات قضية دولية تداعي إليها بالمطالبة بدخول منظمات إنسانية لولايات دارفور وتحديد منطقة حظر طيران دولي بحجة تقديم العون الإنساني. واليوم يرغبون في تكرار ذات السيناريو في ولاية جنوب كردفان بالولايتين جنوب كردفان-النيل الأزرق وقد تعرض السودان منذ هجمات التمرد الأولي لضغوط من المؤسسات الأوربية وأصدرت المنظمات المناوئة للسودان بيانات تشجب الوضع الإنساني وتطالب بدخول المنظمات الي الولايتين لتقييم الوضع الإنساني، أخرها بيان الرئيس الأمريكي باراك اوباما مؤخراً من البيت الأبيض بخصوص 26 مليون دولار لمخاطبة الأوضاع الإنسانية في الولايتين سيما للآجئين والنازحين من فلول الهجمات الأخيرة من قبل قوات الحركة الشعبية علي منطقة تلودي وغيرها من المناطق المتاخمة في خطوة باتهام المجتمع الدولي بخطورة الوضع الإنساني وقابلت الخرطوم تلك المطالبات بالرفض والممانعة فشرعت في إجراءات لمقابلة الضغوط فأعلنت عبر وزارة الخارجية السودانية بحضور مفوض العون الإنساني سياسات عاجلة للمنظمات العاملة في ولاية جنوب كردفان وشرعت في تقييم للأوضاع الإنسانية في ولاية جنوب كردفان بمشاركة وكالات الأممالمتحدة الخمس أكد إستقرار الوضع الإنساني تحفظت عليه منظمة اليونسيف وبعض منظمات الأممالمتحدة بحجة أن الفرق المشاركة في التقييم كان بسيطاً وغير كاف.. فور إعلان نتائج المسح الشهر المنصرم. وكشفت أميرة الفاضل وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي ان الوضع تحت السيطرة ولا يرقي لدرجة التدخل الأجنبي خاصة في مناطق سيطرة الحكومة وقالت أن الوضع الإنساني بالولاية( ذي شقين) مناطق تحت سيطرة الحكومة ومناطق سيطرة حركات التمرد التي قالت أن الحكومة لا تملك عنها معلومات لتقييم الوضع سواء كان متدهوراً أم غير ذلك وقالت إننا حاولنا التدخل أكثر من مرة للتقييم أو لتوصيل المساعدات ولكن الأطراف الأخرى لم توافق ووصفت أوضاع في مناطق سيطرة الحكومة بأنه تأثر بالهجمة التي تعرضت لها تلودي وقالت ان القذف الكثيف الذي تعرضت له افرز وأقعا أدي لتشريد(31) ألف مواطن متأثر جراء تلك الهجمات لجأوا بعدها الي مناطق اليري أبو جبيهة ومنطقة كوجالي المتاخمة لتلودي وكشفت أميرة عن إنعكاسات الهجمات الأخيرة علي الوضع الصحي بالولاية مشيرة لتأثر عدد منهم بالإصابة بداء الإسهال وكشفت عن عشر حالات قالت انه تم السيطرة عليها نتيجة جهود الفرق الطبية من الهلال الأحمر ومفوضية العون الإنساني ووزارة الصحة الاتحادية بجانب شح المياه في تلك المناطق. وقد حزر مراقبون من مخاطر إنسانية علي نازحين من تلودي وأبو جبيهة بسبب تأخر الدعم الإنساني بجانب دخول موسم الخريف مما يجعل وصول المساعدات أكثر صعوبة للمتضررين وتقديم العون سيكون مستحيلاً مشيرين الي اعتماد النازحين في توفير غذائهم علي أهالي أبو جبيهة وأكدوا ان ما تقدمه أربع منظمات محلية لا تستطيع تغطية حاجات النازحين وتطرقوا للتحديات التي تواجههم حيث أن عدد الأسر النازحة في البيت الواحد مابين ثلاث الي خمس أسر مشردين إلا أن مفوضية العون الإنساني لم تقدم شيء للنازحين وقالوا أنها تطلق الوعود فقط. نقلا عن صحيفة آخر لحظة 25/4/2012