كشف السلطان (كامل الدودو حامد)، سلطان جبل كاشا بمحلية لقاوة بولاية جنوب كردفان أن أهل منطقته، وعلى إثر أحداث دامية وقعت هنالك مؤخراً قاموا بطرد كل حمَلَة السلاح والمتمردين الذين كانوا بالمنطقة، وقد قرّر حوالي 21 شيخاً من أعيان المنطقة تنظيف المنطقة من أىِّ عمل مسلح، الأمر الذى أوجد إرتياحاً واسع النطاق بين أهالي المنطقة. فى السياق نفسه قال مفوض العون الإنساني بولاية جنوب كرفادن هارون محمد عبدالله ان الحركة الشعبية تسيطر فقط على 3 محليات من جملة 24 محلية بولاية جنوب كردفان يتراوح سكانها ما بين (250 الى 300) ألف مواطن تمكن غالبهم من الهرب والخروج من المحليات الثلاث الى مناطق أخري. ويشير المفوض العام للشئون الانسانية فى الخرطوم الى أن المعلومات المتوفرة لديهم تشير الى عدم وجود كوارث انسانية فى المحليات الثلاث، محمِّلاً الحركة الشعبية مسئولية ما ستئول إليه الاوضاع الانسانية للمواطنين هناك. وفى منحي آخر قالت مجموعة عبد العزيز الحلو فى الولاية إنها تسيطر على 90% من أراضي ولاية جنوب كردفان وإنها قريباً جداً سوف تبلغ العاصمة الخرطوم؛ وقد حدَّد الحلو عاماً واحداً قال إنه كافٍ لبلوغه الخرطوم. وبالطبع لا يمكن أن تكون 3 محليات تساوي مساحة قدرها 90% من أرضي الولاية؛ ولهذا فقد قالت الحركة الشعبية (عبر مصدر آخر) أنها تسيطر على 80% من مساحة الولاية وذلك بعدما تبيَّن بالفعل ان ما تحت يد الحركة لا يجاوز ثلاثة محليات، إثنان منها خاليتان من السكان تقريباً. ولعل الشيء الغريب فى هذا الصدد أنه لو كان صحيحاً ان الحركة الشعبية تسيطر ولو على 50% من مساحة ولاية جنوب كردفان دعك من 89 أو 90% لما كانت هنالك حاجة للحلو، للبقاء والتواجد فى دولة جنوب السودان، بل لما إحتاج المجتمع الدولي لأخذ الإذن من الحكومة السودانية لإدخال منظمات عون إنساني والمطالبة بالسماح بمرور الإغاثة، فقد كان الأمر سيكون سهلاً للدخول والخروج طالما أن معظم مساحة الولاية تحت قبضة الحركة. الأمر الثاني ان الحركة لو كانت تسيطر على نسبة كبيرة من مساحة الولاية لما أستطاع أهل محلية لقاوة (جبل كاشا) طرد من يحملون السلاح من هناك، فهم يقعون فى دائرة المحليات التى تسيطر عليها الحركة ومن البديهي أن قادة الحركة ما كانوا يسمحون لشيوخ وأعيان المنطقة بأن يفعلوا ذلك مهما كانت الظروف. وعلى ذلك يمكن القول إن الحركة الشعبية فى ولاية جنوب كردفان أضعف بكثير مما يتصور البعض، وغائبة ويحاصرها أهالي تلك المناطق بكراهية مقيتة جراء الممارسات السالبة التى تقع من منسوبيها، ويكفي أن يعلم القارئ الكريم أن اسعار الذرة ومواد الغذاء فى المناطق الثلاث التى تسيطر عليها الحركة وصلت أرقاماً خرافية فى الوقت الذى يتمتع فيه منسوبو الحركة بأطايب الغذاء الذى يُرسل إليهم من الخارج، فى ظل تدفق الجنيهات الجنوبية التى درج الحلو على توزيعها عليهم يمنة ويُسرة أملاً فى شراء صبرهم وجَلَدهم وصمودهم الذى لم يعد يحتمِل أكثر مما إحتمل!