رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس الأمريكي جون كيري سيحل ضيفاً على بلادنا نهاية هذا الشهر. سيزور ويلتقي ويبحث مع شخصيات كثيرة وكبيرة ونافذة ولكن لن يكون من بينها الأستاذ محمد الحسن الأمين رئيس لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان السوداني وهذا ليس لأن الأستاذ محمد الحسن لا يريد ولا يرغب في مقابلة الرجل ولا لأنه سيكون حينها خارج البلاد . بل السبب أن الزائر الكريم يرى أنه أكبر من أن يزور رصيفه في البلد التي يحل ضيفا عليها ولا أن يلج المجلس الوطني عندنا والذي يوازي المجلس الذي يرأس لجنته الخارجية. قد يتضمن جدول الزيارة قيادات عليا ولكن لن يكون من بينها رئيس الجمهورية، ومثل هذه الزيارات تتيح لهؤلاء الزوار التعرف على التفكير والمواقف من خلال الشخصيات التي يزورونها والنتيجة مزيد من المواقف السلبية من بلادهم تجاه بلادنا. هذا المجلس الذي يرأس لجنته الخارجية هذا الزائر الكريم يضع قانونا لتحاصر به رئيس بلادنا تتهمه بالإبادة الجماعية وهو الذي أسس للسلام الذي أعطاهم دولة نصبوها للتآمر علينا من جنوبنا وهو الرجل الذي يؤسس للسلام في كل أرجاء السودان. نعم الولاياتالمتحدة دولة عظمى وكبيرة ولكن السودان دولة عضو في الأممالمتحدة والمجتمع الدولي ومن حقه أن يأخذ بالأسس والقواعد التي تحكم التعاملات الدولية ومن هذه الأسس مبدأ المعاملة بالمثل وهذه تعني أن حدود جون كيري ينبغي أن تكون لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني وليس نواب الرئيس ووزير الخارجية وغيرهم من كبار رجال الدولة. من حقنا أن نقول للرجل إن الجهة التي تمثلها في بلادك تعمل ضد رئيس بلادنا وأن زيارتك لا تناسب المقام والتوقيت. وكنا قبل هذا قد فرحنا في سذاجة لمشاركة رئيس البعثة الأمريكية في الخرطوم في مشاهدة مباراة لكرة القدم، بينما سفيرنا في بلادهم لا يستطيع أن يتحرك خارج دائرة قطرها خمسة وعشرين كيلومترا نريد المعاملة بالمثل حتى تكون دائرة السفير جنوب الجزيرة وأطراف أركويت وألا يتمكن من مشاهدة كرة قدم خارج إستاد الليق في أركويت. نعم هذا مبدأ عالمي لنا أن نطبقه ثم إنه من العيب أن نفرح بأن نتيح لدولة تتآمر علينا وتشرع القوانين التي تكبل رأس الدولة بأن يتفاعل سفيرها مع المواطنين السودانيين ونحسن من صورته بأنه سفير متواضع يشاهد مباراة كرة القدم ويلبس الزي الأحمر في القلعة الحمراء والدماء التي تسيل في أطراف بلادنا ما هي إلا نتيجة لأعمال دولته والتي تحمي المعارضة المسلحة وتسن القرارات الدولية لتجعل من المتمردين موازين ومتساويين ومحاورين للحكومة وهم حملة سلاح وقتلة يدفعهم هذا الدعم الأمريكي للعمل المضاد والمسلح والفاتك بشعبنا. عندما رفض وزير الخارجية الأستاذ علي كرتي مقابلة موظفة في وزارة الخارجية بدلا عن الوزيرة المعنية انقلبت الخارجية الأمريكية وأدركت حينها أن محاولات التصغير والحط من وزرائنا وكبارنا لا تقع ولا نقبل بها. اليوم الأستاذ علي كرتي وزيراً للخارجية، ونريده أن يطبق مبدأ المعاملة بالمثل وأن يكون مقام الولاياتالمتحدة حيث تصنع القوانين التي تحاربنا بها لا نقاطعها ولكن لا نفتح المكاتب والصوالين لتعود علينا شراً وقرارات مهينة. نقلا عن صحيفة الرائد 22/5/2012