من المعروف أن المياه تشكل كل قواسم الحياة المختلفة على مر العصور والأزمان ويأتي ذلك من خلال تأكيد الآية الكريمة في قوله سبحانه وتعالى "وجعلنا من الماء كل شيء حي"، وأولت البشرية عبر تأريخها المتطاول اهتماما كبيرا للمياه وابتكرت طرائق متعددة لحفظ المياه والاستفادة منها بأقصى حد ممكن، وعرفت البشرية السدود أحدى أهم أدوات حفظ المياه منذ قدم التأريخ ، لذلك من الطبيعي أن تهتم أية أمة تريد أن تنهض بهذا الجانب ولا شك أن حكومة السودان وضمن برنامج الخطة ربع القرنية للإستراتيجية الخمسية التي تعكف على تنفيذها منذ سنوات، قد وضعت نصب أعينها مهمة تطوير السدود للاستفادة منها في تطوير الأمة السودانية حيث أنشأت وزارة مختصة بالكهرباء والسدود وأوكلت أمرها إلى واحد من أميز وأنشط الوزراء الشباب، وهو رجل قد خاض في سنوات معدودة غمار تحدٍ بهر العالم أجمع متمثلا في مشروع سد مروي، والآن يعمل هذا الوزير المهندس أسامة عبد الله على إنشاء العديد من السدود في مناطق مختلفة من البلاد من أجل ذات الأهداف، وهو ما أكده أمام المجلس الوطني أمس الأول، من خلال بيان قدمه للمجلس حول خطة وزارته وأفصح الوزير في بيانه عن ما أنجزه من مشروعات وما ينتوي إنجازه في المرحلة المقبلة، حيث تعهد بإكمال كل الأعمال الأساسية وغمر بحيرة خزان الروصيرص بالمياه في التأريخ المحدد وأكد وزير السدود خلال تقديمه لبيان وزارته للمجلس الوطني في جلسته برئاسة أحمد إبراهيم الطاهر، رئيس المجلس أن مطلع شهر يونيو القادم سيشهد بداية ترحيل وتوطين المواطنين المتأثرين بتعلية خزان الروصيرص، بينما سيتم غمر البحيرة في شهر سبتمبر وأوضح أن وزارته وفرت كل متطلبات التوطين للمتضررين من قرى مجهزة ومدخلات زراعية بالإضافة إلى توفير 123 قارب صيد حديثة مشيرا إلى أن قيمة مشاريع إعادة التوطين بالنيل الأزرق بلغت 927 مليار جنيه، وأضاف أن وزارته زادت عدد المستفيدين من خدمات الكهرباء والمياه ليصبح عدد المستفيدين من الكهرباء بالنيل الأزرق 22 ألف من 13 ألف وعدد المستفيدين من المياه ليصبح 24 ألفا من 8 آلاف وقال الوزير في بيانه الذي أجازه البرلمان ووجد إشادة كبيرة من قبل النواب أن أهم التحديات التي تواجههم تتمثل في كيفية الاستفادة من المشاريع المختلفة والمحافظة عليها مؤكدا اكتمال كافة الدراسات لمحطات حصاد المياه في عدد من الولايات مشيرا إلى عملية توطين المرعى بتمويل بلغ أكثر من 50 مليون دولار في الولايات الحدودية الست وسير العمل في تنفيذ الحظائر بهذا المشروع قبل بداية فصل الخريف لهذا العام حيث بلغ عدد الحفائر 67 حفيرا و28 سدا. وفيما يتعلق بأداء الكهرباء والسدود خلال الفترة الماضية قال أسامة إن نسبة التنفيذ في مجمل المشاريع التي تم تنفيذها بلغت نسبة مشرفة موضحا أن ولايات دارفور وكردفان قد حظيت بعدد كبير من المشروعات من السدود والكهرباء حيث إن هناك مشاريع التوليد من الرياح والطاقة الشمسية في نيالا بجنوب دارفور ومشروع التوليد من الطاقة الشمسية بالفاشر بشمال دارفور إضافة إلى سير العمل بصورة جيدة في سد أم دافوق داعيا حكومات الولايات بدارفور بالالتزام بترحيل الوقود لتفادي مشاكل القطوعات والعمل على ترتيب وتأمين المواقع المراد تنفيذ المشاريع فيها وتضافر الجهود المشتركة من أجل النجاح وتهيئة البيئة للاستمرار والمحافظة على ما تم إنجازه من مشروعات مختلفة، مؤكدا أن وزارته أكملت كافة الدراسات لقيام عمل ضخم وكبير وغير مسبوق في ولايات دارفور المختلفة حيث سيتم قيام أكثر من 84 حفيرا وسدا في خيران الإقليم. وتحدث الوزير أسامة عن سد الألفية الذي تنوي الحكومة الإثيوبية إنشاءه على النيل الأزرق قرب حدودها مع السودان، وقد أثار الكثير من الجدل، وأبدت دولتا السودان ومصر مخاوف من الآثار المترتبة على قيامه، لكن حكومة أديس أبابا أكدت عدم تأثير المشروع على الدولتين، وفي هذا الخصوص قال الوزير أسامة عبد الله إن السودان سيستفيد من مشروع السد الأثيوبي أكثر من إثيوبيا مشيرا إلى وجود لجنة ثلاثية مشتركة بين السودان وإثيوبيا ومصر للتنسيق في هذا الإطار وأبان أن السد الأثيوبي لا يشكل أية خطورة على السودان موضحا أنهم طالبوا بتصميمه بطريقة علمية متقدمة لا تعرضه للانهيار إضافة إلى تمكين وزارته من معرفة طريقة تشغيله مستقبلا. كما تطرق الوزير إلى نسبة إنجاز مشروعات تأهيل الطاقة الكهربائية ومشروعات المحطات التوزيعية ومخارج محطات التوزيع وقال إن الطاقة المستهلكة بلغت 6,689 قيقاواط في الساعة في العام، وأضاف أن عدد المشتركين في الكهرباء بلغ 1,788,769 مشتركا بنسبة نمو بلغت 12,5% وأشار إلى الإنجازات المختلفة التي قامت بها الوزارة في تعلية خزان الروصيرص وإنجاز سد مروي ومشروعات مجمع سدي ستيت وأعالي عطبرة والمشاريع الزراعية في مروي والدندر والرهد والروصيرص مشيرا إلى مشروعات الربط الإثيوبي لربط الشبكتين ببعض بخط ناقل بجهد 220 ك ف ويهدف إلى الاستفادة من التوليد المائي الإثيوبي الرخيص وأشار كذلك إلى الخط الناقل بجهد 220 كيلو فولت بطول 570 كيلو متر والذي يربط بين بابنوسة وعديلة والضعين ونيالا ويهدف إلى ربط ولايات دارفور بالإمداد الكهربائي المستقر كما أشار الوزير إلى مشروع الربط الكهربائي مع مصر والذي يهدف إلى ربط كهرباء مصر والسودان لتبادل الطاقة وأبان الوزير أن وزارته تخطط لإنشاء أول محطة نووية في السودان وتم اختيار مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر مقرا لها وأن العمل جار لتحديد نوع وسعة التكنولوجيا المناسبة وتحديد المواصفات الفنية للمحطة وإجراء الدراسات التفصيلية لموقع المحطة وتحضير وإعداد الموقع وتدريب الكادر موضحا أن نسبة إنجاز الدراسة بلغ في هذا المشروع 71%. من جانبه أشاد أحمد إبراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني ببيان وزير الكهرباء والسدود والجهود التي بذلتها وزارته في الجوانب المختلفة لتطوير البلاد واعتبر وزارة الكهرباء من الوزارات التي تعمل وتسابق الأهداف بقدرات ذاتية وعلمية داعيا جميع الوزارات إلى الوصول إلى سقوفات النجاح، وعلى صعيد متصل أجاز المجلس الوطني تقرير أعدته لجان التشريع والعدل والطاقة والتعدين والشئون المالية والاقتصادية والشئون الاجتماعية وشئون الأسرة حول المرسوم المؤقت لقانون إعادة وتوطين المتأثرين بقيام السدود لسنة 2012م وأوضح الفاضل حاج سليمان رئيس لجنة التشريع والعدل بالمجلس الوطني أن المرسوم جاء في خمسة فصول وعشرين مادة تناول الجوانب المختلفة. نقلاً عن صحيفة الرائد 24/5/2012م