القاهرة 'القدس العربي' من خالد الشامي: اعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية امس النتائج النهائية للتصويت في الجولة الاولى، مؤكدة دخول مرشح جماعة 'الاخوان' الدكتور محمد مرسي والمرشح المستقل الفريق احمد شفيق جولة الاعادة المقررة يومي السادس عشر والسابع عشر من الشهر المقبل. وقال المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة في مؤتمر صحافي امس ان نسبة الحضور بلغت ستة واربعين بالمئة من اجمالي عدد الناخبين المسجلين البالغ نحو واحد وخمسين مليونا، وان مرشح 'الاخوان' حصل على خمسة ملايين و764 الف صوت، فيما حصد احمد شفيق خمسة ملايين و505 الاف صوت، وفاز حمدين صباحي بأربعة ملايين و820 الف صوت، وجاء الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح رابعا بأربعة ملايين و65 الف صوت، وحل عمرو موسى خامسا بمليونين و588 الف صوت. واعلن رئيس اللجنة رفضها للطعون المقدمة من شفيق وابو الفتوح وصباحي وعمرو موسى لعدم استنادها الى مسوغات قانونية او لانها قدمت خارج الوقت المحدد. واكد سلطان انه لا يمكن لاي مرشح ان يتنازل لمرشح اخر، ورفض التكهن بامكانية ان يخوض صباحي جولة الاعادة اذا قضت المحكمة الدستورية في حكمها المرتقب يوم الحادي عشر من حزيران/ يونيو المقبل بدستورية قانون العزل السياسي الذي يحرم شفيق من خوض الانتخابات. وكانت تكهنات وشائعات اشارت الى ان صباحي سيخوض جولة الاعادة بعد ان قدم طعونا تطالب باعادة الانتخابات في خمس محافظات، وبوقف اعلان النتيجة، الا ان اللجنة حسمت الجدل بقرارها غير القابل للطعن. وهكذا تبدأ معركة الاعادة بين مرسي وشفيق، الا في حال قضت المحكمة الدستورية بدستورية قانون العزل السياسي، وهو امر مستبعد بين الخبراء القانونيين. وادى اعلان النتائج النهائية الى تكريس حالة من الاحباط في الشارع، ادت الى اشعال الجدل بين الرافضين لشفيق والمتشككين في نوايا 'الاخوان'. وسادت حالة من الاستياء في ميدان 'التحرير' الذي توافد عليه مئات المحتجين، بينما اعلنت حركات ثورية في مدينة السويس التي تلقب بعاصمة الثورة عن تنظيم مظاهرات احتجاجا على النتائج، بينما قرر عدد من اهالي الشهداء تنظيم وقفة للاعراب عن غضبهم. وهاجم متظاهرون مقر حملة شفيق في بورسعيد، وشهدت الاسكندرية مسيرات رافضة للنتائج. وعلى الصعيد السياسي تعثرت الجهود للوصول الى حالة من التوافق بشأن دعم اي من المرشحين في الجولة المقبلة. واعلن عمرو موسى رفضه عودة الفلول او استخدام الدين في السياسة، في اشارة لمعارضته التصويت لشفيق ومرسي. واعتبر ان هناك علامات استفهام وغموض تشوب الانتخابات، وتعهد الاستمرار في العمل السياسي دعما للدولة المدنية. اما ابو الفتوح فرفض نتائج الانتخابات. واشار الى عزمه تشكيل حزب سياسي وخوض الانتخابات المقبلة بعد اربع سنوات الى جانب الانتخابات البرلمانية والمحلية. ولوحظ ان ايا من المرشحين الخاسرين لم يعتذر لمؤيديه عن الفشل في الجولة الاولى، كما لم يعلن احد قبوله بنتائج الانتخابات او قام بتهنئة المرشحين الفائزين. وفشلت جهود لعقد اجتماع بين مرسي وابوالفتوح وصباحي بسبب رفض الاخير، ولم تحدد جماعة الاخوان موقفا نهائيا من مبادرة قدمها الدكتور ايمن نور زعيم حزب الغد قضت بتشكيل فريق رئاسي وحكومة ائتلافية يرأسها سياسي مستقل. واعلنت حركات ثورية الغاء زيارة كانت ستقوم بها الى مقر الجماعة للبحث في شروط وضمانات لتأييد محمد مرسي. ومن جهتها نفت حملة شفيق انباء عن انه عرض على صباحي منصب النائب بصلاحيات واسعة. وكان موسى وصباحي وابوالفتوح اعلنوا رفضهم شغل اي منصب سياسي في الفترة المقبلة. وحسب النتائج النهائية للانتخابات فإن شفيق ومرسي سيتصارعان على اثني عشر مليونا ونصف المليون من الاصوات التي حصدها صباحي وابو الفتوح وموسى. ويعتبر مراقبون ان شفيق مطمئن لحصة موسى من الاصوات وهي مليونان ونصف مليون تقريبا، الى جانب اصوات المسيحيين الذين صوتوا لصباحي، وكذلك الليبراليين الذين صوتوا لابوالفتوح ولا يثقون في تعهدات الاخوان بشأن مدنية الدولة. ولا يستبعد المراقبون ان يحصل شفيق على اصوات خصوم للاخوان ممن لم يشاركوا في الجولة الاولى الا ان الداعم الرئيس لشفيق قد يكون ما يسمى بمعسكر الاستقرار مع ما تشهده البلاد من تددهور اقتصادي وامني. اما مرسي فيمكنه الاعتماد على اصوات نحو خمسة ملايين من السلفيين الذين توحدوا خلفه بعد ان صوت بعضهم لابو الفتوح في الجولة الاولى، بانتظار تأمين اتفاق مع التيار الثوري الذي انقسم بين صباحي وابو الفتوح، وترميم صورة الجماعة التي تضررت خلال الفترة الماضية عند الشارع لاسباب عديدة. والى جانب الشعارات الدينية التي اعتمد عليها مرسي في الجولة الاولى، ووصلت الى استخدام بعض انصاره الاية الكريمة (ولاتخسروا الميزان) في الدعاية الانتخابية، مستغلين كون 'الميزان' رمزه الانتخابي، ينتظر ان تركز الجماعة في استراتيجيتها على تخويف الناخبين من عودة النظام القديم. اما شفيق فمن المتوقع ان يركز على وتر الاستقرار الى جانب الدولة المدنية والتحذير من ان الاسلاميين لن يلتزموا بتداول السلطة. وعلى اي حال يخشى كثيرون من ان تتحول جولة الاعادة الى معركة حقيقية قد لا تخلو من العنف مهما كانت نتيجتها، خاصة مع الشائعات التي لا يمكن التأكد من صحتها حول وجود كميات هائلة من الاسلحة تم تهريبها من ليبيا مؤخرا في ايدي كافة الاطراف.