بينما تغرق الحكومة فى بركة برفع الدعم عن البنزين، وبينما تفرك المعارضة يديها منتشية تحسباً لإستغلال القرار (الكارثة) تتحرك رمال الاستراتيجيات الامريكية فى المنطقة لتطويق السودان ووضعه تحت الوصاية الامريكية..أو جرِّه لبيت الطاعة الامريكي فى أحسن الاحوال.. ودولة سلفا كير فى الجنوب تتقدم بكل فخر لإستضافة الجحافل الامريكية المسماة (افريكوم) وهى القوة التى كانت تدار مؤقتاً من قاعدةعسكرية امريكية في مدينة (شتوتغارت) الألمانية.. من قبل اتفقت اسرائيل مع دولة الجنوب و كينيا وأوغندا واثيوبيا على إقامة حلف لمحاصرة السوان ومصر والصومال عبر القاعدة الاسرائيلية بجنوب السودان التى ستسمي قريباً (إسرائيكوم) .. العنوان العريض المضلل لأهداف القاعدة الامريكية (افريكوم) محاربة الارهاب فى أفريقيا ، لكن الهدف الرئيسي تأمين موارد افريقيا للولايات المتحدة.. (سلفاكير) تناغم مع الرغبة الامريكية وأعلن ان بلاده تقوم بهمة (مقدسة)، وهى الوقوف سداً منيعاً أمام الايدلوجية الإسلامية القادمة من الشمال .. افريقيا كانت على الدوام بالنسبة للأمريكيين معولاً إبان الحرب البارة لمواجهة الشيوعية، واليوم معولاً لمحاربة الاسلام والثقافة العربية ويسمون ذلك ب(الارهاب)! حرب الموارد فى افريقيا تحكمها معادلات معقدة، فعلي سبيل المثال نجد أن الصين والولاياتالمتحدة لكل منهما أسلوبه فى الحصول على النفط فى افريقيا والعالم، ففي حين يقوم الاسلوب الصيني على الاتفاقيات الاقتصادية (الندية)، فإن الاسلوب الامريكي يقوم على افتعال الحروب واستخدام القوة العسكرية لإفساح المجال أمام الشركات النفطية الامريكية كي تعقد اتفاقيات استثمارية غالباً ما تكون مجحفة بحق الدول التى تفرض واشنطن عليها سيطرتها العسكرية والسياسية كما الحال مع العراق الذى احتله، وليبيا التى فرضت عليها تدخل حلف الناتو العسكري، أو الخليج الذى تربط اقتصاداته بها عبر الإتفاقيات غير المنصفة .. فى حالة السودان تمهد الولاياتالمتحدة لعمل عسكري عبر الدولة الوظيفية وهى دولة جنوب السودان ورغم مصالح الصين فى السودان، فالصين لا تقف خلف السودان مثلما تقف الولاياتالمتحدة مع الجنوب. في فبراير من العام 2007 أعلن وزير الدفاع الامريكي (وربرت جيتس) أمام لجنة التسلح فى مجلس الشيوخ الامريكي ان الرئيس السابق بوش الابن اعتمد قرار بإنشاء قيادة عسكرية أمريكية جديدة للقارة الافريقية بدلا من الوضع الراهن – حينذاك – الذى يقسم القارة الى ثلاثة قيادت عسكرية .. (مانديت) هذه القوة الغاشمة تقوم على القتال لحماية وتنشيط مصالح واشنطن فى افريقيا ، لإتواء أىّ دفق (غير مضبط) لمصادر الطاقة بها، وفي مقدمتها النفط، وتعلم واشطن ان افريقيا بها 25% من المخزون العالمي، وهو ما وضع الاستعداد، والاحتفاظ بقوات لكسب أى حرب بشكل حاسم علي كافة المستويات فى الصراع، من هنا جاءت الحاجة لتحجيم النفوذ الصيني المتعطش الى البترول الافريقي .. هل فهمتم خلفيات الصراع مع (جوبا) و دورها الوظيفي؟ نقلاً عن المجهر 14/6/2012م