مع ترقب إعلان اسم الرئيس المقبل لمصر رسميا خلال ساعات، بعد انتهاء جولة الإعادة مساء الأحد. اعتبر خبراء ومراقبون سياسيون أن فوز المرشح أحمد شفيق بالرئاسة -فيما لو أُعلن- سيمثل هزيمة كبيرة للثورة المصرية، باعتبار أنها استهدفت إسقاط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك وقادته إلى السجن المؤبد، لكنها أتت بآخر رئيس وزراء له خلفا له. بداية اعتبر المرشح الرئاسي السابق خالد علي أن تدخل جهاز الدولة في الأرياف والصعيد من خلال العمد والمشايخ كان لدعم شفيق كونه مرشح النظام، مع الزج بملايين الأصوات الباطلة في جداول الانتخابات "وذلك ما حدث معنا في الجولة الأولى واعترضنا عليه، لكن اللجنة العليا للانتخابات هي الخصم والحكم لذا سترفض أي طعن لمحمد مرسي (المرشح المنافس)". واتفق معه نائب رئيس مجلس الدولة المستشار محمد فؤاد جاد الله الذي قال "إننا نحن نقاوم دولة خفية بكل مؤسساتها، وإذا رصدنا أن الانتخابات كانت حرة ونزيهة، وتمت بإرادة الشعب، فسنعترف بها، وبهزيمة الثورة، وسنمسك ألسنتنا. وإذا وجدنا تزويرا فسنكمل ثورتنا، ونقدم الشهداء". وشدد على أنه كان يجب عزل شفق سياسيا وفقا للمادة الرابعة من العهد الدولي التي تجيز في حالات تهديد حياة الأمم تقييد مباشرة الحقوق السياسية لرموز النظام السابق لمدة مؤقتة، متسائلا "كيف تكون المراكز القانونية متماثلة لأناس مع الثورة، وأناس ضدها؟". خطوة للخلف من جهته، اعتبر الناشط السياسي وائل خليل أن فوز شفيق سيكون خطوة للخلف، لأن اختيار أحد رموز النظام السابق لرئاسة البلاد يعني أن شبكة مصالح النظام ما زالت تعمل، وتحقق نجاحاً. وقال "لو فاز شفيق بالتزوير فسيكون رد الفعل مختلفا، أما لو فاز نتيجة آلة دعايته، فسنجهز أنفسنا لخوض معركة طويلة ضد هذا النظام". وأضاف للجزيرة نت، أن الثورة المضادة ستتوحش وستتم شيطنة الثورة، لذا يجب أن يوقن المصريون بأن الثورة "عملية طويلة ومعركة ممتدة". وحذر رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي محمد زارع من أن الثورة المصرية ستكون قد أخفقت للأبد إذا أعلن فوز شفيق، وسيكون كل ما سيعمله تقديم النظام القديم بتحسينات محدودة لامتصاص غضب الشعب، لأنه لن يحدث تغييرا ديمقراطيا حقيقيا وإنما سيتم تجريف كل عوامل الثورة في البلاد وستتم كتابة شهادة وفاة للثورة. واعتبر مدير المركز المصري للنزاهة والشفافية شحاتة محمد شحاتة، أن المشهد سيكون سوداويا حال فوز شفيق ولن تقوم عليه ثورة جديدة "لأنهم أجهدوا الخط الثوري واستنزفوا طاقة الثوار". وأوضح أن شفيق سيقوم بمنح حوافز للشعب كي يسترضيه وسيقبلها الشعب، لأنه متشوق للاستقرار. أما النائب السابق للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد حبيب فأكد أن فوز شفيق -لو تم- سيعني أنه لم تكن هناك ثورة ولا شهداء وسيكون فوزه كارثة للثورة، لأنه سيحاول استعادة النظام البائد، بما انطوى عليه من فساد واستبداد على جميع الأصعدة، وفق تعبيره. وطالب حبيب بتوحيد الصف واستعادة الثقة بين القوى الوطنية، لأن التحديات التي تواجه مصر تحتاج إلى تكاتف جميع الفصائل ولا سيما أن من قام بالثورة يمثلون شتى ألوان الطيف السياسي بمصر. شفيق والمدنية في المقابل رأى عضو المجلس الرئاسي بحزب التجمع حسين عبد الرازق أن الثورة المصرية كانت أهدافها واضحة كإسقاط النظام القديم، وإقامة دولة مدنية حديثة، مع تغيير السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلى انتشار الفقر والبطالة والفساد. وقال للجزيرة نت "تم توجيه ضربة قوية للنظام القديم، وسجن رئيسه، وكبار معاونيه، لكن لم تتم تصفية النظام القديم"، لكنه أضاف أن إعلان فوز شفيق -لو حدث- يعني أن هناك إمكانات لاستمرار جهود إقامة الدولة المدنية، عكس مرسي، "ومع ذلك فموقفنا في حزب التجمع أننا في المعارضة، حتى يتم تغيير السياسات الاقتصادية والاجتماعية". وأضاف أنه لا يستطيع شفيق، ولا مبارك نفسه لو عاد أن يستنسخ النظام القديم، لأن الشعب المصري كسر حاجز الخوف ولن يستطيع الحاكم أيا كان أن يفرض على الشعب القبول بما لا يريد، كما أن النظام القديم تم هدمه وفضح مساوئه بحيث لا يجرؤ أحد على المطالبة بعودته. المصدر: الجزيرة نت 20/6/2012م