فى الوقت الذى يجري فيه بذل جهود حثيثة لإنقاذ ما يسمي بالجبهة الثورية عبر إجتماعات تُعقد فى واشنطن وكمبالا بعدما فشلت محاولات رأب الصدع بين مكوناتها إثر الخلاف والتلاسن الحاد الذي جري بين ياسر عرمان وعبد الواحد محمد نور، وبعدما ظهرت خلافات أكثر خطورة بين قادة حركة العدل والمساواة إحدي الحركات الدارفورية المنضوية تحت لواء الثورية، بسبب ضيق قيادات العدل بقيادة جبريل إبراهيم وسعيهم لإبداله بالقيادي آدم حسين، فى هذا الوقت الذى تحتضر فيه الثورية، فإن القيادي عبد العزيز الحلو هو الآخر يدخل فى حالة إحتضار مماثلة، حيث تدهورت حالته الصحية فى اليومين الماضيين وبات من المحتم أن يُنقل الى العلاج فى الخارج! وتفيد مصادر مطلعة فى دوائر حركة الحلو بمنطقة جبال النوبة ان الحلو ومنذ أن أُصيب فى الاحداث التى وقعت فى السادس من يونيو من العام الماضي 2011 فإنه لم يتعاف قط، وكادت إصاباته ان تودي بحياته فى ذلك الوقت لولا عملية إخلاء نجحت بالكاد نفذتها وحدات من الجيش الشعبي عبر طائرة عمودية نقلته الى جوبا، أمكن بعدها السيطرة على حالته الصحية. وتضيف المصادر ان الرجل فقد الكثير من وزنه، ويعاني من مجموعة أمراض مزمنة جعلت الإصابات التى تعرض لها فى المواجهة التى إختارها مع الجيش السوداني فى حينها تتفاقم وتفاقِم من وضعه الصحي على نحوٍ ملحوظ، ويعتقد قيادي من جبال النوبة قريب الصلة بالحلو فى حديث جمعه بأحد قيادات النوبة العائدين من الولاياتالمتحدة مؤخراً، إن الحالة النفسية للحلو جراء إخفاقاته المتكررة فى إحتلال أىّ منطقة فى جنوب كردفان، ذات بُعد استراتيجي مثل تلودي جعلته يدخل فى ما يشبه الإضطراب النفسي، بحيث تكررت حالات صراخ وغضب مفاجئة فى حديث له مع بعض أعوانه استغربوا لها وأقلقتهم كثيراً. ويعتقد أحد المراسلين الصحفيين وهو بريطاني الجنسية أن الحلو بالاضافة الى أزمته الخاصة بالفشل فى إحراز نجاح فى تمرده رغم كل ما صرفه عليه الجيش الشعبي عانى أيضاً معاناة لا تطاق من عملية إذلال متعمَّدَة مارسها ضده قادة الحركة الشعبية فى دولة الجنوب، حيث تلقي توبيخات وتقريعات شديدة اللهجة بإستمرار من قادة الحركة الشعبية وَسََموه فيها بالفشل و (محدودية الأفق)، مذكرينه بماضيه القديم أيام الحرب الأهلية بين الجنوب والشمال، وكيف كان بارعاً فى تنفيذ المهام التى كان يوكلها إليه الزعيم الجنوبي الراحل قرنق! ويشير المراسل الصحفي البريطاني الذى جلس مع الحلو أكثر من مرتين فى كل من جوبا وكمبالا أن الحلو شعر أن قادة دولة الجنوب يحطون من قدره، وأنهم يرسمون خططاً لصالح دولة الجنوب وليس لصالح النوبة وقضيتهم، ويشعر فى ذات الوقت ان (رفاقه) فى جنوب كردفان قد إختطوا طريقاً مختلفاً حيث عمِلوا على تكوين حركة سياسية جديدة باشروا عملية تسجيلها لدي مسجل الاحزاب السودانية، وزاد الأمر سوءاً بوصول قيادات نخبوية ومجموعة مثقفين من أبناء جنوب كردفان قادمين من الولاياتالمتحدة برؤي وأفكار لا تنسجم مع رؤي الحلو ؛ واستنتج الصحفي البريطاني أن الحلو بدا كنادم على ما قام به؛ فلا هو حقق فيه شيئاً لأبناء منطقته، ولا هو قادر على العودة الى ماضيه، حيث كان شريكاً للحكومة السودانية. وهكذا، هى تقديرات السياسة لا ترحم ولا تتيح لمن ليس له رأى مبني على حقائق أن يحرز هدفاً، والأنكي أنها تهيل التراب -بقسوة- على أمثال الحلو حين لا يعرفون ماذا يريدون وكيف يحققون ما يريدون!