يخرج هذا المقال وفي الأثناء تخرج جموع بسيطة وغير مقدرة من المواطنين في دولة جنوب السودان محركين بدوافع مختلفة الاحتفال بأعياد الانفصال "الاستقلال" غير عابئين بالنتائج المخيبة التي أحرزتها حكومة جوبا بعد عام من الحكم ورغم أن المدة قبل التعليمية والدورات التدربيبة المكثفة التي اجتهدات حكومة الخرطوم ان تعين بها اخوتها في الجنوب كانت أكثر أشرافاً وذلك أذا افترضنا أن حكومة الجنوب أو الحركة الشعبية ومنذ اتفاقية نيفاشا 2005م حتي عام 2011م كانت هي في مرحلة تأهيل وتدريب علي ما هي مقبلة عليه من قبل ورغم أن الدروس والتأهيل كانت تتم بعيداً عن علم أقرب المقربين وهي حكومة السودان وكان المدرس والمربي هو أستاذ "إسرائيل –أمريكا" في عام تأهيل الفاشلين لكي ينجحوا. وإذا وضعنا القطار أمام المقطورة لابد أن نخرج بنتائج الفشل التي أحرزتها حكومة الجنوب أعلي درجات فيها. وهذا بدلالات عديدة ونتائج مخيبة سقوط مدمر في مادة الاستقرار حيث تكثر الحروبات القبلية وحروبات الحدود وفي السنة الاولة من الحكم وتجد التقارير وتفاصيل النتيجة كالاتي النزاعات العرقية والحروبات فقد قتل اكثر من 1000شخص في القتال بين المورلي واللونوير ،وهما من الجماعات العرقية ، وذلك في جونقلي 2011كما قتل ما لايقل عن 900اخرين في الاشتابكات الحدودية بدات في اواخر ديسمبر وامتدات الي فبراير وفقا لتقرير صدار عن بعثة الاممالمتحدة في 25مايو كما تشرد في الفترة نفسها مئات الالاف في شمال ولاية بحر الغزال بالجنوب من قراهم بسبب استمرار القتال والحرب وفي ظل هذه الاوضاع المتأزمة ،تدفق اللاجئين العائدين الي الجنوب اما اختيار او اجبار ،عاد حوالي 375.000من الجنوبين من السودان الشمالي منذ اكتوبر 2010وفقا لمنظمة الهجرة . وقد وعدت الحكومة الجنوبية بتوفير الارض لهم ،ولكن يظل العديد منهم في مخيمات مؤقتة. اما مادة التنمية والغذء فصفر النتيجة الحتمية و الفقر والعوز الناتج عن دمار الاقتصاد الذي أعتمد بشكل أساسي علي مداخيل النفط الذي توقف ضخه اثر الخلاف مع السودان لتصدير النفط عبر شمال السودان وأقفلت الأنابيب وفي هذة المادة علق المراقبين تشعر الجهات المانحة لدعم بالقلق من عدم مقدرة جنوب السودان الان علي تمويل اي برامج للتنمية او حتي دفع رواتب موظفي القطاع العام ،مماقد يؤدي الي اضطرابات مدنيةومن اكثر الظواهر والعلامات السوداء علي ورقة الممتحنة حكومة جوبا الفشل الاداري وهيكله المصاب بحمي الفساد الاداري وهو كالسرطان ينخر في جسم الدولة وهو من اكبر الامراض التي رات وزيرة الخارجية الامريكية كلينتون اعراضه علي مسئولي الجنوب منذ الدرس الاول في" كيف تحكم بلدك" وطالبت المدرسة الدارسين بمقابلة الطبيب والاهتمام بالحالة الصحية لاقتصاد الدولة .لكن الدارسين اكثر عنادا. والدلالات كثيرة ففي مايو المنصرم كتب الرئيس سلفاكير رسالة الي 75من "كبار" المسئولين الحكوميين الحاليين والسابقين يطلب منهم اعادة الاموال العامة المسروقة وقال انا قد تم نهب اربعة مليار دولاراً وانتقد العديد من الصحفيين الحكومة وفشلها في توجيه اتهامات ضد المسؤولين الفاسديين خلال السنة الاولي من عمر تاسيس الدولة حدثت الكوارث كنسبة المجاعة الأخذة في الارتفاع حسب آخر تقارير صدرت عن منظمات معنية بهذا المجال وكما صرحت منظمة اوكسفام :( أن جنوب السودان تواجه أسوا أزمة إنسانية منذ اتفاقية نيفاشا عام 2005م بسبب الانهيار الاقتصادي الحاد والصراعات المستمرة، كما أضافت ذات المنظمة أن الإنفاق علي البناء التحتية والحيوية كالطرق الجديدة والمدارس والرعاية الصحية وشبكات المياه جري تخفيضه جراء الكارثة الاقتصادية التي تواجه جنوب السودان حيث وصلت أسعار المواد الغذائية والوقود الي مستويات غير مسبوقة . وأن ما يقارب نصف سكان دولة الجنوب (9 ملايين شخص) يواجهون نقصا في المواد الغذائية بمعدل يصل الي ضعف العدد المسجل في العام الماضي وقد علمت احدي مسؤلين المنظمة علي الوضع في جنوب السودان "هيلين ماكيلهين":( أن الابتهاج الذي خلفه الانفصال بهت برقيه بفعل الصراع اليومي من اجل البقاء) . وإذا حاولنا استنطاق وإيراد التصاريح والآراء بهذا الصدد فأن المجال لا يسع لإيرادها أن ما هي نماذج كلها مجمعة علي فشل القيادة الجنوبية علي إدارة الدولة وإيرادها موارد الهلاك.وجاءت تصاريح كبار مسؤولي الدولة واعلي سلطتين في البلادحيث جاء الاول علي لسان نائب الرئيس رياك مشار :(أن الانفصال والصعوبات التي واجهها جنوب السودان خلال العام الاول، أن الانفصال لم يحقق الآمال المرجوة ولم يحقق تطلعات الشعب حتي ابسط المقومات وتأمين حاجاته الأساسية). الثاني جاء علي لسان رأس الدولة سلفاكير مشابهة للتصريح الاول وموافقاً له جاء ذلك ضمن خطابه الموجة للمواطنين جنوب السودان ضمن احتفالات . حيث ذكر أن التنمية توقفت بسبب الخلاف مع السودان أيضاً جاءت الصحف العالمية بإستتاق الأوصاف علي الحالة التي وصلت إليها دولة في طور التأسيسي فمتالا الجارديان وجاء علي صدر صفحتها :بعد اليقظة من نشوة الاستقلال سيصحو الجنوب علي لاشي ويفيق علي الخواء ولاشي يشيئ بالامل ونقلت الصحيفة علي لسان احد الخبراء ان الوضع المالي بجنوب السودان يعد كارثياً فضلاً عن قسوة الضغوط الاجتماعية والاقتصادية وقالت ''إن اللعب على أذهان المواطنين في جوبا من خلال الزعم بأن الحكومة على وشك الإفلاس بحلول شهر سبتمبر القادم أو بحلول نهاية العام الجاري نتج عنه إغلاق الخدمات الرئيسية في دولة تعانى بالفعل من فقر مدقع". والواقع لاشك لايحتاج الي الكثير من الشرح وحتي وان استناف انتاج النفط لن يحل المشاكل التي تواجه الجنوب فان المشكلة الاساسية لاتزال كفية اداراته وكيفية ادارة هذة الموارد .