قرار المكتب القيادي للمؤتمر الوطني بإجراء حوار شامل مع جميع الفعاليات السياسية في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان قرار شجاع وحكيم لان الحرب لم تكن في يوم غاية وإنما كانت وستظل واحدة من الوسائل التي يضطر لها احد الإطراف لتحقيق في الميدان السياسي. لم يكسب الطرفان من الحرب شيئاً واكتوي بنارها ولهيبها مواطنو المنطقتين ووصلت آثارها السالبة الي كل بيت من بيوت السودان فقدنا أنفساً عزيزة وتعطلت عجلة الإنتاج في معظم مناطق الولايتين وبسبب الصرف علي الحرب زادت الأسعار واضطربت الأولويات. والذين ينادون باستمرار الحرب لم يتذوقوا طعمها ولم يذوقوا مرارة النزوح واللجوء والمبيت في العراء والخنادق وافتراش الأرض والتحاف السماء تحت زخات المطر والرصاص لم يجري هؤلاء طعام (الكوجا) ولا يعرفون منذاق (الباشنقوا) لو ذهب قادة منبر السلام الظالم وائمه المساجد الذين ينادون بعدم التفاوض مع قطاع الشمال الي جبال جنوب كردفان والنيل الأزرق لكانوا أول الداعمين للحوار. والحلو وعرمان وعقار مثلهم مثل الذين ينادون باستمرار الحرب لا يقاتلون ولكنهم يجلسون في فنادق اديس وجوبا ونيروبي بينما يقاتل الفقراء والضعفاء وان اضطرت الحكومة لحوارهم مصيرهم سيكون مصير قرنق لان من يقتل الأبرياء ويخدعهم لن تكتب له النجاة وديننا الحنيف لم يحثنا علي القتال إلا إذا فرض علينا وطالما جنحوا للسلم فما علينا إلا ان نحاورهم. وحسناً فعل المكتب القيادي وهو يكلف واحداً من اصلب كوادره وأذكاهم لقيادة التفاوض مع قطاع الشمال والدكتور كمال عبيد واحد من الذين ظلوا يعملون خلف الكواليس في كثير من الملفات وقد ظل لأكثر من ثلاثة أشهر يبحث في الملف وقدم من الرؤى ما جعل المكتب القيادي يكلفه بقيادة وفد التفاوض. ومع ذلك فان التفاوض مع قطاع الشمال ليس نزهة لان من يقودون التفاوض في الطرف الآخر همهم مكاسبهم الخاصة وليس تحقيق السلام في المنطقتين وسيعملون علي تعطيل الوصول الي تسوية ظناً منهم ان إطالة أمد الحرب ستقصم ظهر الحكومة. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 29/7/2012م