الآن وبعد أن أمضى الرئيس المصري الجديد د. محمد مرسي ما يزيد على الشهر في منصبه، فإن المراقبين في واشنطن يتابعون الإشارات التي توحي بها قراراته، وعلى الرغم من أن الوقت لا يزال مبكرا لبلورة انطباع محدد في هذا الصدد، إلا أنهم لا يرونها مشجعة. فهو لا يكاد يأتي على ذكر التراجع الاقتصادي الذي تعيشه مصر، كما أنه لا يركز على الوضع الأمني في البلاد، كما أن الغموض لا يزال يحيط بعملية صوغ الدستور المصري الجديد. ولا يترد الكثير من هؤلاء المراقبين في الإشارة إلى أن من الصعب عليهم أن يفهموا دور الولاياتالمتحدة فيما يجري في مصر، والأصعب من ذلك تبرير هذا الدور، وهم يقولون إن قيم د. مرسي وجماعة الإخوان المسلمين ليست قيم الولاياتالمتحدة ولم تكن كذلك قط، ومع ذلك فإن التيار الرئيسي في الإعلام الأميركي تقبل خطاب الجماعة حتى منذ مرحلة ما قبل الانتخابات الرئاسية، ولدى إعلان نتيجة هذه الانتخابات، بادرت الإدارة الأميركية على الفور بالإقرار بشرعية انتخاب الرئيس الجديد. وقد صدم الكثير من المصريين حيال الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، والدعوة التي وجهتها إلى أعضائها بعودتهم إلى ثكناتهم، ونظروا إلى ذلك باعتباره تدخلا غير مبرر في الحياة السياسية المصرية. وهناك من يرون أنه يمكن تصور أن فريق أوباما بعد أن بدا متأخرا للغاية في دعم الثورة المصرية ضد حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك لم يرغب في أن يجد نفسه مجددا عندما ما يعتقد أنه الجانب الخاطئ من التاريخ.