قللت سوريا من أهمية الانشقاقات التي تتوالى في نظامها خصوصاً بعد انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب، وأكدت أنه لن يؤثر في سوريا لأنها دولة مؤسسات لا أفراد.. معتبرة أن انشقاق الأفراد مهما علت مواقعهم ورتبهم لن يؤثر في نهج الدولة، في حين دشنّت إيران تحركاً دبلوماسياً مكثفاً بشأن الوضع في سوريا في كل من دمشقوالقاهرةوأنقرة قبل أيام من اجتماع إقليمي من المقرر عقده في طهران بعد غد الخميس للغرض ذاته على مستوى وزراء الخارجية. وفي حين أكد الرئيس السوري بشار الأسد تصميم شعبه وحكومته على تطهير البلاد من الإرهابيين ومكافحة الإرهاب من دون تهاون خلال استقباله أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي رأى هذا الأخير أن ما يجري في سوريا ليس قضية داخلية، وإنما هو صراع بين محور المقاومة من جهة وأعداء هذا المحور في المنطقة والعالم من جهة أخرى على حد قوله. وبخصوص انشقاق رئيس الوزراء، قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي بعد اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء، برئاسة عمر غلاونجي الذي كلف بتسيير أعمال الحكومة مؤقتاً، حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عنه إن «سوريا دولة مؤسسات، وقيمة الأفراد فيها قيمة مضافة، والأصل هو طبيعة عمل المؤسسة، وأن انشقاق الأشخاص مهما علت رتبهم أو مواقعهم لا يغير ولا يؤثر في نهج الدولة السورية». في الأثناء، بدأت إيران تحركاً دبلوماسياً مكثفاً بشأن الوضع في سوريا في كل من دمشقوالقاهرةوأنقرة، قبل يوم من اجتماع إقليمي من المقرر عقده في طهران غد الخميس للغرض ذاته على مستوى وزراء الخارجية. والتقى في دمشق أمس جليلي بالرئيس الأسد بالتزامن مع توجه وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إلى أنقرة لبحث الأزمة السورية حسب وكالة الصحافة الفرنسية، ووصول نائب الرئيس الإيراني إلى العاصمة المصرية القاهرة. وبثت صور تلفزيونية أظهرت أن الأسد التقى للمرة الأولى منذ 22 يوليو جليلي، وبيّنت الصور الأسد وهو يُقبّل الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أثناء استقباله. ويعود آخر ظهور للأسد على التلفزيون عندما استقبل رئيس هيئة الأركان السوري الجديد علي عبدالله أيوب الذي حل محل وزير الدفاع فهد جاسم الفريج الذي خلف بدوره الوزير داوود راجحة بعد مقتله في انفجار في وسط دمشق. وإلى القاهرة، وصل النائب التنفيذي للرئيس الإيراني حميد بقائي في أول زيارة لمسؤول إيراني منذ ثورة 25 يناير 2011. وفي أنقرة، قال دبلوماسي تركي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قام بزيارة قصيرة إلى تركيا لبحث الوضع في سوريا. والتقى صالحي نظيره التركي أحمد داود اوغلو وتأتي هذه الزيارة بعد خطف 48 إيرانياً في عملية تبناها الجيش السوري الحر الذي يضم منشقين عن الجيش السوري النظامي ومدنيين حملوا السلاح. إلا أن الدبلوماسي التركي الذي أعلن عن الزيارة لم يوضح ما إذا كان مصير الرهائن الإيرانيين وهم زوار شيعة حسب إيران وعسكريون حسب المعارضة السورية المسلحة، سيبحث خلال اللقاء. وكان هذا التحرك الإيراني بدأ بزيارة قام بها جليلي، الذي يشغل منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إلى لبنان اختتمها امس والتقى خلالها الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور، ووجه دعوة للبنان لحضور اجتماع طهران بشأن سوريا إلا أن الدعوة قوبلت بالاعتذار. واكد جليلي في بيروت التي قدم منها إلى دمشق، ضرورة إيجاد حل للنزاع في سوريا «وفق القواعد الديمقراطية وليس عبر إرسال الأسلحة وإراقة الدماء». مسؤولية واشنطن استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، القائم بالأعمال السويسري لدى طهران، والذي ترعى بلاده المصالح الأميركية في إيران، لإبلاغه أن الأخيرة تحمل واشنطن مسؤولية سلامة 48 زائراً إيرانياً اختطفوا قبل أيام في سوريا. وذكرت قناة «العالم» الإيرانية أن المدير العام لشؤون أميركا الشمالية في وزارة الخارجية الإيرانية رضا زبيب، استدعى القائم بالأعمال السويسري واتهم واشنطن بدعم «الجماعات المسلحة والمتمردين في سوريا»، محملاً الحكومة الأميركية مسؤولية أرواح الزوار الإيرانيين المختطفين في سوريا. وقال زبيب «نتوقع من الحكومة الأميركية أن تستغل نفوذها لدى الخاطفين وأن تمهد الأرضية لإطلاق سراحهم بأسرع ما يمكن ومن دون أية شروط». وسلّم المسؤول الإيراني، القائم بالأعمال السويسري مذكرة احتجاج رسمية شديد اللهجة للولايات المتحدة بشأن الزوار، وطالبت الإدارة الأميركية بالرد على المذكرة بأسرع وقت ممكن. المصدر: البيان 8/8/2012م