قال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي ان على الحكومة السورية ان تلبي 'المطالب المشروعة لشعبها'، محذرا في الوقت نفسه من ان سقوط الرئيس بشار الاسد سيولد فراغا سياسيا، فيما اعلنت سورية تحفظها على بيان جامعة الدول العربية الذي دعا الى 'وقف اراقة الدماء وتحكيم العقل' واعتبرته 'كأن لم يصدر'. واكدت مندوبية سورية لدى الجامعة العربية في مذكرة ارسلتها الى الامانة العامة للجامعة ووزعتها على سفارات الدول العربية في القاهرة انها 'سجلت رسميا تحفظها المطلق' على البيان الصادر ليل السبت - الاحد عن الجامعة العربية، و'تعتبره كأن لم يصدر خصوصا انه تضمن في فقراته التمهيدية لغة غير مقبولة وتتعارض مع التوجه العام الذي ساد الاجتماع'، وفق دبلوماسيين عرب. من جهته صرح الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي انه 'على استعداد لزيارة سورية اليوم قبل الغد من اجل حمل المبادرة العربية لحل الازمة السورية'، وانه 'في انتظار رد الحكومة السورية' على طلب الزيارة. وقال مصدر إيراني امس في دمشق إن ' طهران قدمت مجموعة مقترحات معظمها سياسية، أكثر من مرة ، لتجاوز الأزمة السورية الحالية، إلا أن الأصدقاء السوريين أكتفوا بسماع النصيحة شاكرين لنا مساندتنا، مؤكدين أنهم يعملون على برنامج إصلاحي ويستطيعون حل الأزمة وتجاوزها'. وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): أن 'المقترحات طالت العديد من القضايا العالقة، لا سيما منها المتعلقة بالأزمة الجارية، فضلا عن مقترحات لها علاقة بالتعاطي الإعلامي السوري الرسمي وشبه الرسمي، والخيارات الواقعية للتعاطي مع أطياف الشعب السوري'. وكشف المصدر الإيراني عن أن 'عشرات البنود من مجموعة مقترحات التي تم تقديمها خطيا إلى جهات سورية مسؤولة تضمنت حلولا، كانت يمكن أن تسهم، بحسب وجهة النظر الإيرانية، في تخفيف حالة الاحتقان في الشارع السوري، لا سيما عندما كانت الأزمة في بداياتها، واضعين ما نملكه من خبرة في تصرف أصدقائنا بدمشق، منوهين بضرورة تخفيف حدة الخيار الأمني ... '. وكان السفير الإيراني في موسكو رضا سجادي أعلن امس عن أن دمشق رفضت اقتراحا إيرانيا لوضع حد للأزمة في سورية التي أكدت لإيران أنها ' كفيلة بهذه الأزمة'. وحذرت إيران حلف شمال الأطلسي امس الأحد من الانسياق وراء أي رغبة للتدخل في سورية، وقالت انه بدلا من هزيمة نظام سيجد الحلف نفسه غارقا في 'مستنقع' كما حدث في العراق وأفغانستان. وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي لوكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الرسمية 'سورية تتقدم صفوف المقاومة في الشرق الأوسط ولا يمكن لحلف الأطلسي أن يرهب هذا البلد بشن هجوم'. واضاف 'إذا حدث مثل هذا لأمر لا قدر الله فسيغرق الحلف في مستنقع لا مخرج له منه... إن شاء الغرب أن يسلك نفس الطريق الذي سلكه في العراق وأفغانستان فلن يحقق النتيجة المرجوة'. وفي تركيا نقلت وكالة انباء الاناضول عن الرئيس التركي عبد الله غول قوله الاحد ان تركيا فقدت ثقتها في النظام السوري مع استمرار حملته الدامية ضد المحتجين. وقال غول في مقابلة مع وكالة الاناضول بمناسبة مرور اربع سنوات على توليه المنصب 'في الواقع وصل الوضع (في سورية) الى حد انه لم يعد اي شيء يكفي اذ جاء بعد فوات الأوان'، مشيرا الى وعود الرئيس السوري بشار الاسد بوقف الحملة والتي لم تتحقق. واضاف غول 'فقدنا ثقتنا'. وتابع غول قائلا 'لم يعد في عالم اليوم مكان للحكم المستبد وحكم الحزب الاوحد والانظمة المغلقة، اذ ان تلك الانظمة اما ستسقط بالقوة او يتولى المسؤولون المحليون ادارة شؤون مناطقهم'. واضاف 'لا بد ان يعرف الجميع اننا نقف الى جانب الشعب السوري.. الامر الاساسي هو الشعب'. وكانت انقرة، التي انتعشت علاقاتها مع دمشق في السنوات الاخيرة، قد كررت الدعوة للاسد للبدء بإصلاحات دون ان تصل الى حد مطالبته بالرحيل. ويسعى النظام السوري لقمع الاحتجاجات المستمرة منذ شهور عبر انتهاج القوة المفرطة حيث قتل اكثر من 1600 مدني واعتقل اكثر من 12 الف معارض، بحسب نشطاء حقوق الانسان.