لم تعرف ولاية جنوب كردفان خلال الأشهر الماضية استقرارا في الأوضاع الأمنية بسبب الاستهداف المستمر من قبل متمردي الحركة الشعبية بالولاية فحادث الاعتداء الأخير علي منطقة (الموريب)التي تقع علي بعد 29 كيلو متراً غرب مدينة العباسية صباح الجمعة الماضية لم يكن هو الأول وبالطبع لن يكون الأخير فقد تم قطع الطريق الذي يربط بين مدينتي العباسية وأبو جبيهة كما تم رفع علم الحركة الشعبية وتعيين معتمد لها من (الحركة الشعبية ) بالإضافة إلي تدنيس المسجد ونهب السوق، وترويع المواطنين، من خلال ما حدث من اعتداءات متواصلة من الحركة الشعبية ومن أبناء المنطقة المنضوين تحت صفوف الحركة الشعبية زل يشكل تهديداً أمنياً كبيراً ترتب علي إثره نزوح آلاف الأسر لا سيما من الأطراف التي ظلت مسرحاً لعمليات الجيش الشعبي وعصابات الحركات المسلحة إلي قلب مدن الولاية. ولع هنالك ثمة أسئلة كثيرة بحاجة إلي إجابات في ظل هذا الاستهداف والوضع لجغرافي الذي تتوسده ولاية جنوب كردفان خاصة وأنها تجاور مساحات واسعة من أطراف ولايات دارفور التي ظلت تشكل للحركات الدارفوريه المسلحة حرماً آمناً في عمليات كرها وفرها من مرمي نيران القوات المسلحة، إذن ماهو مستقبل ولاية جنوب كردفان في ظل المطامع الجنوبية، وإلي أين سيتجه الوضع الأمني بعد أن تداعت الآكلة علي قصعتها، في الشهرين الماضيين اغتالت مجموعات مسلحة من قبل الجيش الشعبي الرجل الثاني بالولاية رئيس المجلس التشريعي إبراهيم بلنيه أثناء عودته إلي كادقلي إطار مسلسل تصفيات قيادات المؤتمر الوطني بالولاية الذي انتهجته الحركة الشعبية حيث لم يكن هذا الحادث هو الأول فقد تكرر هذا النوع من التصفيات إلي حد القتل في (المنازل) رمياً بالرصاص، ولعل حادثة نجاة حاج ماجد سوار القيادي بالمؤتمر الوطني الذي نجا بأعجوبة من اغتيال محقق بعد أن تعرض موكبه لوابل من الرصاص تذهب في اتجاه ذات السيناريو الذي يستهدف تجفيف القيادات السياسية المؤثرة بالولاية وإحداث حالة من عدم إستباب الأمن. وفي مطلع يناير الماضي قادت مجموعات مسلحة تتبع للجيش الشعبي هجوماً علي موقع شركة صينيه تعمل في مجال بناء الطرق بالمنطقة تحديداً في منطقة الكيلو 98 من الطرق الدائري الذي يربط بين محليتي العباسية ورشاد بالقرب من( المقرحي ) فبمثل ما ظلت الشركات الصينية هدفا للحركات الدارفوريه المسلحة من أجل إيقاف المشروعات التنموية طريق الإنقاذ الغربي (نموذجاً) كذلك اتجهت المجموعات المسلحة في كردفان إلي تحقيق ذات الهدف لإيصال رسالتها التي لا تأبه بحديد المرسل إليه أين كان موقعه فالأسواق التجارية لم تسلم هي الأخرى من الحرق والسلب والنهب ولا شك في أن مجمل الأوضاع التي تعيشها جنوب كردفان علي الصعيد السياسي والأمني والوضع الإنساني من تزايد في أعداد النازحين من الأطراف إلي مركز الولاية جعل الأممالمتحدة تعبر عن قلقها إزاء عمليات العنف والنهب والسلب التي تستهدف مساكن المواطنين والأسواق التجارية وقال حينها منسق العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في السودان (علي الزعتري ) (إنني أعبر عن عميق قلقي من عمليات السلب والنهب التي تقوم بها المجموعات المسلحة في أسواق جنوب وشمال كردفان. وكانت القوات المسلحة قد دمرت نحو 40 عربة (تاتشر) تابعه للجيش الشعبي بالقرب من بحيرة (الأبيض) بولاية جنوب كردفان، وذلك علي خلفية الهجوم الذي قامت به قوات الحركة علي المنطقة. وأشارت معلومات مؤكدة عقب هذا الاعتداء علي أن قوات العدو كانت مدعومة بدبابات (إسرائيلية) تعمل بكاتم صوت ومناظير للرؤية الليلية الأمر الذي أعطي إشارة واضحة إلي أن صفوف الحركات المسلحة كانت تمثل أكثر من جهة وبالطبع أذرع الجيش الشعبي كانت من أهم الأطراف، علي إثر ذلك احتجت الحكومة السودانية رسمياُ للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ولكن الحال لا زال مستمراً. د. الأمين عباس الخبير الإستراتيجي قال أن الجبهة الثورية لا زالت تستغل أبناء النوبة في تنفيذ المخططات العسكرية بدعوي التهميش لتنفيذ أجندتها في المنطقة وتحويل مسرح العمليات إلي جبال النوبة، إذن إلي أي مدي يمكن أن يتجه الوضع الأمني في جنوب كردفان نحو الأفضل في ظل توقيع أتفاق وقف العدائيات مع دولة الجنوب الذي تم مؤخراً والتي تعتبر اللاعب الأساسي في إدارة العمل العسكري سواء بالتنفيذ المباشر أو الدعم اللوجستي. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 27/8/2012م