اليوم «الأثنين» سيختار البرلمان الصومالي، رئيساً جديداً للبلاد، وسط مخاوف كبيره وهواجس داخلية وخارجية من رفض نتيجة هذه الانتخابات، وينتظر أن يتوج انتخاب الرئيس من بين «25» مرشحاً، ضمن عملية سياسية رعتها الأممالمتحدة تهدف إلى منح الصومال مؤسسات مستقرة، كإفراز طبيعى للعملية الإنتخابية التي تم تأجيلها مراراً على ان تمتد لفترة انتقالية الى حين إستقرار البلاد بعدان عجزت السلطات المدعومة من المجتمع الدولي عن فرض سلطة مركزية في البلاد .وتشهد أول انتخابات رئاسية تجري في البلاد منذ عقدين، تنافسا حادا بين المرشحين الذي يجئ في مقدمتهم رئيس الوزراء السابق عبد ولي غاس، والرئيس المنتهية ولايته شريف شيخ أحمد. الا ان كثيرا من المحللين والمهتمين بالشأن الصومالى أبدوا تشاؤمهم من الانتخابات، معتبرين أن العملية الجارية قد تعيد إلى الحكم الوجوه القديمة ذاتها والتي اقترنت أسماؤها بفضائح فساد، خصوصاً الاستيلاء على المساعدات الإنسانية. الجدير بالذكر ان العملية الإنتخابية يحددها تصويت أكثر من «250» نائباً برلمانياً سراً تم تعيينهم من قبل هيئة من زعماء العشائر التقليديين، وسيشرف على التصويت الرئيس الجديد للبرلمان محمد عثمان جواري الوزير السابق في عهد سياد بري وأحد الوجوه القديمة في السياسة الصومالية، ويتطلب الفوز في الدور الأول نيل المرشح ما لا يقل عن ثلثي الأصوات وإذا لم يحصل أي مرشح على هذه النسبة سيخوض المرشحون الأربعة الأوائل في الدور الأول دوراً ثانياً يفوز فيه من يحصل على أغلبية الثلثين، وإذا تعذر ذلك ينظم دور ثالث يتنافس فيه المرشحان الأولان في الدور الثاني ويفوز من يحصل منهما على الأغلبية النسبية. وتُرجح توقعات الخبراء والمحللين كفة شريف شيخ أحمد وإحتفاظه بمنصبه كرئيس للصومال خلال الانتخابات المزمع إجراؤها اليوم، بينما لم يستبعد آخرون حدوث مفاجآت. الخبير فى الشؤون الأفريقية، البروفيسور حسن مكى، فى حديثه ل «الصحافة» يقول ان الإنتخابات الصومالية تشهد منافسة قوية بين المرشحين وإن كل الإحتمالات مفتوحه، وإن كانت التوقعات فى صالح الرئيس الحالى شريف شيخ احمد المقرب من المجتمع الدولى الذى تقبله على مضض بحسابات انه افضل من تتوفر فيه الثقة من بين الأخرين،واضاف ان الدول الغربية وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية لاترى غيره بديلا فى الوقت الحالى بحسابات ان الجماعات والتنظيمات الإسلامية والشبابية الأخرى تفتقد الرؤية الواضحة لإدارة البلاد، وانه لامفر من التعاون مع الإسلاميين؛ لأنهم يمثلون السواد الأعظم فى الصومال ونتيجة لهذه الحسابات يصبح شريف شيخ احمد اقرب الإسلاميين للمجتع الدولى الذى خبر التعاون معه فى السابق. اما الخبير في شؤون القرن الأفريقي، عبدالقادر عثمان، فيرى أنه من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأمور في الأيام المقبلة، لكنه لم يستبعد عودة الرئيس شريف إلى سدة الحكم من جديد، واشار عثمان إلى أن هناك عددا من المرشحين يحظون بقدر من الدعم لا يقلّ عن شريف أحمد داخل البرلمان من ضمنهم رئيس حزب السلام والتنمية حسن شيخ، واضاف «أما إذا جرت تحالفات وتفاهمات، فإن القاعدة الانتخابية في الصومال ستتغير كلياً»، الا انه قال ان الرئيس الحالى شريف يعتبر هو «الأوفر حظاً» للفوز بكرسي الرئاسة، وأشار الى أنه «يتمتع بتأييد إقليمي وشعبي»، فضلاً عن الدعم الدولي للسياسات التي ينتهجها، ويقول إنه «رجل توافقي بالنسبة إلى الصوماليين، فضلاً عن أنه يجنح إلى التيارات الاسلامية في البلاد»، وان رصيده النيابي آخذ في الازدياد من حين إلى آخر بعد تفاهمات جرت سراً بين الرئيس من جهة ونواب البرلمان من جهة ثانية. بينما يتخوف كثير من المتابعين حال أبقت العملية الانتخابية في البلاد على المشهد السياسي الراهن فإن الأمور لن تراوح مكانها، والأزمة الصومالية ستتفاقم أكثر من السابق. وفى هذه الأجواء، تتصاعد التحذيرات الأمريكية من عدم القبول بنتائج الانتخابات الرئاسية، ما اعتبره المحللون انه إنذار مبطن يأتي في سياق نوايا بعض الجهات الصومالية، التي تنوي إثارة بلبلة في الشأن الصومالي أمنياً وسياسياً»، وأن أميركا قلقة من حدوث انفلات أمني في الصومال من جديد بعد الانتخابات، وتعتبر ذلك من أكبر التحديات التي ستواجهها الصومال في أعقاب الاستحقاق الانتخابي.