في ختام نقطة نظام أمس كتبنا ما يلي: الأسطر الأخيرة أعلاه توضح ما وصلت إليه المفاوضات حتي الساعات الأولي من صباح اليوم ويبقي السؤال ثم ماذا بعد ومتي يوقع الرئيسان علي الاتفاق المنتظر؟ وللإجابة علي هذا السؤال نقول حسب المعلومات المتوفرة لدينا هناك عدة سيناريوهات متوقعة وواردة خلال هذا اليوم علي رأسها ان يوقع الرئيسان علي اتفاق إطاري كلي حول القضايا التي تم الاتفاق حولها وبقية القضايا العالقة وطرق معالجتها وهناك سيناريو ثان متوقع وهو صدور بيان مشترك يوقع عليه الرئيسان ويتضمن ذات المعاني التي اشرنا إليها في حالة صدور بيان مشترك وهناك سيناريو ثالث هو ان تصدر الوساطة بياناً يتضمن ما اتفق عليه الجانبان وما اختلفا حوله ومستقبل المفاوضات بناء علي ذلك وأي من هذه السيناريوهات في ختام الأمر وعلي حسب توقعاتنا ستفتح صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين وتجاوز القضايا العالقة التي تم الاتفاق حولها والبداية السريعة لمواصلة بقية الملفات العالقة وعلي رأسها قضية أبيي. وكنا قد ألمحنا بنقطة نظام الأمس ان الاتفاق سيبرم اليوم – أمس أو غدا – اليوم وقد أوضحنا تفاصيل الاتصال الهاتفي بين رئيس الوزراء الأثيوبي ورئيس الوساطة الأفريقية بأديس أبابا وأخطاره بموافقة مجلس الأمن الدولي بإرجاء الاستماع لتقرير امبيكي حول مفاوضات السودان وجنوب السودان تنفيذ لقرار المجلس رقم 2046 وبعد انتهاء المهلة السابقة من اليوم الخميس الي يوم غد الجمعة. ولقد شهد يوم أمس بأديس أبابا تحركات مكثفة للوساطة الأفريقية من جانب مع الرئيسين البشير وسلفاكير وتحركات مكثفة وضغوط من المبعوثين الأمريكي والأوروبي والنرويجي- الموجودين بأديس أبابا مع الوساطة – من جانب ومع أعضاء الوفدين لدفع المفاوضات خاصة بالنسبة لقضية أبيي والتي أدت لتأخير توقيع الاتفاق كادت أن تنسف المفاوضات وتؤدي الي انهيارها حيث عقد الرئيسان أمس اجتماعاً مطولاً بحضور رئيسي الوفدين إدريس محمد عبد القادر (السودان) وباقان اموم (جنوب السودان) والدرديري محمد احمد مع الوفد السوداني ودنيق الور مع الوفد الجنوبي، وأفادت معلوماتنا المؤكدة ان نقاط الخلاف تركزت حول نقطتين – تابع تقرير مراسلنا بأديس أبابا في غير هذا المكان من الصفحة. والنقطتان هما: الأولي تتعلق بمقترح الوساطة حول تشكيل مفوضية أبيي من خمسة أعضاء اثنان من السودان واثنان من الجنوب وتترأس المفوضية شخصية أفريقية محايدة. أما نقطة الخلاف الثانية كانت حول موعد إجراء الاستفتاء في أكتوبر 2013م وهي الفترة التي تشهد بدء مراحيل المسيرية. ومن خلال النظر الي ما تحقق حول معظم القضايا الشائكة فقد روي ان يتواصل الحوار حول هذه القضية وان تعقد قمة للرئيسين لم يحدد موعدها لحسم القضايا الخلافية حول أبيي. نقطة النظام الأخير: وما نستطيع ان نؤكده أن اليوم سيشهد توقيع اتفاق بين الرئيسين سواء ان كان برتكولاً أو اتفاقاً إطارياً أو بياناً مشتركاً ونري ان هذه الاتفاق أياً كانت لافتته فانه سيفتح صفحة جديدة بين البلدين ستنعكس آثارها مباشرة وبصورة فورية علي الشعبين اللذين حاصرهما الغلاء من كل جانب وأحال حياة المواطنين الي معاناة حقيقية وأصبح البون شاسعاً بين الدخول ومتطلبات المواطنين وانهارت العملة المحلية بالبلدين وانفلتت الأسعار والمطلوب من الشعبين قبل الحكومتين ان يباركا هذا الاتفاق بمختلف توجهاتهم السياسية والجهوية بين البلدين فلا مجال هنا لمناورات أو عداءات أو تصفية حسابات بين حكومة ومعارضة أو غيرة سياسية. ولا يجب ان نفهم أبداً ان ملف الخلافات قد تم طيه نهائياً فلا زالت هناك الكثير من القنابل الزمنية والنقاط الخلافية ولكن بالإرادة السياسية المشتركة والحرص علي مصالح البلدين والشعبين يمكن ان نتجاوز هذه القنابل بالانسياب السلس للبترول الجنوبي عبر المنشآت النفطية الشمالية وبفتح تجارة الحدود بين البلدين والتي تفيد معلوماتنا المؤكدة ان عائدها فقد يتجاوز الثلاثة مليارات دولار سنوياً وهو ذات المبلغ الذي يدخل خزينة شمال السودان من البترول قبل الانفصال. وان يتواصل التداخل بين البلدين والشعبين. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم السودانية 27/9/2012م