نهاية (جيمس قاي) المتمرد علي حكومة جنوب السودان هي النهاية الحتمية لكل من يعتقد النجاح في ضرب اسفين ما بين الأشقاء في جنوب السودان وشماله عبر اعتقاد خاطئ يصور له استراحة القطيعة والصراع ما بين الدولتين لأجل غير مسمي وسرعان ما تعود المياه الي مجاريها ويجد (جيمس قاي) نفسه في موقع المتهم الخائن الذي لا يقرأ ولا يفهم طبيعة الخلاف ما بين الأشقاء الي ان ينتهي به الأمر في معتقل داخل زنزانة بعد أن طغي وتمدد خارج منزله ليثير الرعب والفوضى بمنطقة الفتيحاب (المربعات) عبر مجموعاته المسلحة التي تعتدي علي المواطنين وتقتلهم نهاراً جهارا دون ادني مراعاة لهيبة الدولة السودانية وأجهزتها الأمنية ساعياً لإسقاط نظام الحكم في دولة جنوب السودان الذي يعارضه عبر الفتيحاب ومن داخل أم درمان الي ان تم اعتقاله ليعم الفرح في الفتيحاب وتغمر السعادة قادة الحركة الشعبية في دولة الجنوب بعد ان قدمت حكومة السودان حيث كان (جيمس قاي) يحرك قواته ضد الدولة في الجنوب (بالربموت كنترول) من الخرطوم. نحن في السودان نرحب بالمعارضين لحكوماتهم من أي دولة في العالم وفق المواثيق الدولية ودون ممارسة أي نشاطات عدائية من داخل بلادنا ضد دولتهم بل نقبل اللاجئين ونحافظ علي حياتهم شريطة الالتزام بالقوانين واحترام الاستضافة وحسن المعاملة الإنسانية التي وردت في نصوص مواثيق الأممالمتحدة ويسري ذلك الفعل والسلوك الدولي علي حكومة جنوب السودان التي من الواجب ان لا تفتح أبوابها لحركات مسلحة معادية للسودان وان لا تقدم الدعم لأي منها وان تقوم باعتقال كل من يحمل السلاح ضد دولة السودان مع كل الاحترام لتواجد المعارضين السلميين الذين لجأوا لدولة الجنوب بل يمكن ان تلعبه الدولتان الشقيقتان في إطفاء الحرائق الطرفية ان كانت في جبال النوبة أو النيل الأزرق في الشمال أو أعالي النيل وبحر الغزال في الجنوب فبعد الاتفاق الذي تم انجازه في أديس أبابا مؤخراً يمكن لنا في الدولتين الشقيقتين ان نعالج كل أزمات الصراع مع قطاع الشمال في السودان والمعارضة العسكرية الجنوبية هناك فالذي تحقق من تطابق في الرؤى وانسجام كامل واتفاق حول معظم الملفات العالقة يجعل أمر الشراكة في معالجة كل أزماتنا الداخلية أمراً ممكناً وإذا كنا قد اتفقنا حول كل القضايا الاقتصادية من بترول وتجارة حدود وفتح الطرق البرية فكيف تكون استمرارية الاستقرار دون طي لكل الملفات الأمنية واستدامة السلام ما بين الدولتين الشقيقتين بعد أن أصبح الطريق ممهداً تماماً بعد ذلك الاتفاق الرائع الذي تحقق بأديس أبابا. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم السودانية 7/10/2012م