بعد الاتفاق الذي تم توقيعه ما بين الرئيس البشير والرئيس سلفاكير بأديس أبابا ووجد القبول والتأييد من كافة شرائح الشعب السوداني في الشمال في الجنوب وأشادت به كل القوي السياسية وصادق عليه المجتمع الدولي والإقليمي، صار الطريق ممهداً لطي ملفات الصراع في جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأصبحت المصالحة السودانية أقرب الي حبل الوريد من القلب. وتطبيع العلاقات الكاملة مع أشقائنا في دولة جنوب السودان يمر عبر إطفاء كل النيران المشتعلة في جبال النوبة والنيل الأزرق وصولاً إلي سلام مستدام واستقرار وتعاون يسهل معه الوصول إلي وفاق واتفاق في قضية (أبيي) ذلك الملف الوحيد الذي طال الانتظار حول طيه واستعادة العافية بين القبائل المتعايشة في تلك البقعة الهامة والتي تتطلب الكثير من الحكمة في معالجتها بالشكل الذي يجعل منها موقعاً إستراتيجياً يجسد الوحدة الطوعية ما بين المسيرية والدنيكا (نكوك) علي طريق عودة السودان موحداً في وقت قادم. إن معالجة الاحتراب والصراع في منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق يحتاج إلي وطنية خالصة من كلا الجانبين، فالابتعاد التام عن قضايا أخري يمكن حلحلتها بعد الوصول إلي اتفاق يفضي إلي وقف إطلاق النار وتوصل الإغاثة للمتضريين ثم الملفات الأمنية بعد تسريح الجيش الشعبي المعارض باستيعاب. أفراده في القوات النظامية والعمل علي اكتمال البنيات التحتية وأعمار ما أصابته الحروب بالضرر والدمار، ثم الإجراء الديمقراطي للمشورة الشعبية والتي تؤدي إلي خيارات نظام الحكم في الولايتين حسب نصوص اتفاقية نيفاشا وبعيداً كل البعد عن احتمالات تقرير المصير حسب ما يورد أصحاب النفوس الضعيفة والذين لا يريدون سلاماً في هذا الوطن بل يسعون في كل صباح الي خلف الفتنة وضرب الأسافين ما بين دولتي السودان والجنوب عن طريق ملف الولايتين بعد إصابتهم بالإحباط بعد نجاح الاتفاق الذي تم في أديس أبابا مؤخراً. إن الإرادة الوطنية هي الطريق الأمثل إلي طي ملف الصراع في النيل الأزرق وجبال النوبة. كما أن إِشراك كافة القوي السياسية في المعالجات والمباحثات سيؤدي بالضرورة الي نجاحات مؤكدة بعد تجربة أحمد سعد عمر وعبد الرحمن الصادق المهدي رجلي الإطفاء الأذكياء اللذين ساعدا كثيراً في تقريب وجهات النظر في داخل الغرف المغلقة ما بين وفدي الجنوب والشمال في أديس أبابا كما ذكرنا في أكثر من مقال علي أهمية إشراك القوي السياسية في كل ملفات الصراع الوطني باعتبار أن المسألة ليست من اختصاص ومسئولية الحزب الحاكم وحده ولا مسئولية أهل المصلحة بالفهم الحكومة الذي حشد في أديس أبابا أبناء جبال النوبة والنيل الأزرق ولم يحقق شيئاً مما يؤكد بأن تجربة أشراك الأحزاب كانت هي الناجحة والتي يجب أن تستمر في الحوار مع قطاع الشمال والتي من المؤكد ستؤدي الي معالجات نهائية وطي أبدي لذلك الملف العالق في أطراف السودان. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم السودانية 8/10/2012م