لا يخفي مبارك الفاضل تحركاته المتطلعة لتغيير القيادة في حزب الأمة القومي منذ أول انشقاق قاده الرجل في الحزب في العام 2002م ودخل على أثره القصر مساعداً لرئيس الجمهورية. فجر الخلاف حول المشاركة جدل كثيف في الأمة القومي منذ انشقاق مبارك وحتى الآن وتبادل الصادق الاتهامات مع المنشقين وأطلق عليهم جملة من النعوت نال مبارك نصيب الأسد كما يقولون فقد وصف الصادق أبن عمه مبارك (بزول سوبا) عندما أعلن الأخير انشقاقه بعد مؤتمر سوبا العام 2002 الذي قاطعه الصادق بينما دشن مبارك وقتها نشاط حزبه (الإصلاح والتجديد) وقدم قائمة بأسماء قيادات الحزب التي يفترض أن تشارك في الحكم بعد الانشقاق باسم الأمة الإصلاح والتجديد. لكن تجربة مبارك في الشراكة مع الوطني لم تكون موفقة بأي حال وخرج الرجل سريعاً من القصر ولاحقا علق أحد النافذين الكبار في المؤتمر الوطني على الإطاحة بمبارك من منصبه كمساعد لرئيس الجمهورية بالقول أن مبارك حاول تنفيذ أجندته من الداخل لكنه فشل. أعقب الرجل النافذ حديثه حول خروج مبارك من القصر بضحكة توحي بكثير من الصخرية ولا تخلو من خبث. الخلاف الحالي بين الرجلين أعاد الحزب لواجهة الأحداث فبعد حوار مبارك للراية القطرية اتجهت الأوضاع للتصعيد أكثر وقادت لمغادرة مبارك ربما إلى غير رجعة فقد أعلن حزب الأمة القومي بان مبارك لم يعد عضواً بالحزب. حيثيات قرار الفصل تقول أن مطالب جهات كادرية وقاعدية هي التي أدت لإبعاد الفاضل لأنه أصبح يعمل لصالح جهات خارج حزب الأمة ولديه حزب آخر. بيان حزب الأمة قطع الطريق أمام محاولات مبارك بالانتقال بأوضاع لمرحلة لا تكون القيادة فيها لصالح الجيل الذي يتصرف بعقلية الستينات وفقاً لآخر حوار الفاضل مع الراية القطرية. بالطبع لن يخفي مبارك عداءه لتوجهات ما وصفه بالقيادة الأبوية في الحزب في إشارة واضحة للصادق. الخلافات بين مبارك والصادق ليست جديدة .. عبارة أطلقها القيادي بمجموعة التيار العام الأستاذ حامد بلة في آخر حوار أجرته عقب فصله أو تجميد نشاطه في المكتب السياسي للامة القومي لكن توقعات بلة بشأن مستقبل الحزب على المدى القريب بعد تراجعه على مستويات متعددة لم تخل من الإشارة للخلافات بين مبارك والصادق وآثارها على أداء الأجهزة السياسية والمؤسسات وان مبارك سيفصل في وقت قريب من قبل هيئة الرقابة والضبط. فهل قرأ بلة مآلات الصراع داخل الحزب الذي أنتهي بيان إطاحة بمبارك بعيداً وبقرار من هيئة الرقابة حسب توقعات حامد بلة. بالعودة للأسباب التي قادت لإبعاد مبارك عن الحزب يتضح تداخل الجوانب السياسية والاعتبارات الأسرية وطبيعة القيادة الأبوية للصادق المهدي لحزب الأمة على مدي الأربعين عاماً الأخيرة . اتهم مبارك ابن عمه الصادق بترجيح كفة أبنائه في المواقع القيادية دون التدرج بصورة طبيعية وهي مساءلة درج الصادق على نفيها بشدة بالقول أن أبناءه على درجة عالية من التأهيل وإنهم تدرجوا في المواقع التنظيمية من كليات انتخابية وليست بروافع من جهات أخرى. في المقابل اقر الصادق بوجود خلافات داخل الحزب حول المشاركة والتفاوض مع الحكومة وانه سعي للتفاوض مع الحكومة ولكن الهيئة المركزية رفضت الحوار وقامت بسحب الثقة من الأمين العام السابق الفريق صديق إسماعيل والإطاحة به من الأمانة العامة على خلفية الحوار مع المؤتمر الوطني. الأوضاع الداخلية لحزب الأمة حسب مراقبين مفتوحة على كل الاحتمالات ولن ينتهي الأمر بخروج مبارك عن الحزب بقرار الفصل لان الاخير لن يستسلم في وقت ما زالت أزمة مجموعة التيار العام مع الصادق تراوح مكانها برغم التراجع عن قرار الفصل عن المكتب السياسي الذي طال قيادات مؤثرة كالدكتور آدم مادبو. ربما يعيد مبارك تنظيم حزبه بانتظار معارك حاسمة مع الإمام الذي ربما كان سباقاً في قراءة مآلات الأوضاع بعد قرار إبعاد مبارك. معركة مبارك القادمة هي حزب الأمة القومي ثم المؤتمر الوطني لا فرق. نقلاً عن صحيفة الوفاق 8/10/2012م