أكد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بالخرطوم السفير عثمان السيد أن أثيوبيا ليست لديها مشاكل مع مصر كدولة وشعب، وأن مشاكلها كانت مع نظام مبارك. وقال السيد في تصريحات خاصة ل " أفريقيا اليوم" أن رئيس الوزراء الأثيوبي الراحل ميلس زيناوي كان في أحلك الظروف يقول أنه ليس لديه مشكلة مع الشعب المصري، ولكن مع القيادة المصرية، مشددا على ضرورة وجود رؤية عميقة في مصر بعد الثورة لملف مياه النيل، موضحا أن حكومة زيناوي كانت أول حكومة بأثيوبيا تعترف بحق مصر والسودان في مياه النيل الأزرق، وأن الحكومات السابقة لها لم تكن تعترف، وقال ينبغي على الحكومة المصرية الجديدة أن تفكر بشكل مختلف في دول حوض النيل، مشيرا إلى وجود عقلية في مصر يسيطر عليها أن أثيوبيا لديها مطامع في النيل الأزرق بأكثر مما تحتاج، وقال أنا جلست بأثوبيا 14 عام كنت فيها سفيرا للسودان بأديس أبابا وأؤكد أنه ليس هناك أي مجال لأثيوبيا بأخذ مياه الأزرق بأي حال، لأن هذا النيل يأتي من قمة جبل شاهقة وأن شمال أثيوبيا ليس محتاج لأراضي زراعية، فقط يحاولون في مجال الكهرباء وهذا لاينقص من المياه، مضيفا أن هناك تصور بأنه وقع ظلم على أثيوبيا من اتفاقيات قسمة المياه، ولكن ليس هناك طمع والأثيوبيون يعترفون بحق مصر، منوها أن سد الألفية لن ينقص من حصة مصر والسودان من المياه، وقال أن هناك درسات كبيرة أجريت حول هذا السد وتبين أنه لتوليد الكهرباء. وتحدث السيد عن وفاة زيناوي قائلا لاشك أن رحيله كان فقد كبير لكل أفريقيا والعالم لأنه كان يلعب دورا على كافة المستويات، وظلت أثيوبيا برؤيته الثاقبة متصدرة للمشهد إقليميا ودوليا، لافتا أن هناك تحديات كبيرة تواجه القيادة الأثيوبية الجديدة منها الفقر وعدد السكان الذي يصل حوالي 85 مليون نسمة، وكذلك الصراعات العرقية، وقال وكذلك في إطار منطقة القرن الأفريقي تواجه تحديات أيضا في الصومال، ودول حوض النيل، وزاد أن زيناوي ترك ارثا كبيرا للقيادة الجديدة، متسائلا هل ستسطيع أثيوبيا الجديدة فرض نفسها كما فعل زعيمها الراحل بفكره وعلمه وإدراكه السياسي؟، وقال لا أتوقع تغيير كبير في سياسة أثيوبيا لأن نفس طاقم زيناوي سيستمر، وأتخيل أن عدد كبير من الحرس القديم سيسير دفة الأمور، ولا أتوقع أي تغيير وهذا ما أعلنه خليفة زيناوي في خطاباته، مضيفا ولكن إلى أي مدى سوف تكون رؤية زيناوي الثاقبة موجودة، متوقعا ألا تتغيير سياسة أثيوبيا بالسودان وقال أن السودان عندما دعم نظام الجبهة الثورية بأثيوبيا كانت المساندة للجبهة ككل وليست لزيناوي وحده. المصدر: موقع أفريقيا اليوم 18/10/2012م