تعددت رحلات (الحج) إلي كمبالا خلال الآونة الأخيرة، بهدف (الوقوف) و (الطواف) حول مقام ما يسمي (الجبهة الثورية) بقيادة مالك عقار وياسر عرمان ومناوي وبقية شراذم حركات التمرد المسلحة في أطراف بلادنا المنكوبة والموجوعة بأيدي سياسيي آخر الزمان!! * آخر (الطائفيين)، كان الشريف صديق الهندي، ووفد يمثل (جسماً) جديداً نشأ بين أحزاب الاتحادي الديمقراطي، أسموه (الحركة الاتحادية)!! * السيد صديق الهندي والدكتور أبو الحسن فرح، المرشح السابق باسم (الاتحادي الأصل) لمنصب والي الولاية الشمالية، أبرز أعضاء وفد (الحركة الاتحادية) الذي وقع الأسبوع الماضي اتفاقاً (هلامياً) لا قيمة له مع قائد التمرد مالك عقار، بتنسيق وترتيب من القيادي بالحزب (الأصل) المرشح السابق لمنصب والي ولاية سنار السيد التوم هجو، وهو مستشار سابق للشؤون الدينية في حكومة التمرد مالك عقار بالنيل الأزرق!! * صديق الهندي (مفصول) من الحزب الاتحادي بقيادة د. جلال الدقير، وأبو الحسن فرح (مفصول) أيضاً من الحزب الاتحادي (الأصل) الذي يقوده مولانا السيد محمد عثمان الميرغني!! *فهل يكون حل مشاكل البلاد بانضمام المفصولين والمبعدين والمستقيلين من الأحزاب إلي (جبهة) فكرتها التمرد، وسياستها التخريب والتصفيات، ووسائلها السلاح.. المدافع والرصاص؟! * هل أفلس الساسة في بعض أحزاب (المعارضة) وعجزوا عن تقديم الأفكار السياسية، واقتراح البدائل (المدنية) للتغيير، والتواصل مع الجماهير بمختلف الأدوات العصرية المواكبة، فلم يجدوا طريقة لإعلان وجودهم الهزيل، سوي الارتماء تحت أقدام (جنرالات) الجيش الشعبي (قطاع الشمال) وقادة مليشيات التمرد في دارفور؟! * شباب في مقتبل العمر، وزهرات في العشرينات، هم من صنعوا (الثورات) وأحدثوا (التغيير) في مصر، واليمن، وتونس، وليبيا، فمن قلب (ميدان التحرير) كانت الشابة نوارة نجم هي التي تتحدث لكل الفضائيات، وترسل التحذيرات، والتهديدات، والإنذارات إلى الرئيس الفريق (طيار) محمد حسني مبارك، فغادرت (طائرة) مبارك مدرج (الحكم) في الدولة العربية الأعظم، خلال أسبوعين فقط من بيانات الإعلامية الصغيرة نوارة نجم!! * ومن ساحات وميادين صنعاء، في اليمن السعيد، قادت (الصحفية) الجسورة توكل كرمان ثورة الإطاحة بنظام الرئيس الفريق علي عبد الله صالح، فاستحقت الفوز بجائزة (نوبل للسلام) في حدث استثنائي نادر وفريد، يسجله تاريخ الإنسانية جمعاء لناشطة عربية شابة!! * في وقت يفجر فيه (شباب السياسة) في الوطن العربي زلزالاً حطم أعتي دكتاتوريات العالم على الإطلاق، من علي إلي بن علي، ومن قلب (الميادين)، ودون أن يحملوا (مسدساًَ) واحداً، ولا (بندقية)، فإن الفاشلين والعاجزين من ساسة السودان يتسابقون لنيل عضوية (جبهات) التمرد المسلح العنصرية البغيضة!! * إذا كان صديق الهندي غير قادر على تحمل أعباء السياسة، والمحافظة على الإرث العظيم للزعيم الشريف حسين الهندي، فلم لا يفارق هذا المضمار ويطلق السياسة (بالتلاتة)؟! * لا تكذبوا على أنفسكم، فلن تكذبوا على الشعب السودان الواعي الحصيف، وتدعوا أنكم (مناضلون) و (توريون)، مقاتلون لنظام (المؤتمر الوطني) والحركة الإسلامية) فقد كان الشريف صديق قبل عامين رئيساً للجنة الطرق والنقل بالمجلس الوطني – البرلمان – بدرجة (وزير) اتحادي!! وكان أبو الحسن فرح مرشحاً لمنصب (الوالي) في الشمالية، ولو أن (المؤتمر الوطني) أفسح له كما أفسح للدكتور جلال الدقير، وحلفائه الآخرين عبد الله مسار، والزهاوي إبراهيم مالك، والصادق المهادي، وآخرين، لكان الآن (والياً) يسبح بحمد البشير، ويصلي خلف نافع!! * إنه سقوط (سياسي) و (أخلاقي) مشين، وفكيف تريدون من الشعب السوداني أن ينتظر (تغييراً) مفيداً .. مثمراً وصالحاً، ينطلق من (يوغندا موسفيني) .. دولة يحكمها بالحديد والنار (مدير) الاغتيالات والتصفيات والانقلابات الأعظم في أفريقيا كلها!! * هل ينتظر الشعب السوداني الديمقراطية والحكم الرشيد من عصابة (عقار – عرمان – الحلو – مناوي) العسكرية؟! * علي السيد التو مهجو والسيد محمد عثمان تاج السر الميرغني، وصديق الهندي، وأبو الحسن فرح، ومن لف لفهم، أن يرعووا، ويحترموا تاريخ الأزهري الزعيم، و زروقوالفضل وأبو حسبو والحسيب النسيب السيد علي الميرغني، فإنهم بما يفعلون إنما (يوسخون) هذا التاريخ الناصع التليد. * عزيزي القارئ .. هل عرفت الآن، لماذا نسعى للحفاظ على (الحركة الإسلامية) وتجديدها، وترشيح خليفة (الرئيس)؟! لأنها الوحيدة – حتى الآن – في ظل هذا الركام والحطام، القادرة على المحافظة على استقرار هذا البلد. نقلاً عن صحيفة المجهر السياسي 21/10/2012م