من خلال رصد الأحداث في دارفور عامة وشمال دارفور علي وجه الخصوص والمتمثلة في عدد من الأحداث المخلة بالأمن والتي شملت محليات الواحة وكتم ومليط وأخيراً محلية كلمندو والاعتداءات المتكررة علي قوات حفظ السلام وأخيراً الهتافات التي وردت في الإعلام والتي تطالب باقال الوالي محمد يوسف كبر والذي يعتبر شيخ الولاة في السودان وفوق انه خلف اثنين من الجنرالات الذين تولوا قيادة ولاية شمال دارفور من قبله إلا انه وعبر حكمته استطاع أن يخرج الولاية من دائرة العنف والحرب الأهلية لسنوات عدة مما أهله أن ينال ثقة المؤتمر الوطني في ولايته ليكون واليها المنتخب في آخر انتخابات عامة وحاز مؤخراً علي ثقة الحركة الإسلامية لتجتمع له زعامة (الحاءات الثلاث) رغم ما في ذلك من تجاوز للائحة الحركة الإسلامية ومهما يكن من أمر في تلك الأحداث تشير الي مخطط قادم يهدف الي زعزعة الأمن في دارفور مرة أخري. ومن هنا فإن قيادة الدولة ممثلة في القيادات السياسية في المؤتمر الوطني وأحزاب الحكومة العريضة بل وقوي المعارضة الوطنية كلها يجب أن تتنبه لمثل هذه المخططات التي تستهدف استقرار الأمن في البلاد وإعادة إنتاج أزمة دارفور مرة أخري بعد أن هدأت الي حد كبير ووصل السلام بعد مفاوضات الدوحة التي انتهت بتوقيع وثيقة الدوحة وتكوين السلطة الانتقالية بدارفور وانضمام قادة المجلس العسكري الانتقالي لحركة العدل والمساواة بعد أن أطاح بالقيادة السابقة للحركة وتركها بلا قواعد ومن غير جنود تعتمد عليهم وأصبحت مجموعات من أسرة واحدة تتفرق بين دارفور والجنوب والدول الأجنبية ومن هنا فإن أهل الحكمة في دارفور من القيادات السياسية والأهلية عليهم أن يقوموا بدورهم. لان عمليات حفظ السلام وبناء السلام المستدام والمتمثلة في زيادة معدلات العودة الطوعية للنازحين في داخل البلاد واللاجئين في دول الجوار قد تسارعت وكذلك فإن عمليات الصلح بين القبائل وبسط الظل الإداري وتوفير الخدمات كلها تشير الي أن عجلة السلام في دارفور قد قاربت من الوصول الي محطتها النهائية فعلية يجب علي الجميع ان ينتبهوا ويوقفوا ذلك المخطط التخريبي الآثم الذي يريد أن يهدم كل ما تم بناؤه عن طريق إشاعة الخلافات القبلية وزيادة التفلتات الأمنية حتي لا تنعم دارفور بالاستقرار والتنمية والتي لا تتحقق إلا باكتمال مقومات وأسس السلام في تلك البقعة الحبيبة والتي تمثل مجامع الاستهداف الخارجي الآثم لأنها تمثل اغني مناطق السودان بإنسانها القرآني أولاً وبمواردها الطبيعية الضخمة ثانياً وبموقعها الاستراتيجي ثالثاً وها نحن نقرع جرس الإنذار فهل من مجيب؟ نقلا عن صحيفة أخبار اليوم 5/11/2012