أكّد الرئيس عمر البشير، دعمه بقوة لكل الاستثمارات العربية في الجنوب بوصفها داعمة للعلاقة بين الشمال والجنوب، ووصف البشير العام المقبل بعام الاستفتاء، فيما حَيّا البشير، الجامعة العربية لموافقتها على أن تكون إحدى جهات المراقبة في الانتخابات المقبلة، وأكد على أن السودان يمضي في طريقه لإجراء الانتخابات خلال العام الجاري باعتبارها الضامن لاستقرار البلاد. وقال د. مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية للصحافيين عقب لقاء إلتأم بين البشير ود. عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية في ختام زيارته للبلاد أمس، إن البشير استمع لتنوير شامل حول زيارة الجامعة العربية لولايات دارفور الثلاث، مشيداً بجهود الجامعة لإصلاح الأوضاع الإنسانية في الإقليم، وأشار إلى أن البشير اعتبر أن قضية دارفور تم تصعيدها من قوى لا تريد الاستقرار للسودان، وقال إسماعيل: ان البشير أكد على الجهود المبذولة للوصول الى حل سياسي لأزمة الإقليم.وقال إسماعيل، إن السودان يعد العدة للمشاركة في القمة العربية المقبلة ليقدم تقريراً مفصلاً للقادة العرب حول تطورات الأوضاع في البلاد بما فيها مجريات قضية دارفور وتطور الأوضاع في الجنوب والعمل العربي المشترك.وفيما يتعلق بتزامن قرار محكمة الجنايات مع تحسن الأوضاع الإنسانية في دارفور، قال إسماعيل، إن محكمة الجنايات في السودان (قبرت) ورفضها الشعب السوداني بالإجماع وأصبحت في (خبر كان)، وأشار إلى أن المحكمة تحولت الى معركة دبلوماسية، وقال: تدعمنا في هذه المعركة بقوة الجامعة العربية بدولها المختلفة والاتحاد الأفريقي ودول عدم الانحياز، ونحن نعتبر المحكمة الجنائية جزءاً من المؤامرة التي تحاك ضد السودان في هذا التوقيت بالذات، وأضاف: نحن نؤكد أنها محكمة عنصرية تمول من الدول الأوروبية وتعمل ضد الأفارقة بازدواجية المعايير. من جانبه أكد موسى استمرار الجهد عبر حوار إيجابي مع الحركات المسلحة للوصول الى حل سلمي لأزمة دارفور، وقال: نحن نحاول جمع كل الحركات المسلحة في حوار إيجابي ومنطقي لحل قضية الإقليم، وأشار إلى أن جمهورية مصر تعمل مع ليبيا وأثيوبيا في دعم اتجاه جهود المبادرة القطرية المشتركة. وقال: هنالك كثير من العمل السياسي لضمان حضور ومشاركة كل القوى المسلحة ونرجو أن ننجح في ذلك. وأكد موسى أنه لم يطلب ضمانات لاستمرار عمل الجامعة الإنساني في دارفور، وقال: نحن لا نحتاج لوعود أو ضمانات من الرئيس البشير لمواصلة عمل الجامعة لأن هنالك تعاوناً من جانب الحكومة المركزية وولاة ولايات دارفور الثلاث، وأضاف: كذلك الأمن مستتب وبدأ اللاجئون في الرجوع إلى قراهم، وتابع: كما شاهدنا في عدد كبير من الأميال، هنالك حالة انسياب في الحياة والأسواق تعمل بطمأنينة، بجانب عودة '3000' ألف أسرة الى ولاية جنوب دارفور وحدها. ونحن نعمل في نفس الوقت بجنوب السودان ويوم 23 من هذا الشهر يعقد مؤتمر الاستثمار بالجنوب ونتحرك لإعمار المشروعات. إلى ذلك أعلنت الجامعة العربية عن اجتماعها غير العادي على مستوى المندوبين بالفاشر أمس، تأييدها الكامل للجهود العربية والأفريقية لحل أزمة دارفور عبر مفاوضات الدوحة. وناشد إعلان الفاشر الذي أصدره المجلس أمس في ختام اجتماعاته، الحركات المسلحة بالإقليم لتوحيد مواقفها التفاوضية لتحقيق التسوية السلمية الشاملة، وأكد الإعلان تضامن الجامعة العربية مع السودان للحفاظ على أمنه واستقراره والدعم الكامل لجهود المصالحات في دارفور في إطار اتفاق أبوجا والتفاهمات الأخرى لدفع جهود السلام، ودعا الإعلان، الآلية المشتركة للجامعة العربية والسودان بمواصلة عملها لتقديم الاحتياجات اللازمة لبرنامج العودة الطوعية. ورحّب الإعلان بالتعاون السوداني - التشادي والجهود المبذولة من الطرفين لتمتين علاقاتهما على الأصعدة كافة، بجانب دعم الإرادة السياسية للشريكين من أجل تنفيذ بنود اتفاق السلام الشامل وإجراء الانتخابات العامة. وعبرّ عن ارتياحه للوجود العربي الإنمائي في دارفور والجهود المبذولة من قبل الجامعة والحكومة السودانية لمعالجة الأوضاع الإنسانية في دارفور. وطالب الإعلان من الأمانة العامة للجامعة تقديم تقرير كامل حول الجهود العربية حول دارفور لرفعها للقمة العربية المقبلة في الجماهيرية الليبية في آذار/مارس المقبل. وأكد الإعلان عن رفض الجامعة العربية لقرار الدائرة التمهيدية للمحكمة الجنائية بشأن ادعاءاتها ضد السودان.