* بنقطة نظام السبت الماضي توقعنا إن تنتهج الوساطة الأفريقية نهجاً جديداً وان تأتي بمقترحات جديدة لإنفاذ اتفاقيات أديس أبابا الثماني بين دولتي السودان وجنوب السودان حيث تعثرت اجتماعات الآلية السياسة الأمنية بجوبا ثم الخرطوم وقرر الجانبان بعد وصول مفاوضات بحث آليات التنفيذ إلى طريق مسدود العودة مرة أخرى لطاولة مفاوضات أديس أبابا حيث لم يتفقا حتى على أجندة الاجتماع بعد إن طالب الوفد السوداني بخطوات عملية من الجانب الجنوبي بفك الارتباط بين قوات الجيش الشعبي بالجنوب وقوات الجيش الشعبي بجنوب كردفان والنيل الأزرق (الفرقتان التاسعة والعاشرة) واعتر الجانب الجنوبي أن هذا المطلب لا علاقة له بإتفاقيات أديس لعدم النص عليه بالاسم بالاتفاقيات الأمنية. * ومن خلال المعلومات المؤكدة التي بحوزتنا إن الجانب السوداني لن يقدم أية تنازلات في هذا الصدد. * ومن خلال متابعتنا لأروقة وكواليس المفاوضات بأديس أبابا مساء أمس الأول وحتى الساعات الأولي من صباح اليوم فلقد حدث تقدم نسبي ولكن مازال المشوار صعباً ومعقداً ولكننا نتوقع حدوث اختراقات ايجابية حيث إننا وكما توقعنا فلقد بدأت الوساطة برئاسة أمبيكي ولدي وصول الوفدين برئاسة وزيري الدفاع مساء أمس الأول بإجتماعات في البداية مع كل جانب على حده ثم اجتمعت بالطرفين وتقدمت بمقترحات مكتوبة للطرفين حول تنفيذ الاتفاقيات وبدأ كل كرف يرد كتابة ومن المعلومات التي توفرت لدينا بأروقة وكواليس التفاوض إن المقترحات لم تجد رفضاً من الجانبين بل أبديا بعض الملاحظات حولها ومن المتوقع إن تعقد الوساطة اجتماعاً مع الجانبين على مستوي رئيس الوفد مع عضو أو عضوين لتقريب وجهات النظر حيث شارك على سبيل المثال في اجتماعات أمس الأول وأمس من جانب الوفد الحكومي السيدان الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع وإدريس محمد عبد القادر رئيس الوفد التفاوضي الحكومي فيما شارك إلى جانب وزير الدفاع الجنوبي السيد دينق ألور وزير شؤون الرئاسة بحكومة دولة الجنوب. وقد وصل للعاصمة الإثيوبية ظهر أمس السيد باقان أموم رئيس وفد حكومة دولة الجنوب بالمفاوضات. * ومن خلال اتصالاتنا بأديس أبابا حتى الساعات الأولي من صباح اليوم فإن هناك تفاؤلا يسود الجانبين كما إن هناك روحاً جديدة بأن الجانبين يرغبان في معالجة الخلافات القائمة. * وكانت مفاجأة المفاوضات هي ظهور الثلاثي مالك عقار رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال ونائبه عبد العزيز الحلو والأمين العام للحركة ياسر عرمان بأروقة المفاوضات حيث علمنا إن الوساطة قد استدعتهم على ما يبدو في محاولة للوصول لحلو لقضية فك الارتباط بين قوات الحركة بدولة الجنوب وقوات الحركة بالنيل الأزرق وجنوب كردفان. * نقطة النظام: وهكذا تدخل المفاوضات الأمنية مرحلة حاسمة ويتوقف عليها تنفيذ الاتفاقيات الثماني حيث استطاعت الوساطة إن تجمع كافة الأطراف في مفاوضات مباشرة وغير مباشرة وبمقترحات محددة لتجاوز العقبات وعلى رأسها عقبة فك الارتباط ونتوقع بعض التقدم النسبي خلال اليوم أو غداً وستكون الساعات القليلة القادمة حاسمة وليست بالطبع نهائية لأن هناك اجتماع وفدي التفاوض وهناك قمة الرئيسين ولكن كلما تطاول الحل كلما تفاقمت الأزمة الاقتصادية بالبلدين وزادت معاناة الشعبين بالبلدين وواصلت العملتان السودانية والجنوبية تدهورهما المريع. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم 17/12/2012م