علاقة السودان بدول الإقليم والمحيط الإفريقي على مدي العشرين عاماً الأخيرة لم تكن على ما يرام فقد شهدت العلاقات مع أثيوبيا واريتريا تراجعاً مخيفاً لحد تجميد التمثيل الدبلوماسي على أيام تواجد التجمع الوطني الديمقراطي المعارض في البلدين وتراجعت العلاقات مع مصر على ايام محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك بداية التسعينات ولكن ليست ثمة عداء دائم ولا صلح دائم وعلاقات سمن على عسل في السياسة وإنما مصالح دائمة تحرك علاقات الدول عبر العالم والسودان ليست استثناء بالطبع فقد شهدت العشرة أعوام الأخيرة توقيع ثلاث اتفاقيات سلام أحدثت آثار شديدة الأهمية والخطوة على مستقبل السودان كان للدافع الأفريقي ودول كدولة كينيا التي رعت مبادرة منبر الإيقاد وشركائه التي قادت لتوقيع اتفاق سلام نيفاشا ودولة نيجيريا التي توسطت لإتمام اتفاق السلام بين حركة تحرير السودان بقيادة مساعد رئيس الجمهورية السابق مناوي والقاهرة التي رعت اتفاق الحكومة والتجمع الوطني الديمقراطي بقيادة محمد عثمان الميرغني. المهم إن دول الجوار الإفريقي والعربي لعبت أدواراً مؤثرة وجوهرية طيلة العقود الأخيرة ولكن ثمة متغيرات جديدة على ساحة السودان الداخلية التي لا يمكن لأي مراقب إن يتجاهل كونها تتغير بسرعة ربما أكبر من مقدرات المراقبين على المتابعة وفقاً لأستاذ القانون الدستوري د. بركات موسي الحواتي. جولة النائب الأول لرئيس الجمهورية تشمل دولة كينيا وجنوب أفريقيا ومملكة لوسوتو وزيمبابوي فيما تشمل جولة نائب الرئيس د. الحاج آدم يوسف دول ساحل العاج وغينيا كوناكري وغانا ودولة الكاميرون ويري مراقبون إن بعض الدول الإفريقية كدولة كينيا مؤثرة على دولة جنوب السودان وبعضها احتضنت الحركة الشعبية الحاكمة الآن في جوبا ولا يخفي بالطبع انها قدمت دعماً غير محدود للحركة في حربها الطويلة ضد حكومة السودان وبالتالي فان التفاهم مع هذه الدول والحكومات من باب الدبارة السياسية لا سيما إن الانفصال خلف كثيراً من القضايا العالقة مع دولة الجنوب التي مازالت المباحثات الجارية بشأنها بين دولتي السودان تراوح مكانها. جولة نائبي الرئيس التي ستستمر لأربعة أيام حسب مصادر دبلوماسية ستناقش بالطبع القضايا الثنائية المشتركة بين السودان وحكومات الدول التي استهدفها نائبا الرئيس ولكن إلى أي مدي يمكن إن تنجح الزيارة في ترتيب منافع ملموسة للسودان خاصة في ملف العلاقات بين دولتي شال وجنوب السودان بحسب مراقبين فإن بعض الحكومات الإفريقية تستطيع دعم أجندة السودان في الاتحاد الإفريقي الذي يمثل في الوقت الراهن أكبر المنظمات الإقليمية المؤثرة على صنع القرار على مستوي القارة والعالم ويأمل نائبا الرئيس بالطبع في دعم الحكومات الإفريقية لقضايا السودان في الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن ومنظمات الأممالمتحدة ويري مراقبون إن الحكومة أصبحت أكثر حاجة الآن لدعم الحكومات الإفريقية لتجاوز النزاع مع الفرقاء السياسيين والملفات العالقة مع حكومة جنوب السودان وحل أزمة دارفور التي يمكن لبعض حكومات الجوار الإفريقي ان تدفع عبر وسائل مختلفة الحركات المسلحة للحوار مع الحكومة وتعزيز فرص الحلول التفاوضية للازمة في الإقليم. يمكن للجولة إن تحقق ربما بعض الانفراج على ملف المفاوضات المتعثرة بين دولتي السودان التي يمكن إن تشهد تدويلاً بخطي متسارعة في المرحلة القادمة فيما اذا لم تحقق آلية الوساطة التي يرأسها ثامبو امبيكي رئيس جنوب إفريقيا السابق أي تقدم في المفاوضات القادمة بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير. تقارب الفرقاء في السودان سيما الحاملين للسلاح لن يتحقق إلا بتوفر الإرادة السياسية لدي جميع اللاعبين ولن يؤثر المحيط الإفريقي والدولي في المعادلات السودانية إلا بقدر استجابة جميع اللاعبين. نقلاً عن صحيفة الوفاق 10/1/2013م