(التوقيع على الميثاق لم يكن غير سلوك شخصي للمهندس طارق محجوب وليس مسلكاً تنظيمياً) هكذا جاء تبرير الامين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن عبدالله الترابي حين أحس بخطورة الموقف لا سيما وأن بعض بنود ما يسمى بميثاق الفجر الجديد تقدح في مرتكزات الحركة الإسلامية لذلك ذهب باتجاه الترويج لذلك، لم يمض على ذلك ساعات حتى ألغم كمال عمر الامين السياسي للشعبي شيخه حجرا حين قال أن موقف الشعبي تم التعبيرعنه في بيان قوى الإجماع ، واضاف ( ليس هناك مجرد تفكير لا من قريب ولا من بعيد بالإنسحاب ، بل ان المؤتمر الشعبي يفخر بالعلاقة المتينة التي تربط مكونات التحالف (قوى الإجماع) وستثبت الأيام القادمة قوة العلاقة التي تربطنا) .حول تصريحات ابراهيم السنوسي عن محاسبة الحزب (المؤتمر الشعبي) لممثله في إجتماعات كمبالا الذى وقع على الوثيقة طارق محجوب ، قال كمال ( طارق محجوب من صناع المفاصلة وله مواقفه القوية ضد الطغمة الحاكمة ولم يفعل ما يستحق عليه المحاسبة ولا توجد أي نية لتجريمه أو محاسبته) . وبالعودة إلى السيرة السياسية والتنظيمية للمهندس طارق محجوب نجد الرجل قد نال تدريبا استراتيجيا قائم على جمع المعلومات وتحليلها بحكم أنه ضابط أمن سابق .وكيف فات عليه أن يقرأ أفكار د. الترابي ومطلوبات المرحلة في حزبه .فبينما وافق حزب الشعبي على مذكرة التفاهم مع الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق قبل الإنفصال بل دفع ثمناٌ إعتقال متطاول للأمين العام وغالب قياداته بالمركز والولايات ، وهي التي قامت على العمل من أجل استدامة الحرية والإلتزام بالعمل السلمي مع موافقة الحركة الشعبية للتحول لحزب سياسي مع إقرارها بالدين مكون دستوري للسودان .ومقارنة هذا الموقف مع رفض الترابي وحزبه لوثيقة الدستور الإسلامي التي وقع عليها نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي مع قوى إسلامية سلفية وصوفية من بينها الحزب الحاكم . كما رفض توقيع الأمين السياسي على دستور يعرف السودان على أنه دولة مدنية مع قوى الإجماع الوطني بحجة أن تفسيرها أقرب الى العلمانية ، لينبري لها دكتور الترابي رافضاً ومحاوراً حتى خرج على الإعلام مهدداً بخروجه من التحالف المعارض إن لم تسحب كلمة المدنية من التعريف . فالرجل متواجد في كينيا وطار الى كمبالا بعد اتصال به من قبل الخرطوم فهو غير معروف عنه النشاط الإعلامي ولا السياسي بالمقابل فهو غير معروف للقوى المعارضة بالخارج مما يستوجب التعريف به وهذا ما ألمح إليه ياسر عرمان في تصريحات صحفية مؤخراً . ولكن المحير في الأمر لماذا وقع الإختيار على المهندس طارق محجوب لتمثيل حزب المؤتمر الشعبي في حوار كمبالا وهو الخطوة المهمة في في تطور المشهد السياسي المعارض بإجتماع القوى السياسية بالداخل مع المعارضة المسلحة بالخارج ، مع العلم أن بعض القوى والأحزاب والحركات مثلت في هذا الإجتماع بمستوى رفيع بدرجة رئيس الحزب كما في حال مالك عقار وهالة عبد الحليم وعبدالواحد نور وجبريل إبراهيم ولم يغب مبارك الفاضل بثقله القيادي داخل حزب الأمة القومي رغماً عن وجود ممثل لحزب الأمة في هذا الإجتماع . ويقول مراقبون أنه كان من الأولى للشعبي إيفاد علي الحاج محمد نائب الأمين العام للحزب وبخبرته في التفاوض من لدن فرانكفورد 1992م الى أبوجا وكل جولات التفاوض مع الحركة الشعبية ،أو الإستعانة بالمحبوب عبد السلام رجل مذكرة التفاهم مع الحركة الشعبية بسويسرا التي يمكن أن تسعفه بنجاحات ومكاسب يوافق عليها حزبه . ويقول مراقبون ان طارق محجوب رجل لاينقصه الذكاء ولا العلم ولا الدراية ومع ثورة الاتصالات لم يكن وحيداُ فيمكنه مشاورة الثقاة أو الأماتة السياسية بالخرطوم فمن الذي دفع به لمهر إسمه في هكذا إتفاق لم تسعف حتى الذين دفعوا به الى التفاوض بالدفاع عنه وعن الوثيقة حتى تعالت أصوات بمحاسبته بل طالبت بفصله من الحزب لمخالفة الوثيقة للنظام الأساسي للحزب ولمنهجه الفكري وإرثه التاريخي مما دعى أمانة الطلاب بالمؤتمر الشعبي بإصدار بيان ترفض فيه وثيقة الفجر الجديد . فقد كان ومأمولاً في طارق محجوب أن يذهب إلى كمبالا يحمل عصارة علمه وفكره ويضع كتاب الشعبي على طاولة التفاوض يقنع به الآخرين مستصحباً معه مذكرة التفاهم مع الحركة الشعبية ومسودة البديل الديموقراطي والدستور الإنتقالي المتفق عليه من قبل قوى الإجماع الوطني ، إلا أن وجوده خارج البلاد مغترباً في كينيا يظهر أنه كان مشغولاً بحياته الخاصة وغير متابع لمجريات الأحداث ،مما جعله يخرج صفر اليدين من هذا الإجتماع حتى كتب معاتباً الرفاق على صفحته الخاصة في الفيس بوك يشكو من حملهم عليه مما أسماه خطأً واحداً وهو يقول (كفى بالمرء عيباً أن يقول كل ما يعرف )