الوضع الأمني والصحي والاقتصادي والاجتماعي في دولة الجنوب كارثي بكل ما تحمل الكلمة من معني وقريباً سيتم إعلان كبويتا منطقة مجاعة ليهجرنا تماماً سكانها القليلون جداً فقد نزع البعض منذ أشهر حين اخذ الوضع في التردي بل بسبب المجاعة وقلة الغذاء. ومنظمات عالمية في جوبا ترسل تقارير حائرة إلي بلدانها لكن العالم كله منشغل بنفسه خاصة فيما يتعلق بالغذاء ودولة الجنوب المنكوبة بكل داء تقريباً ما تزال نحفظ ود الغرب القديم ولو علي حساب شعبها المغلوب علي أمره دراسة حديثة أكدت أن نسبة الأمية في دولة الجنوب تبلغ تسعين بالمائة من جملة الشعب الجنوبي فالجهل والفقر والمرض والحروبات الأهلية والبطالة وقلة الموارد وغياب البني التحتية وتفشي الايدز قواصم عاتية لظهر الدولة التي لم تكد تخرج من المهد ولكنها تتجه مباشرة إلي اللحد. أكثر من خمسين ألف مواطن جنوبي من رعاية دولة الجنوب يعيشون بمجازاة الشريط الحدودي البالغ طوله أكثر من ألفي كيلومتر وذلك لاحتمالات محددة هي أن هؤلاء الرعايا ينتظرون الانهيار التام لدولتهم التي تفرض عليهم سلطانها بقوة وبطش السلاح ينتظرون انهيارها حتي يدخلوا إلي السودان كلاجئين من اجل تلقي الاغاثات. شبه الدولة الموجودة بالجنوب تعيش وضعاً مأساويا والظروف المحيطة بها كلها ضدها فالمعارضة جميعها مسلحة ليس هناك جسم معارض يتعاطي الأمور فكرياً فقط العقل الوحيد الذي يفكر هو غرفة احتراق الغاز في البندقية الآلية أو الرشاش وغيره. ومع ذلك ترفض الدولة الاتفاق إلا بشروطها فهي تصر علي تمرير النفط وفتح الحدود للتجارة قبل الترتيبات الأمنية وترسيم الحدود وأبيي وغيرها وهذا ما لن يقبل به السودان أبداً لماذا؟ لان هذه الدولة إنما هي واجهة لتنفيذ السياسات الغربية الإسرائيلية وهذه السياسات لا تعرف سوي التركيع وإذلال الدول والأمم ولا يؤمنون إلا بالدمار الكامل لمن يقول (لا) والأنموذج العراقي دليل واضح. لا يعرف احد علي وجه التحديد متى ستصل إلي رشدها دولة الجنوب وتناقش بصدق قضايا شعبها الذي قضي عليه الحرب والجوع والمرض. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم السودانية 14/2/2013م