الولايات المتحدةالأمريكية ظلت تهدد السودان بين المرة والأخرى بزيادة الضغوط علي السودان وفرض شروط لصالح حكومة جنوب السودان وتكرر الوعود برفع الحصار والمقاطعة للسودان التي استمرت لقرابة العقدين من الزمان دون ان تتوقف الحياة في السودان. كان آخر التهديدات هي دعم جيش الحركة الشعبية بالأسلحة حتي يرجح ميزان القوة وعندها تستطيع الحركة ان تفرض شروطها وهي محمية بالقوة العسكرية الأمريكية والقوة السياسية من الأممالمتحدة ومجلس الأمن ومنظماتها وهي بذلك تحاول ان تضيق الخناق علي الشعب السوداني وحكومته التي تري فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية انها تمارس العصيان علي إرادتها وهي القوة التي يجب ان ترضخ لها كل الشعوب والأمم وإلا فهي جاهزة لإرسال قواتها لتغيير الأنظمة وإرسال حاكم مثل برايمر الذي حكم العراق بعد إسقاط حكم الرئيس صدام حسين وإعدامه ليلة العيد والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يستعدون للاحتفال بعيد الأضحية والحجاج يكملون شعائر الحج والوقوف بعرفة وفي ذلك رمزية استوعبها البعض وفاتت علي غيرهم. القائم بالأعمال الأمريكي طالب الحكومة بضرورة إجراء حوار مع الحركة الشعبية قطاع الشمال لإيجاد حل سلمي للحرب الدائرة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان واتخاذ خطوات ايجابية لتسوية النزاع في دارفور الي جانب تنفيذ شروط أخرى قال ان الحكومة تعرفها. والسؤال الذي يتبادر الي ذهن كل عاقل هل تفاوض الحكومة حركة مرتبطة بدولة أخري وتستعين بقواتها لإثارة القلاقل في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق من خلال الفرقتين التاسعة والعاشرة أم ان التفاوض يتم مع قطاع الشمال باعتباره قوة أجنبية لان الحكومة قالت وكررت أنها علي استعداد للتفاوض مع قطاع الشمال حتي ما فك الارتباط مع دولة الجنوب وابتعد عن العمالة لدولة أخرى. أما كان الأجدر بالقائم بأعمال الولاياتالمتحدةالأمريكية ان يطالب الحركة الشعبية قطاع الشمال بفك الارتباط بدولة الجنوب ثم الجلوس للتفاوض مع الحكومة. وسؤال آخر أكثر إلحاحا الم يسمع القائم بالأعمال الأمريكي بما تفعله الجبهة الثورية وما فعلته في ولايات كردفان من إزهاق للأرواح ونهب وسلب وتدمير خلال الأيام القليلة لماضية؟ الم يسمع بكل الاتفاقيات وكل المجهود من اجل السلام في دارفور وهو يعلم ان الحكومة كلما وقعت اتفاقا مع مجموعة خرجت أخري؟ وسؤال ثالث كيف يريد الحكومة ان تعالج قضية النازحين والجبهة الثورية والحركات المسلحة المدعومة من الخارج تزعزع الأمن في دارفور وتزيد عدد النازحين. ان كانت هذه شروط الولاياتالمتحدة لرفع الحصار عن السودان فإن للسودان شروطاً اولها ان تتوقف الولاياتالمتحدةالأمريكية وأصدقائها الأوربيين دعم الحركات المتمردة الخارجة علي سلطان الدولة وان تطلب من قطاع الشمال فك الارتباط مع دولة الجنوب وإلا تفكر في ان يفتح السودان أبوابه مشرعة للمنظمات التجسسية والتنصيرية تحت غطاء منظمات العون الإنساني التي تصرف 70% من اموالها علي عملها الإداري لتقليل عدد العطالة في بلدانهم علي حساب النازحين واحتياجات النازح في السودان لا تستورد من الخارج وهو لا يحتاج للمعلبات الساردين والجبنة الصفراء والسمن الهولندي وغيرها من نفايات أطعمة الأمم كاسدة السوق ففي السودان من الغذاء ما يزيد عن حاجته وبعلم الجميع يصل الي دول الجوار أما الشروط الأخرى التي تعرفها الحكومة فهي شأن آخر. نرجو ان يكون القائم بالأعمال قد استمتع بليلة صوفية في أحضان وبركة شيوخنا آل الكباشي في ضاحية من ضواحي العاصمة بالخرطوم وهو ما كان له ان ينال حظوة مثل هذه المشاركات في اقرب دول جوارنا. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم 4/3/2013