مع ان لجنة خاصة تم تكوينها بحيدية شبيهة بحيدية مفوضية الانتخابات العامة بغرض تقسيم الفرص بعدالة بين المرشحين كافة الخائضين فى خضم الاستحقاق الانتخابي الجاري الآن فى السودان إلا ان قوي ومرشحين بعينهم سرعان ما وجهوا سهام نقدهم للحكومة وإدعوا انها تسيطر على اجهزة الاعلام الرسمية بالكامل ،و أن الوقت الذى جري تخصيصه و الاتفاق عليه – بالتساوي- ليس كافياً . و قد ادعي المرشح الرئاسي عن الحركة الشعبية ياسر عرمان ان الوقت المخصص لحملتهم الانتخابية غير كافي فى ظل استئثار المؤتمر الوطني – على حد تعبيره – ببقية الوقت كله بما يقارب ال24 ساعة ! و بالطبع لسنا فى مقام الدفاع عن هذه الاجهزة الاعلامية ولا ينبغي لنا حتى التعرض لعدالتها من عدمها ، و لكننا نود ان نلفت الانتباه الى ملاحظات ما من شك أنها ربما تكون قد فاتت أو هي بالفعل فاتت على فطنة المنتقدين ،إذ أننا لا ننتقد الانتقاد ، فهو متوقع و مكفول و فى اى انتخابات عامة فان اجهزة الاعلام تشهد صراعاً و عدم رضا ،و لكن من المهم ملاحظة عدة أمور منها: أولاً هناك برمجة يمكن القول انها عامة و بعيدة عن الشأن السياسي ولا يمكن الغاءها لمجرد ان البلاد تخوض انتخابات عامة، فالبرمج الثقافية و التنموية و متابعة الشئون العامة كقضايا السلام و توعية الناخبين بالعملية الانتخابية واستضافة الخبراء و رصد ما تقوم به الحكومة يومياً لأن الحكومة لا يمكن ان ايقاف نشاطها ، او حجبه ..هذه كلها أمور لا يمكن افراغ الاجهزة الاعلامية منها ، فان حدث ذلك و اصبحت هذه الاجهزة مخصصة فقط للحملات و الدعايات الانتخابية فانها ستصبح مملة و ينصرف عنها المتابعين ، كما انها لن تجد تكلفة تشغيلها . من جانب ثاني فان المحتج الأوحد ياسر عرمان هو جزء من حكومة الوحدة الوطنية و يؤسِف المرء ان يسمع من رجل هو جزء من الحكومة و لديه طاقم وزاري و منصب الرجل رقم 2 فى هرم السلطة و يشتكي من الغياب الاعلامي لحركته أو أنشطته ، فمثل هذه الامور تعالج ضمن اطار الشراكة ،و اذا ظهر الى العلن فان هناك اخفاقاً فان الأمر فى أوله وآخره يعود لعرمان و مجموعته فاما أنهم (ضعفاء للغاية) بحيث فشلوا فى ادارة الامر بما يحقق لهم العدالة المرتجاة و مثل هذا الضعف ينضاف الى ضعفهم الذى يحول دون منح الناخب ثقته لهم و أما انهم لم يفعلوا شيئاً ، و من ثم يريدون فقط اثارة الغبار و الجدل بغرض ايجاد (مبررات مسبقة) فى حالة الاخفاق الكبير فى العلمية الانتخابية عند ظهور النتيجة. و فى كل الاحوال فان مثل هذه المواقف لا تجد اهتماماً من الناخب ، إذ ان الذى يخوض انتخابات عامة و يعرف منذ 5 اعوام موعدها لا يملك عذراً حيال أمر كهذا إذ ان بوسعه ان يسوق نفسه بشتي السبل ،وان يكون حاضراً و فارضاً لنفسه ليس فى هذه المدة المحددة للحملات الاعلامية فقط و انما منذ 5 اعوام لأن الانتخابات لم تأت فجأة . ان اجهزة الاعلام السودانية تخاطب من تخاطبهم فى قضايا إستراتيجية شتي و ليست بكاملها ملكاً لحزب معين ،و من يري غير ذلك فان من حقه ان ينتزع حقه ، لا أن (يتباكي) أمام الناس ليبرر فشله !