يبدو أن أكثر ما ساء الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن الترابي في مناخ الاعداد للانتخابات القادمة هو البيان الذي صدر عن المجلس العلمي لجمعية الكتاب والسنة الخرية برعاية أكديمية من كلية جبرة العلمية الجامعية التابعة لهان وخلاصة هذا البيان الذي صدر بخصوص هذه الانتخابات هو انه جاء تجسيداً لتوصيات مؤتمر شرعي حول الانتخابات تقول بأنه من الناحية الشرعية الملزمة لكل مسلم يبقى بقاء الرئيس عمر البشير في حكمه المستقر واجباً شرعياً، وهذا يعني أن يلتزم كل المسلمين الذين لا يخلو لديهم البال من تعاليم الاسلام ان يصوتوا لهذا الحاكم المستقر المتغلب، وذلك لأن في ازاحته من الحكم سواء بواسطة (فتنة انتخابية) أو قوة خروجية) تكمن الكارثة الامنية التي تصيب الشعب في مقتل، ويأتي بيان جمعية الكتاب والسنة كرؤية شرعية، والعبرة بالنتائج فاذا كان فيها ضرر الشعب فلا داعي لمسبباتها، لكن د. حسن الترابي سخر من هذا البيان، واشار في سياق سخريته الى خداع ابليس لآدم وزوجه في الجنة، حينما قال لهم ان الاكل من الشجرة التي منعوا منها فيها (ملك لا يبلى).. وقال الترابي هنا بلهجة كوميدية اضحكت الحضور في بلد رحل عنه (الفاضل سعيد)، قال الترابي : ( ان الرؤساء يريدون ملكاً لا يبلى).. قالها بتلحين كوميدي. قالها مخاطباً بها الشعب الذي يستطيع أن يقارن حالة الحريات واحترام حقوق الانسان في عهد البشير بين الفترة التي كان فيها حاكماً تشريعياً مدللاً والفترة التي جاءت بعد الاستغناء القاسي عنه بما يسمى قرارات الرابع من رمضان المجيدة ففي الفترة الأولى للانقاذ كان الترابي يبكي الشعب، وفي الفترة الثانية التي اعقبت اقصاءه اصبح يضحك الشعب فهو اذن ما أروعه في الفترة الثانية، ما أروعه معارضاً للانقاذ التي كان فيها عزاباً ولكن صاحب هذه الحالات مجتمعة تجده يتملص من الهدف السامي الذي ذهب من اجله الى السجن حبيساً بعد ان ذهب المنوط بتحقيق الهدف الى (القصر رئيساً).. فلماذا اذن تغير الآن هذا الهدف؟! هل كان وسيلة في شكل هدف؟! كان الشعب قبل قرارات الرابع من رمضان يبكي ويئن من توصيات الترابي واملاءاته للحاكم الذي وصفه حينها بأنه هبة السماء لكنه كان يقصد هبة له هو ولطموحه وليس للشعب. والآن فإن هذا لشعب استبدل الترابي بكاءه وحسرته بالضحك في الميادين المفتوحة والقاعات الحكومية المغلقة فما اروعه وهو يعارض الانقاذ وما اقساه وهو شريك فيها يملي عليها مصادرة الحريات وانتهاك حقوق الانسان. وهذا الشعب الذي بكى منه كثيراً وهو انقاذي وضحك بعباراته كثيرا وهو منشق من الحزب الحاكم بعد القرارات آنفة الذكر. بكى الشعب في عقد الانقاذ الاول وضحك في عقدها الثاني وعند الانقاذ وقف من المشي المضي نحو حياة كريمة.. فالشعب الآن لن يجد وطناً آمناً مستقراً لا تحكمه الانقاذ فهي بعلاتها (احسن السئين) في عقدها الثاني بعد أن كانت (اسوأهم) في عقدها الاول ويقول الترابي : (ان الذين اصدروا بيان جمعية الكتاب والسنة لم يحرروا اسماءهم لأنهم يستملصون من بيانهم هذا مستقبلاً لكن تبقى هذه الجمعية معروفة من يقودها من العلماء. وهذا امر موثق فبيانها ليس مثل المنشورات السرية التي كانت تسئ الى اعراض بعض الناس عقب قرارات الرابع من رمضان ثم ان البيان قد قام على أسس شعرية يعلم بها عوام المسلمين فالعبرة بالأمن والاستقرار وقوة الشوكة للدفاع عن العقيدة والعرض والارض والنفس وليس بتغيير الحكام على حساب كل هذه الامور المهمة لو كنتم تعقلون. لكن سبحان الله لقد أزف الرحيل فماذا ييقول المخلوق للخالق بعد ان يشاقق الرسول من بعد ما تبين له ويتبع غير سبيل المؤمنين؟ هل سيقول له ان الحاكم العلماني افضل من الذي فجر ثورة الخاتم ليونيو عام 1998م من أجل تطبيق الشريعة؟ وافضل من قائدة ثورة مايو عام 1969م الذي فتح صفحة شرعية جديدة في سبتمبر عام 1983م؟ سبحان الله لعلها واحدة من علامات الساعة الكبرى. نقلاً عن صحيفة الانتباهة السودانية 28/2/2010م