بدا رئيس السلطة الانتقالية د. التجاني السيسي متفائلاً بمستقبل اتفاق الدوحة بعد إطلاق مبادرة مؤتمر المانحين بدولة قطر الوسيط الأكثر فاعلية علي ملف الحرب في دارفور تفاؤل السيسي مقروناً بأفق مبادرة المانحين وتعهدهم بمبلغ 3،7 مليار دولار لأعمار الإقليم يرجع بحسب مراقبين الي أن وثيقة سلام الدوحة التي وقعت في العالم 2011 أصبحت محل إجماع القوي الدولية التي شاركت في مؤتمر المانحين الي جانب قبول القوي الإقليمية والمجتمع المدني والنازحين في الإقليم ويشير الناشط الدارفوري ورئيس حزب العدالة أمين بناني الي ان أزمة دارفور أصبحت اقرب لتسويات دولية تقودها الولاياتالمتحدة واللاعبون علي مستوي الاتحاد الأوربي بدليل دعم واشنطن لوثيقة الدوحة وتشديدها علي ضرورة توقيع وإلحاق بقية الحركات بالاتفاق ويشير بناني أيضاً الي ان اختيار شخصية د. التجاني السيسي رئيساً للسلطة الانتقالية وفقاً للوثيقة كان موفقاً لجهة مرونته وكونه مقبولاً لدي طيف واسع من المجتمع المدني والأهلي في الإقليم الي جانب أنه ابن اكبر الاثنيات في دارفور وكان حاكماً للإقليم علي آيات حكومة الصادق المهدي الأخيرة. المهم ان (الرافع) الأمريكي مثل حجر الزاوية في تعزيز جهد الوساطة القطرية التي سعت جاهدة منذ العام 2009م لتسوية ملف الحرب في دارفور مستندة علي مقبوليتها لدي الغرب وفقاً لدكتور أمين حسن عمر مسؤول ملف المفاوضات مع حركات دارفور المتمردة خلال الأربعة أعوام الماضية. دوائر الإدارة الأمريكية في وزارة الخارجية والبيت الأبيض مشغولة الآن بتعيين مبعوث جديد لدولتي السودان خلفاً لمبعوثها السابق برنستون ليمان ولكن ما يرشح من أنباء من عاصمة القرار الدولي سيما فيما يتعلق بالنزاعات في السودان يفيد أيضاً بقيادة واشنطون لحوار بين الحكومة والحركات الرافضة لاتفاق الدوحة وهي محاولة قديمة كانت أدارة الرئيس أبوما قد شرعت في تقديم مقترحات عملية للحكومة والحركات وأكثر من ذلك قدمت واشنطن دعوات للرؤساء الحركات لزيارة العاصمة الأمريكية لبحث الأزمة في الإقليم والحلول المطروحة علي مائدة الوسيط القطري غير أن الحكومة لديها تحفظات علي ادوار الإدارة الأمريكية في الأزمة ويري مراقبون ان مطلوبات التطبيع التي تطرحها واشنطن علي السودان تتغير باستمرار بيدا أنها لا تخلو من مطالب متكررة للحكومة بإيجاد تسوية سياسية لأزمة دارفور ضمن شروط أخري ذات صلة بالتطبيع كملق المنطقتين والحوار مع دولة الجنوب. قدمت واشنطون 600 مليون دولار من المعونة الأمريكية لدعم عملية السلام في الإقليم حسب القائم بالأعمال الأمريكي جوزيف استانفورد الذي كشف أيضاً وجهة نظر الإدارة الأمريكية بشأن تنفيذ وثيقة الدوحة علي الأرض وقال استانفورد بأنها تسير بصورة بطيئة بالطبع وقوف الإدارة مع الوثيقة وفي السياق قدمت واشنطون الدعوة للمؤتمر الوطني لزيارة العاصمة الأمريكية بغرض بحث مسألة التطبيع. هل سترفع واشنطن سقف مطالب الحركات باتساع المظلة الأمريكية التي تتجاوز مظلة الدوحة أم ان سقف المنبر سيسع الجميع دون تضطر أطراف النزاع لتقديم أي تنازلات. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 24/4/2013م