بعد الدعوة العريضة بالتهميش وإثارة الحروب والعنصرية البغيضة ضد الدولة، واتهامات الإستعباد الاضطهاد الديني، التي رفعتها الحركات المتمردة والمتمردين من جنوب السودان ألجأتهم خياراتهم الخروج من جحيم الخرطوم هرباً إلى إسرائيل فركبوا الصعب والذلول، وتحملوا كل المشاق والمخاطر حتى تسللوا إلى الجنة الموعودة في إسرائيل التي قال المتمرد عبد الواحد انه سوف يفتح لها قنصلية في قلب الخرطوم. وصل أبناء دارفور الفارين من جحيم السودان وكذلك أبناء الجنوب الفارين من سخ الخرطوم إلى الفردوس الموعود في تل أبيب؟! فهل وجدوا النعيم الذي كانوا ينشدونه من هؤلاء الصهاينة الذين لا يعرفون في الوجود كله غير الشر والقبح وفلسفة الحقارة لكل ما هو غير يهودي. فكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار بل النار أهون جداً من مصيرهم الذي صادفوه في رحلتهم المضنية المتعبة تلك التي كلفتهم رهقاً وتعباً منقطع النظير. وزحفا تحت الأسلاك الشائكة. فكان في استقبالهم هؤلاء الصهاينة أما أبناء دارفور فزجوا بهم في السجون. وأما الجنوبيون فهرعت قوات الأمن إلى جنوب تل أبيب عقب قيام عدد من اليمينين المتشددين بمحاولة حرق بعض أبناء جنوب السودان في إسرائيل أحياء الأمر الذي أحدث حالة من الرعب والهلع بينهم ويتهم كثير من هؤلاء المتشددين الصهاينة هؤلاء السودانيين الجنوبيين بمضايقتهم في أرزاقهم والأهم من هذا اتهامهم بأنهم يتسببون في اتساخ الشوارع والميادين بالبلاد. وطالب الكثير من القوى اليمينية بضرورة الحذر وطرد هؤلاء في اقرب وقت ممكن وهو ما استجاب له رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غير إن الكثيرين رفضوا تماماً ترك إسرائيل وأصروا على البقاء في البلاد (الكل يحب خناقه) حتى إن عدداً كبيراً منهم قاموا بتمزيق جوازات سفرهم من أجل الاستمرار أطول فترة ممكنة بالبلاد. والحاصل إن غالبية هؤلاء اللاجئين وهم من السودان يرفضون تماماً العودة إلى بلادهم صحيح إن هناك عدداً منهم عاد إلا إن الغالبية ترفض المغادرة خاصة إن وضعنا في الاعتبار رن الكثير من السودانيين تحديداً ممن عادوا إلى الوطن من جديد سواء بجنوب السودان أو شماله أكدوا لأصدقائهم المتواجدين في إسرائيل إن الأوضاع الاقتصادية ما زالت سيئة والأفضل هو البقاء لأطول فترة ممكنة بإسرائيل يعني إنهم بين نارين نار الجنوب ونار إسرائيل!! غير إن المثير في هذه القضية هو حجم الكراهية التي يكنها الكثير من الإسرائيليين خاصة من اليمينين المتشددين للسودانيين ورغبتهم الشديدة في حرقهم أحياء. وهذا في حد ذاته يمثل فشلاً نفسياً واجتماعياً كبيراً في معالجة هذه القضية. حيث حذر الكثير من رؤساء البلديات خاصة بلدية تل أبيب وعسقلان وهي البلديات التي يكثر فيها السودانيون بكثرة مع تعاظم ظاهرة الكراهية وطالبوا بضرورة التصدي لها غير إن من الواضح حتى الآن حالة التقاعس واللا مبالاة من المسؤولين في البلاد تجاه التعامل مع هذه القضية وهو ما أدي إلى إشعال المواجهات أخيراً. نقلاً عن صحيفة الوفاق 20/5/2013م