مع بوادر تساقط الأمطار وفصل الخريف الذي يتميز بصعوبة الحركة سيما في مناطق النزاعات المسلحة في دارفور وكردفان، تنشط الجبهة الثورية في دفع وتيرة التهديدات بغزو مناطق جديدة بعد خسارتها معركة أو روابة وأبو كرشولا. ولكن مراقبون هنا في الخرطوم يستبعدون قيام الجبهة بأي تحرك عسكري ذو شأن يمكن أن يهدد مناطق ومدن كبيرة مأهولة بالسكان في وسط وغرب البلاد. وحسب مصدر مطلع فضل التحدث دون ذكر اسمه فان تهديدات الحركة بغزو الخرطوم ليست واقعية ولا تعد كونها فرقعة إعلامية بصرف الأنظار عن حشود التمرد العسكرية التي بدأت في التجمع بكثافة علي الحدود مع دولة جنوب السودان في المقابل تشهد المكونات والقيادات السياسية حالات إقصاء بعد أن راجت أنباء عن انقسامات حارة تضرب قيادات الجبهة الثورية وحسب المصادر فان الخلافات بشأن مواقع قيادات جبال النوبة وتمثيلهم في الوفد المفاوض الذي يقوده ياسر عرمان شهد بانقسام الجبهة. حالة الاضطراب السائدة علي مشهد الحركات المتمردة في المنطقة يجعل من العسير حسب مراقبون حساب قيمة المكاسب التي حققتها في معارك كردفان الأخيرة. فالجبهة اضطرت للخروج من المعركة بخسارة كبيرة في المكونات العسكرية والسند السياسي والشعبي لدي قطاعات واسعة من السودانيين وسكان المناطق التي دخلتها قوات الجبهة في أم روابة وأبو كرشولا. تراقب الخرطوم الموقف بحذر بعد طرد الجبهة من أبو كرشولا وعينها علي ما بعد حسم التمرد تأمل الخرطوم أن تكون الأنباء التي رشحت عن انقسامات الجبهة صحيحة فلا احد يتمني ان يكون خصمه قوياً علي أي حال فالاستعداد للحرب يمنح ويحقق السلام حسب خبراء الدراسات الإستراتيجية. أبدت الجبهة استعدادها للعودة للطاولة التفاوض فيما اعتبر مراقبون موقف الجبهة من مسألة التفاوض انتهازي ويهدف لإحراج الحكومة أمام الرأي العام المحلي والمجتمع الدولي بالطرق علي فرضه عدم استعدادها للتفاوض ورفضها الجلوس مع التمرد سيما بعد تصريحات رئيس الجمهورية في خطابه أمام القيادة العامة للقوات المسلحة عشية الاحتفال بتحرير أبو كرشولا. بعد معارك التحرير عادت أطراف النزاع لحساب معادلات الربح والخسارة ولن تخرج المعادلات لدي الحكومة والتمرد بأي حال من الكسب والخسارة لطبيعة الحرب التي لا يمكن لأي طرق الادعاء بأنه خرج منها منتصراً بإطلاق ويشير د. أمين حسن عمر الي أن الحركات المتمردة تظل في الغالب حركات قطاع طرق تعمل في الأطراف كحركات جواب فتدخل بلدة وتخرج منها وتسلب المدنين، بيد أنها تتحاشى في كل وقت الاصطدام بالقوات المسلحة ومواجهتها في الميدان. أوضاع الجبهة الثورية الداخلية لا تبدو جيدة فأصداء خسارة المعارك الأخيرة وما زالت تسيطر علي العمل السياسي والعسكري في أوساطها ولكن لن تكون المعارك القادمة بينها والحكومة علي طاولة المفاوضات قبل أن تقوم بمحاولة طائشة وتدخل مع بداية وصل الأمطار لأي منطقة في كردفان شمالاً وجنوباً غير أنها محاولة قفز في الظلام. تحركات الوسط الأفريقي ربما أخرجت أطراف النزاع مع مغبة الدخول في أي مواجهة عسكرية في الوقت الراهن ولكن هل ستدخل الحكومة مقر التفاوض أديس (ربما). نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 9/6/2013م