في إطار الخلافات المحتدمة – منذ أسابيع – بين مكونات ما يسمى بالجبهة الثورية ، فقد دخلت حركة العدل والمساواة التي يقودها جبريل ابراهيم على الخط. وتشير متابعات (سودان سفاري) أن ممارسات حركة العدل والمساواة في بعض مناطق جبال النوبة بدت محلاً لنقد قادة الثورية وهذا بدوره مرتبط بحالة الضعف الشديد التي اعترت حركة جبريل ابراهيم جراء انسلاخ حركة محمد بشر وما تسببت فيه هذه الانسلاخات من أضعاف للحركة وفقدانها للقادة الميدانيين . وقد وجه المتمرد عبد العزيز الحلو انتقادات حادة لحركة جبريل ابراهيم، والأخير هو الآخر وجه انتقادات أكثر عنفاً ضد الحلو وما حدث في أب كرشولة والهزيمة المريرة القاسية التي منيو بها. والواقع ان حالة التنافر التي بدأت تتسع، بين مكونات الثورية هي نتيجة منطقية وطبيعية لعدم وجود أي رابط – من أي نوع – بين هذه المكونات، فالحركات الدارفورية المسلحة والتي فقدت ثقة أهل دارفور وتباعدت المسافات بينها وبينهم، وأصبحت (أداه) في يد كل من يود استخدامها، تستشعر أنها عديمة النفع، وأنها تهدر دماءً في سبيل أهداف تخص الحركة الشعبية قطاع الشمال، والأخيرة تتمتع بدعم مباشر من الحكومة الجنوبية، في حين أن مسرح القتال في دارفور لا يوجد فيه تقدم من قبل الثورية – بمعني أن الحركات الدارفورية المسلحة تحارب في ميدان قتال لا يخدم قضيتها بطريق مباشر أو غير مباشر وتعاني في الوقت نفسه من تهميش – إذا جاز التعبير – من قبل قادة الثورية إذ من المعروف أن قيادة الثورية – بحسب ميثاقها – تجري بصفة دورية بين قادة الحركات التي تتكون منها الثورية ومن الواضح أن حركات دارفور لم تجد حظها في هذه القيادة بل وأن الثابت أن حركة العدل والمساواة كان من المقرر – قبل الهجوم علي أب كرشولة. أن تتولي القيادة، ولكن وقف كل من الحلو وعقار في وجه جبريل إبراهيم، وظل عرمان – كعادته – يلعب دور الوسيط بين الجانبين فقط لإلهاء جبريل إبراهيم وتثبيت جهوده. وتشير مصادر (سودان سفاري) إلى أن عمليات النهب والسلب التي مارستها حركة جبريل إبراهيم، وحالات الاغتيال السياسي التي مارستها ضد المنشقين عنها أجدت شعوراً سالباً لدي بعض قادة الثورية لأنها بمثابة (إنقاص) لوزن الثورية لأن بعض قادتها كانوا يراهنون على إمكانية استعادة المنشقين بدلاً عن تصفيتهم. وعلى أية حال وسواء خفت صوت الجبهة الثورية، أو عاد للعلو فهي من الناحية العملية قد انتهت تماماً، فالخلاف دب وسط قياداتها بعنف ووصل الحال إلى درجة تربص بعض مكوناتها بالبعض الآخر وربما ندم الحلو على ما اقترفته حركة جبريل إبراهيم من جرائم في مناطق جبال النوبة تثير اهتمامه وتستحوذ عليه، وبالمقابل ندم أيضاً جبريل إبراهيم على ما اقترفته الثورية والحلو على وجه الخصوص من جرائم في حق مناطق تري حركة جبريل أنها مهمة بالنسبة لها. وهكذا، هي الثورية، مكونات متنافرة، فقدت الكثير من مقومات الارتباط السياسي، لا تدري إلى أين تمضي، ولا تعرف ما يخبئه القدر لها في الغد القريب!! ونهاية المطاف نجد أن استنكار الحلو لأفعال مسنوبي حركة العدل والمساواة في مناطق جبال النوبة يجعل جسر التواصل بينه وبين الحلو وقيادات الثورية يتعرض لزلزال ربما ينهار ذلك الجسر جراء الخلاف في قيادة الثورية مستقبلاً.