خلال الصراخ السوداني المتواصل بمواقع التواصل الاجتماعي حول الحالة المصرية خلال الأيام الماضية كان جهابزة الديمقراطيين السودانيين يهتفون في كل من يلفت نظرهم الي أن التصفيق للانقلاب الذي حدث في مصر يكشف موقفهم الديمقراطي الكاذب ويسقط حججهم في نداءاتهم الديمقراطية غير الأصلية داخل السودان بأنه يجب أن تصم لان السودان فيه انقلاب باطش وليس في مصر انقلاب. وبينما كان اكبر مزيفي التاريخ وعراب اكبر ديكتاتورية شهدها الوطن العربي أيام عيد الناصر السيد هيكل يسقط في التعميم الذي لا يليق به كباحث عريق ويقول إن انقلاب الجيش المصري علي الديمقراطية إنقاذ للوطن وان الشرطة والجيش تفاجأوا بحشود هائلة جداً فلم يستطيعوا أن يفعلوا حيالها شيء وقاموا بتلبية مطالبها كانت أضعاف هذه الحشود تخرج بعدها مناصرة للرئيس المعزول ولا تلبية لا تهليل. وان كانت تقديرات مظاهرات 30 يونيو لم تتجاوز ثلاثة مليون ومرسي فاز بأغلبية 13 مليون فإن الحشود التي خرجت أمس نترك تقديرها للعبقري هيكل فإن كان هيكل يعرف مرجعية صناديق فليأت بمن ينال أكثر منها ومبروك عليه وان كانت مرجعيته هي الحشود فحشود أنصار مرسي أضعاف الحشود التي برر بها الجيش انقضاضه علي السلطة في مصر وعزله للرئيس مرسي. نعلم إن الحكومة في السودان لازال ينعتها حراس الديمقراطية بأنها حكومة عسكرية وهذا يجعل الصلات اوجب وأسهل مع حكومة عسكرية في مصر جاءت تحت مسمي إنقاذ وثورة 30 يونيو كمان ونعلم كذلك إن مرسي وحكومته قد وقعوا في أخطاء كبيرة لكن كل ذلك لا ينفي إن ما حدث في مصر انقلاب عسكري كامل الدسم وان مرسي وحزبه لازالوا يحظون بتأييد غالبية المصريين. إذن فلا حاجة لنا لان يتعب اليسار العربي ومفكروه وعباقرته أنفسهم حتى يبرروا ما حدث في مصر أو أن ينكروا إن هذا انقلاب لأجل عيون الأقلية المتغطرسة والتي أن فشلت في الصناديق وفي الحشود من ان تضاهي ناخبي وحشود الإسلاميين فإنها ستفشل أيضاً في ميادين المعارك والسيوف من أن تواجه الإسلاميين. و(بكرة نشوف)!! نقلا عن صحيفة الوفاق بتاريخ 7/7/2013