في أجواء الأخبار المقلقة حول مصير تبعية منطقة أبيي والتي فيها إصرار دولة الجنوب على استفتاء دينكا نقوك فقط دون المسيرية في أكتوبر القادم وفيها التهديد بالحرب بلسان إدوارد لينو القيادي بالحركة الشعبية ورئيس اللجنة الإشرافية على منطقة أبيي من جانب دولة الجنوب والتهديد بالحرب حال رفض الخرطوم الاستفتاء في هذه الأجواء يعلن وزير الإعلام د. أحمد بلال عثمان عن قرب عقد قمة تجمع رئيسي دولتي السودان وجنوب السودان يوم الجمعة القادم. ويقول الوزير والناطق الرسمي باسم الحكومة إن الزيارة ستحدث تغييرات كثيرة بشأن الملفات المتبقية. والوزير متفائل بجني ثمار هذه الزيارة ومبعث تفاؤله هو أن قمة الرئيسين جاءت بعد التهديدات في حكومة الجنوب مؤخراً. والسؤال: هل ستكون مسألة استفتاء أبيي في أكتوبر القادم من جانب واحد ضمن «الملفات المتبقية» التي أشار إليها وزير الإعلام؟! بالنسبة للسودان تبقى هي الأهم مثلما أن الأهم في هذه الملفات بالنسبة لدولة جنوب السودان هو مرور النفط عبر الأنبوب السوداني وتصديره عبر الميناء السوداني. ولا يُعقل أن تسعى حكومة جوبا لاحتواء أزمة صادر النفط من خلال زيارة رئيسها وبعض أعضائها إلى الخرطوم ومن خلال حث مجلس الأمن الدولي السودان من خلال بياناته على عدم غلق خطوط الأنابيب، وفي نفس الوقت يقوم إدوارد لينو بالتهديد بالعودة إلى الحرب. إدوارد لينو يقول لوكالة الأناضول: «كل الخيارات مفتوحة بما فيها عودة الحرب إذا رفضت الخرطوم الحلول التي قدمها الاتحاد الإفريقي وبمساندة مجلس الأمن الدولي». انتهى. لكن إذا افترضنا أن الخرطوم رفضت الحلول الإقليمية والدولية.. فهل هذا يعني أن تنفذ دولة الجنوب عقوبة بمفردها ضد السودان؟! أم إنها تتكئ على «الظلم الدولي» الناتج عن الانحياز لها ضد السودان، حتى إن كانت هي الأسوأ في انتهاك حقوق الإنسان بعد حكومة الأسد وحكومة الانقلاب في مصر؟! وربما ما جعل هاتين الحكومتين أسوأ من دولة الحركة الشعبية والجيش الشعبي هو إنها لا تملك القدرات والمهارات العسكرية والمخابراتية مثلهما، فهي إذا جاءت في الترتيب الثالث فهذا لا يعني إنها أرحم منهما وإنما يعني أنها أضعف منهما من ناحية القدرات العسكرية والمهارات المخابراتية. ويبقى الخطر الأكبر أن تملك دولة الجنوب سلاحاً كيماوياً مثل نظام بشار الأسد أو كتيبة من البلطجية مثل السلطة الانقلابية في القاهرة، وذلك لأن إدوارد لينو حتى في أجواء محاولة تلطيف العلاقات بين جوباوالخرطوم يتحدث للإعلام بلغة التهديد ويهدد بالعودة إلى الحرب ضد السودان إذا تمسك الأخير بحقوقه التاريخية والجغرافية والسيادية. إن أبناء دينكا نقوك في أبيي مدينون بالشكر للمسيرية على استضافة الأخيرين لأجدادهم حينما لجأوا إليهم من عمق الجنوب بسبب الحروب القبلية. لكن أن يكون «الملجأ» و«المنزح» جزءًا من دولة الجنوب فهذا غريب، وإن كانوا رحّلاً، فهذا لا يلغي حقهم التاريخي والسؤال أين استضيفوا دينكا نقوك ومن استضافهم في أبيي؟. نقلا عن صحيفة الأنتباهة السودانية 27/8/2013م