ان التعديلات الأخيرة في منصب الوالي بالإضافة الي تسمية ولاية غرب كردفان التي طال انتظار أهلها لها تعتبر من اكبر التغييرات الجيوسياسية التي مرت بالإقليم منذ ما قبل انفصال جنوب السودان أي ما يزيد علي الستة أعوام لذلك أحجم معظم المحللون السياسيون عن الخوض في أمر التعديلات أو التحدث عنها إذ أن حمي الاستقطاب كانت في عزاوارها ووصل الاحتقان مداه منذ الحديث المباشر الذي وجهه الأمير عبد القادر منعم منصور للسيد رئيس الجمهورية ابان انعقاد شوري الولاية برعاية الرئيس قبل ثلاثة سنوات. تقريباً بالأبيض (فندق زنوبيا) حيث قال الأمير للرئيس بالحرف: لقد وجهتنا من قبل للانضمام الي ولاية غرب كردفان فانصعنا ولكنا الآن نقول لكم بالصوت العالي لن نذهب الي الولاية الوليدة مجدداً وقد كان الأمير يتحدث إنابة عن منطقة دار حمر بكافة قبائلها والآن وقد تم الأمر وجئ بالأخ احمد هارون والياً لشمال كردفان بكل تعقيدات وضعها (وتعقيدات وضعه) فقدان أوان الجد في ولاية لا تملك من مقومات الولاية إلا اسمها ومساحتها الشاسعة إذ سعي الوالي السابق الشيخ معتصم ميرغني بكل ما أوتي من قوة ان يقدم لمواطنيه فقط طريقاً ومشفي ولكن المركز الذي أصبح كما وصفه البعض بأم التوأم التي لا ترضع إلا الذي يبكي خذل المعتصم خذلانا بائنا وتنصل من وعوده له مراراً وتكراراً فأنهك الرجل وتناوشته الأمراض وطلب التنحي فمنح له ليرتاح من متاعب السياسة وتجاذباتها. ان التركة التي وجدها مولانا احمد هرون ليست بالكبيرة إذ أن معتصم قد وضع خارطة طريق واضحة المعالم وقاتل إزاءها ردحاً من الزمن وهي بلا إسهاب مياه. المدن.. وعاصمة الولاية ومن ثم طريق أم درمان باراً وكافة مشاكل الولاية بعد حل هذين الأمرين مقدور عليها فالمستشفي المرجعي والمراكز الصحية ليست بالشأن المكلف لولا (مطل المركز) لان كافة الولاة حينما يتحدثون عن أنهم لا يملكون عصا موسي يكونا قد ألقموا الجميع حجراً ولكن هنالك آمرين قد يعيقاً هرون عن استخدام عصا موسي الاول هو لوبي (نافع قال) والذي أوضحه الأخ هرون أتي من ولاية تحتاج الي معول التنمية قبل لأمة الحرب خاصة ان الولاية أصلاً بها (تروما) من أبنائها الذي كانوا في الحركات المسلحة أو حتي منسوبي الحركات المختلفة ممن قد يسهل استقطابهم في ظل حمي رضوخ الدولة لكل من حمل السلاح إذ تستجيب له علي الفور وتحمله فوراً الي الدوحة ومن ثم الي الوزراء لتشبع من (المال السائب). نعم ان عصا لن تنفع هرون كثيراً في ظل انعدام الخدمات من شريط واسع شمال غرب الولاية من (داخل) مطار الخرطوم الجديد بغرب أم درمان حتي شمال غرب بارا المهدد الأمني لا يشكل كبير خطر إذا ترك الأخ هرون (العيش لخبازيه) وسكت عن لغة (أكسح واسمح) فهي لا تليق برجل دولة وما يسمي بالجبهة الشعبية التي أذاقها هرون الأمرين بجنوب كردفان مستعدة للتضحية بألف من جنودها المغرر بهم فقط لإحراج هرون كما فعلت غداة تنصيبه لذلك فعليه ان يستخدم الحرب والمكيدة وليس التصريحات التي تعود علي رجال قواتنا النظامية (بانكشاف مواقعهم). أمر أخير قد يكون ذا أهمية أن شمال كردفان ليدها مخطط ضخم لخارطة استثمارية إذا تم تفعيلها فلسوف تعود للولاية بخير وفير خاصة مجالي المعادن والثروة الحيوانية بالإضافة الي دراسة جاهزة لمد الولاية بمياه النيل عبر قناة يمكن النيل يبدو ان الأمر سيطول كما طال انتظار أخواننا في شرق السودان إذ أن مياه النيل قد كثر الحديث حولها وأصبحت (مدولة) وهذا أمر يسأل عنه أسامة عبد الله مجرد أمان قد تجول بخاطر أياً من أبناء الولاية وحاولت ترجمتها بهذه الكلمات علها تجد إذنا صاغية اون تسمع حياً في ظل وطن تتجاذبه الأيادي حتي بات قوسين من التفرق أيدي سبأ. نقلا عن صحيفة آخر لحظة السودانية 27/8/2013م