عادت أجواء التوتر مجدداً بين الخرطوموواشنطن بعد أن دشن المبعوث الأميركي الجديد للسودان وجنوب السودان دونالد بوث لقاءاته في أول زيارة له إلى الخرطوم بلقاء مسؤول ملف أبيي عن الجانب الحكومي الخير الفهيم، وإبدائه قلقه على ما يحدث بالمنطقة، مما أثار استياء الحكومة من "تدخل المبعوث الأميركي في قضايا لا تتعلق بمهمته". حساسية الخرطوم تجاه قضية أبيي ارتفعت بعد حديث المبعوث الأميركي في ملف شهد توترا مؤخرا عقب حديث جوبا عن إجراء استفتاء على تبعية المنطقة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وترى الخرطوم أن المبعوث الأميركي يسعى لإفساد العلاقة بين الخرطوموجوبا بإثارة قضية أبيي. فقد قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي في تصريح سابق إنه لا علاقة لواشنطن بأي وساطة في قضية أبيي، وإن القضية لم ولن تخلق أزمة بين الخرطوموجوبا كما يتحدث الأميركيون. لكن المبعوث الأميركي بوث برر قلقه بشأن أبيي بأهمية المنطقة وتوسطها الخرطوموجوبا، كما أنها تشكل أحد أهم القضايا العالقة بين الخرطوموجوبا. رفض الأجنبي وبحسب الناطق باسم سفارة جوبا في الخرطوم قبريال دينق، فإنه لا توسط أجنبيا في قضية أبيي، وقال قبريال للجزيرة نت إن "رئيسي البلدين اتفقا بشكل قاطع، خلال زيارة سلفاكير ميارديت إلى الخرطوم الأيام الماضية، على عدم الاحتكام إلى أجنبي أو السماح له بالتدخل". وأضاف "نحن السودانيين التقينا وتفاهمنا واتفقنا والتزمنا". وأكد قبريال أن "حديث المبعوث الأميركي وما أثاره حول أبيي لن يؤثر على علاقة الخرطوموجوبا، وحل قضية المنطقة سيكون سودانيا خالصا". وفي المقابل، انتقد الناطق باسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم ياسر يوسف حديث المبعوث الأميركي عن أبيي، وطالبه بعدم التدخل في الشأن السوداني الداخلي خاصة قضية أبيي، وقال في تصريح صحفي اليوم "لا نسمح بالتدخل في الشأن الداخلي"، وأكد "وجود قنوات مفتوحة بين السودانيين يمكن من خلالها بحث الأمر". الدومة: الخرطوم على قناعة بأن واشنطن منحازة لجوبا (الجزيرة) واشنطن منحازة ويذهب البروفيسور صلاح الدومة المحلل السياسي والأكاديمي إلى أن مبعث قلق السودان ورفضه التدخل الأميركي في قضية أبيي هو قناعة الخرطوم بأن واشنطن منحازة لجنوب السودان، وأنها تدس السم في الدسم. ويقول الدومة للجزيرة نت إن "السودان يعتقد جازماً أن المقترحات الأميركية والغربية بشأن المنطقة تهدف لإلحاق أبيي بدولة جنوب السودان". ويؤكد الدومة أن الحل الوحيد أمام الخرطوموجوبا هو تقسيم المنطقة طبقاً للمقترح الأفريقي وليس الأميركي، مشددا على أن حديث المبعوث الأميركي لن يؤثر على العلاقة بين السودانيين، لأنه تدخل سبق أن رفضته الخرطوم. من جانبها ترفض قبائل المسيرية العربية إجراء الاستفتاء على المنطقة، وترى أن تفويضها حكومة السودان هو تفويض سياسي لا يخولها التصرف في الأرض. ويقول شيخ القبيلة مختار بابو نمر للجزيرة نت إن المسيرية "باقون في أبيي إما على سطح أرضها وإما تحتها"، وتتمسك بحل القضية بين الدولتين على نحو توافقي.