صباح أمس وجد مواطنو أبو زبد بولاية شمال كردفان أنفسهم في خضم المواجهات المسلحة بين الحكومة وقوات الجبهة الثورية المسلحة المعارضة بعد هجوم قوات الثانية عليها أمس. طبقاً للبيان الذي أصدره الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد فإن الجيش تصدي لمحاولة هجوم علي مدينة ابوزبد بولاية غرب كردفان قادتها فضيل محمد رحومة بالهجوم عن طريق الطرف الجنوبي للمدينة. وتقع ابوز زبد علي بعد 150 كلم جنوب غرب مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان علي خط السكة الحديدية الرئيس وتبعد المدينة حوالي 60 كلم عن مدينة الدلنج في جنوب كردفان وتقع علي خط السكة الحديد وتوجد فيها محطة قطار مهمة وتصنف المدينة باعتبارها من اكبر مدن الجنوب الغربي لكردفان. هجوم صباحي نقلت فرانس برس عن احد مواطني المدينة قوله أنهم استيقظوا في الساعة السادسة من صباح أمس علي أصوات انفجارات متواصلة وإطلاق للنار مشيراً الي دخول المسلحين الذين هاجموا المدينة وشوهدوا في شوارعها علي متن سيارات دفع رباعي من ماركة اللاندكروزر وانهم قاموا بالاحتماء بمنازلهم. حصيلة المعركة المواجهات التي دارت داخل المدينة بين القوات المسلحة والمهاجمين استنادا لما ذكره بيان الناطق الرسمي للقوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد نجحت فيه الأولي في صد ذلك الهجوم وتكبيد القوات المهاجمة خسائر كبيرة في القتلي علي رأسهم قائد القوة المهاجمة فضيل محمد رحومة بجانب تدمير 18 عربة مسلحة والاستيلاء علي مجموعة من الأسلحة المختلفة مما اجبر لقوات المهاجمة علي الهروب في اتجاهات مختلفة فيما تقوم القوات المسلحة بمطاردتهم. رسائل متعددة وجهت القوات المسلحة عدة رسائل في بيانها أولها تأكيد سيطرتها الكاملة علي مدينة (أبو زبد) ومواصلتها في عملها الخاص بتامين المدينة وثانيها إعلان جاهزيتها للتصدي لكل من يسعي للعبث بمقدرات الشعب؛ أما الثالثة فهي إعلانها مواصلة عملياتها الصيفية المخططة ل" حسم التمرد ودك حصونه في كل أرجاء البلاد ليعود الأمن والاستقرار لمواطنينا الشرفاء". دوافع الهجوم استنادا الي ما جاء في بيان القوات المسلحة فإن الهدف الأساسي من هذه العملية التي وصفتها ب" الانتحارية " كان الحصول علي الوقود والمواد الغذائية من السوق الشعبي الواقع جنوبالمدينة. واعتبر الصوارمي في بيانه ان " استهداف المواطنين الأبرياء العزل وممتلكاتهم عمل يتنافي مع المثل والأعراف السودانية الحميدة ومع ما يدعونه من المطالبة بتحقيق العدالة للمواطنين". الحركة تعترف من جهتها أقرت حركة العدل والمساواة بمقتل رحومة في الاشتباكات بمدينة أبو زبد وقال رئيس الحركة جبريل إبراهيم في بيان نشرته علي موقعها الالكتروني ان النائب الثاني للقائد العام لقواتها الجنرال رحومة قتل صباح الأحد في المعركة. وطبقاً لمعلومات تحصلت (السوداني) عليها فإن رحومة الذي يشغل موقع النائب الثاني للقائد العام لقوات العدل والمساواة هو احد أبناء المسيرية الذين انضموا قبل عدة سنوات لحركة العدل والمساواة في احد مواقعها باقصي شمال دارفور قادماً إليها راجلاً من جنوب كردفان وهي من بين الوقائع التي رفعت أسهمه وسط قيادات ومنسوبي الحركة ويقال انه كلف بمهام عمل الحركة بقطاع كردفان عقب انضمام المشرف السابق عليه داخل الحركة القائد محمد بحر الدين لاتفاق سلام دارفور. تداعيات العملية أشار بعض المتابعين الي وجود تداعيات عسكرية كبري لمعركة أبو زبد التي دارت رحاها أمس ربما تؤثر في نشاط حركة العدل والمساواة وعملياتها المستقبلية بمناطق شمال كردفان نتيجة لاحتمال تأثرها بالخسائر الكبيرة التي تعرضت لها قواتها أمس وتزامنت تلك الخسائر مع الترتيبات والاستعدادات الحكومية لشن هجوم صيفي كبير علي الحركات المسلحة المعارضة وإغلاق خطوط الإمداد الخلفية عقب تحسن العلاقات بين دولتي السودان. توقعات سابقة وكان وزير الدفاع الوطني الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين قد توقع في بيانه الذي ألقاه أمام المجلس الوطني الأسبوع الماضي استهداف مدن كبيرة من قبل الحركات المسلحة المعارضة وتهديد محطات صغيرة للقوات المسلحة بجبل مرة وقوات اليوناميد ومواقع استكشاف النفط وأضاف يومها أنهم يتوقعون قيام قوات الجبهة الثورية وعناصر قوات قطاع الشمال بجانب استهدافهم للمدن بتنفيذ عمليات اغتيالات واختطاف للشخصيات السياسية والدستورية. وأعلن حسين إكمال إعداد القوات المسلحة عدتها وتجهيزاتها وفرغت من وضع خططها استعداداً لعمليات الصيف الحاسمة التي تهدف لتدمير قوات الحركات المسلحة وبداية التحركات الميكانيكية بمختلف المحاور وقال:" بدأنا العملية الميكانيكية لعمليات الصيف". وكشف ان حجم قوات الجبهة الثورية بجنوب كردفان يقدر قوامه بحوالي ألف متمرد يمتلكون أكثر من 130 عربة فيما بلغت تقديرات الفرقة التاسعة للجيش الشعبي التابعة لقطاع الشمال بولاية جنوب كردفان 18 كتيبة يقدر عدد منسوبيها بحوالي 8 آلاف متمرد فيما تقدر بقايا قوة المتمردين بولاية النيل الأزرق بحوالي خمس كتائب. نقلا عن صحيفة السوداني18/11/2013