من أين أتي هؤلاء بتلك السيارات، وكل تلك الأسلحة التي يوجهونها إلي صدور المواطنين الآمنين في دارفور وجنوب كردفان، ولماذا يستهدفون المواطنين بالذات؟ ولماذا يدمرون البنيات التحتية للقرى والمدن؟ تلك البنيات التي لم تكن موجودة في الماضي والتي أقامتها الدولة خدمة المواطنين هؤلاء الخوارج يستهدفون البني التحتية ومرافق الخدمات حتي لا يحدث استقرار ولا يستمتع المواطن في تلك المدن التي كانت مهمشة طوال القرون الماضية وإذا كان المتمرد عبد الواحد الذي يتمتع بخدمات المياه والكهرباء والأمن في إسرائيل، وفي فرنسا تحت عنوان النضال لصالح شعب دارفور، فلماذا يحرمهم من المياه والكهرباء والأمان.. لماذا يحرق قراهم ويدمر مدارسهم وينهب ممتلكاتهم. هؤلاء الذين يقومون بتلك الأعمال الهمجية ضد أهلهم ومواطنيهم إنما ينفذون أجندة إسرائيلية صهيونية بخلق أجواء من عدم الاستقرار لتلك الحكومات والجماهير في المنطقة لوقف عجلة التنمية والتطور.. ولوقف مشروعات المياه والطرق... تلك الخدمات التي تعللوا بها عندما بدءوا الحرب والتمرد بعد أن رأي المتآمرون من المستعمرين جدية الحكومة في تغيير أحوال المواطنين في كافة أنحاء السودان.. عندما بدأت الحكومة في إشاعة التعليم.. الذي هو الطريق الأوحد لتحقيق الطفرة.. وعندما رأي المستعمر كيلومترات الطرق علي الصحاري تتمدد شمالاً وغرباً وعندما رأي مشروعات التنمية تقوم والمطارات تنشأ بواسطة الأيدي السودانية الطرق تبني بواسطة الشركات السودانية.. الاتصالات تربط المواطن طولاً وعرضاً.. الكهرباء تعم الوطن القارة. لماذا يرفض هؤلاء مجرد التفاوض لسماع أسباب تمردهم؟ لأنه ليست هنالك أسباب ومبررات كافية لحمل السلاح ضد المواطنين وضد الحكومات الولائية وتدمير المدارس والمنشآت الخدمية سوي تحقيق أجندة المستعمرين ومخططاتهم الإستراتيجية وأهداف إسرائيل وأطماعها في تفتيت السودان وضمان مياه النيل وموارد البلاد الأخرى من معادن وبترول وثروات حيوانية وأمن غذائي مستديم.. أنهم أبناء عاقون لبلادهم ولأهلهم، ولا ولاء لهم لوطنهم ولا انتماء.. فقيادات الحركات تقيم في لندن وباريس وتل أبيب والقاهرة وهم معروفون وما يقومون به معلوم للكافة.. ولم يلجاؤا إلي أعداء السودان إلا لتحقيق مصالحهم الشخصية وتنفيذ رغبات وتطلعات الدول المستعمرة والشعب السوداني يعرف ذلك تماماً، وهذا هو السبب في رفض حجمهم ومنطقهم الأعرج الذي لن يقودهم إلا إلي طريق الهلاك واحداً بعد الآخر. نقلا عن صحيفة اليوم التالي 26/11/2013م