انعقدت النية عندي أن أصوم عن الكتابة وأترك صفحات الجرائد ليعبر المرشحين عن برامجهم في كل المساحات المتاحة، وأن تتوفر لدي الصحيفة التي أتعادون معها مساحات الإعلان عن الانتخابات، لأن الناخبين تحدوهم الرغبة الأكيدة في التعرف على المرشحين وعلي برامجهم، ولكن عندما بلغ السيل الزبا، وجعلت أحزاب المعارضة من مفوضية الانتخابات هدفاً لرمي السهام والنبال، رأيت أن أتصدي ولو من باب ابداء الرغبة في الإعلان عن موقف منحاز للجنة الانتخابات، هذه اللجنة أن وصفتها الأخت الفاضلة رحاب بمفوضية (البابا)، وظل الأستاذ العجوز المتصابي فاروق أبو عيسي يكيل لها السباب – كما كان يفعل مع نقابة المحامين ضد الأستاذ فتحي خليل، إلى أن أنكشف وأسقط وخرج من اتحاد المحامين، وعاد لحظيرة التجمع ليجد لنفسه موقعاً سياسياً في المجلس الوطني، كل لقاء صحفي أو إعلامي يطالب فاروق أبو عيسي بحل لجنة الانتخابات، ويظن الرجل أن حل لجنة الانتخابات يلغي الانتخابات، ويريحه من عرض نفسه ولو لمرة واحدة في حياته لناخبين، فهو دائماً عضو معين في اتحاد المحامين العرب، أو المجلس الوطني، أو أحزاب جوبا، أو سكرتارية أحزاب المعارضة لم يسم لنفسه دائرة جغرافية ولا خريجين ولا نسبة، ولا حتى الترشح في دوائر أخرى، فهو العضو المعين دائماً، ولا أدري كيف أبحر حزب السيد الإمام إمام الأنصار، أنصار الإمام المهدي، أنصار الدين، أن يصب جام غضبه على المفوضية، وهو الرجل العالم الورع الذي يستطيع أن يقدم نفسه ايجابياً وبعيداً عن المهاترة التي للأسف بدأبها برنامجه، في محاولات الرد على برنامج مرشح المؤتمر الوطني، وظن أن البرنامج السلبي يحل محل البرنامج العلمي، وهو سيد العارفين.. أن البرنامج الانتخابي الناجح هو برنامج للبناء وليس برنامج رد فعل لما يقال، وقد كان موقف السيد الإمام متوازناً في بداية التبشير بالانتخابات، ولكن الظاهر أن أمور شتي قد جعلت برنامج الرجل لا يشبهه.. فقط نرجوه الا يجاري الناشئين والأحزاب التي ليس لها ناقة ولا جمل في الانتخابات، أو التي ترغب في استمرار الأحوال في السودان، لأنه ليس في الإمكان أحسن مما كان، يحكمون بموجب الاتفاقية فلا صخب أو انتخابات، وما أظنني بحاجة لأن أذكر أن الأحزاب التي لا أمل لها في الحصول على موقع واحد، ولها أن تنسحب وتحرض الآخرين على الانسحاب من الانتخابات، معتمدين على أسباب انصرافية، مثل صرف المفوضية وانعدام حرية التعبير مع العلم أن الفضائية الأكثر نشاطاً أتاحت الفرصة لكل المرشحين للرئاسة لمخاطبة الناخبين .. كما يتهم الإمام لماذا تركوا الحكم للناخبين؟ وهل يريدون أن يقنعوا الناخبين أن هروبهم من الانتخابات بسبب فشل المفوضية ام أن الهروب يرجع الى عدم الجدية وعدم الاستعداد أو انفضاض الجماهير من حولهم، وأطال الله عمر الأخ محمد إبراهيم نقد.. وفي هذا لابد أن أشير إلى أن المؤتمر الشعبي الذي أصر على الانتخابات على أساس أن فيها حرية تمكنهم من الحراك السياسي يحسب له هذا الموقف، مع العلم بأنه يعاني من كلما تعاني منه الأحزاب الأخرة . وفي الختام لابد أن نشيد بلجنة الانتخابات والحكيم أبل الصابر على سوء الأدب من بعض السياسيين، الذين يوجهون سهامهم للمفوضية وللدكتور جلال والبروفيسور عبد الله أحمد عبدالله وكل أعضاء المفوضية، والأخ العالم كوالدا مايير وعلى الأحزاب الفاشلة أن تندب حظها وحدها. نقلاً عن صحيفة آخر لحظة 24/3/2010م