ظلت اتهامات التزوير تلاحق المؤتمر الوطني بعيد الانتخابات الماضية رغم نفيه المتواصل وتأكيد قيادته ان المواطنين هم من منحوا الحزب التفويض والشرعية عبر صناديق الاقتراع في عملية انتخابية اتسمت بالشفافية بشهادة المنظمات الدولية حسبما يشيرون،دفوعات الحزب الحاكم واتهامات معارضيه كانت علي المحك خلال الانتخابات التكميلية التي شهدتها الدائرة القومية الغربية «2» بمحلية كسلا التي جرت خلال الأول من أمس ، و حقق خلالها مرشح المؤتمر الوطني أبكر موسي فوزا أثار تشكيكا كبيرا من قبل أنصار منافسه عيسى المصباح مرشح الحزب ال?تحادي الديمقراطي الذين أكدوا ان تزويرا غير مسبوق من قبل الحزب الحاكم شاب العملية الانتخابية واسهم في فوز مرشحه بمقعد المجلس الوطني الذي خلا عقب وفاة صلاح سليمان . ويؤكد المرشح عيسى المصباح ان العملية الانتخابية خلت من الممارسة الديمقراطية الراشدة وشابتها الكثير من السلبيات ،ويقول في تصريح ل«الصحافة» ان الحزب الحاكم اتبع ذات الأساليب التي مارسها في الانتخابات الماضية ،معتبرا نفسه الفائز الحقيقي وذلك لأنه اكتسح منافسه في 60% من المراكز البالغة 47 ،مضيفا:المؤتمر الوطني رغم استعانته بامكانيات الدولة ومشاركة وزراء من حكومة الولاية في حملة مرشحه مارس تزويرا واضحا في العملية الانتخابية التي كنت أود الانسحاب منها في الساعات الأولي من يوم الاقتراع وذلك لأننا اكتشفنا تصويت ل?00 ناخب بعد بداية الاقتراع بربع ساعة وهو أمر غير منطقي ولايستوعبه العقل ،وهناك الكثير من التجاوزات التي قام بها الحزب الحاكم الذي لم يكن واثقا من الفوز لذلك فضل اتباع اقصر الطرق لضمان فوز مرشحه ،ويشير عيسى الي ان ابرز الممارسات السالبة تجلت في سلوك اللجان الشعبية التي تم حلها قبل شهر بقرار من معتمد المحلية ورغم ذلك مارس أعضاؤها مهامهم في الانتخابات عبر منح شهادات السكن لأنصار المؤتمر الوطني من المواطنين ورفض اعطائها لأنصاري ،ويقول :عندما يأتي من يثقون انه سيدلي بصوته لمرشح المؤتمر الوطني يستخرجون له شهادة ?لسكن ،ولكن حينما يحضر أنصاري من المواطنين يرفضون استخراج الشهادة بحجة أنهم لايملكون صلاحية استخراج شهادات السكن بدعوى ان المعتمد قام بحلهم، وهو في تقديري تصرف يخصم كثيرا من مكانة اللجان الشعبية ويشكك في أدوارها تجاه المواطن ،ويشير عيسى الي ان هناك ناخبين مناصرين لمرشح المؤتمر الوطني حضروا الي المراكز وهم يحملون بطاقات الاقتراع المعتمدة من المفوضية ،وهو الأمر الذي وصفه بالغريب والمخالف لكل القوانين ،مضيفا:بطاقة الاقتراع تمنح داخل مراكز الانتخابات فكيف حصل عليها أنصار المؤتمر الوطني ؟وزاد: في احد المراكز ?ان عدد المقترعين بعد قفل باب الترشيح في السادسة مساء 225، وعند بدأت عمليات الفرز ارتفع عدد البطاقات الي 325 ،وقال عيسى ان التجاوزات التي حدثت في العملية الانتخابية لأحصر لها وانهم يملكون المستندات التي تؤكد هذه الحقيقة، وقال متحسرا:للأسف الشديد دخلنا الانتخابات وكنا نعتقد ونظن ان الحزب الحاكم ونسبة للظروف التي تمر بها البلاد والمراجعات التي أكد انه يقوم بها والاصلاحات التي بشر بها خلال ما يسمي بالجمهورية الثانية ، كنا نظن بان الانتخابات التي خضناها ضد مرشحه ربما تأتي مخالفة لسابقتها التي جرت في 2010 ،وتوقع?ا ان تكون الممارسة راشدة وشفافة ولكن خابت توقعاتنا وتأكد لنا ان المؤتمر الوطني لن يستطيع ترك ممارساته السالبة في ادارة البلاد ،وفي تقديري ان ادعاءاته بحرصه علي مشاركة الجميع معه في السلطة قد كذبتها الممارسات المؤسفة التي صاحبت الانتخابات التي كنا علي ثقة من الفوز فيها ولكن في النهاية قال التزوير كلمته ومنح مرشح الحزب الحاكم حقا ليس حقه. ولكن نائب رئيس اللجنة الاعلامية لمرشح الحزب الحاكم القيادي الشاب محمد حسن شرفي أكد في اتصال هاتفي مع الصحافة أحقية مرشح المؤتمر الوطني بالفوز، مشيرا الي عدم تلقي المفوضية شكاوى من المرشح الثاني أثناء سير العملية الانتخابية وقال:طفنا علي كل المراكز ولم تكن هناك حالات تزوير بل ان أي اشكالية كانت تجد الحل الفوري من المفوضية ،ومايؤكد عدم وجود تزوير هو وجود وكلاء لمرشح الاتحادي في كل المراكز، وهم الذين وقعوا في كل مركز علي النتيجة النهائية ،وفي تقديري ان الفارق الكبير في الأصوات بين المرشحين يوضح أحقية فوز مرشح?المؤتمر الوطني وعدم وجود تزوير. وكان مراقبون توقعوا ان تأتي العملية الانتخابية التي جرت بدائرة كسلاالغربية نزيهة وراشدة وذلك حتي يؤكد المؤتمر الوطني انه مقبل علي عهد جديد خال من سلبيات واتهامات المرحلة الماضية التي لازمته كثيرا واعترف ببعضها أخيرا ،ويؤكدون ان الانتخابات التي شهدتها كسلا كانت فرصة مثالية لتقديم الحزب الحاكم نفسه بوجه جديد وثوب مختلف،ولكن هناك من يري ان فوز مرشح المؤتمر الوطني طبيعي وذلك لأن الحزب يمتلك امكانيات ضخمة تتيح له الفوز، ويقول المحلل السياسي سيف الدين ادم هارون ل«الصحافة» ان عزوف 36 ألف ناخب من جملة 47 ألفا?من الذين كان عليهم الادلاء بأصواتهم في انتخابات الدائرة يحمل الكثير من الدلالات التي تؤكد ان المواطن لم يعد حريصا علي ممارسة حقه في اختيار ممثله وذلك للاتهامات التي وجهت للمؤتمر الوطني من قبل عدد كبير من مرشحي الأحزاب الاخري والمدعومة بالشكاوى للمفوضية في اشارة واضحة لعمليات تزوير ظلت تصاحب الانتخابات ،عطفا علي قناعة البعض ان هذه ليست ديمقراطية حقيقية بدليل مقاطعة أحزاب كبيرة لانتخابات الدائرة ،ويضيف:ويعتقد الكثيرون ان انتخابات الدائرة مضيعة للوقت وذلك لان نتيجتها محسومة ،وللأسف الانتخابات في عهد الانقاذ?وخاصة الأخيرة أفرزت ظواهر سالبة أبرزها استجداء صوت الناخب عبر اثارة النعرة القبلية وهذا يوضح عدم احترام عقلية الناخب.