أكوبام كسلا يعيد قيد لاعبه السابق عبدالسلام    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يستقبل رئيس وزراء السودان في الرياض    طلب للحزب الشيوعي على طاولة رئيس اللجنة الأمنية بأمدرمان    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تنفجر غضباً من تحسس النساء لرأسها أثناء إحيائها حفل غنائي: (دي باروكة دا ما شعري)    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    البرهان: لن نضع السلاح حتى نفك حصار الفاشر وزالنجي وبابنوسة    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    يوفنتوس يجبر دورتموند على التعادل    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عام التحولات المصيرية في الشرق الأوسط
نشر في سودان سفاري يوم 31 - 12 - 2013

كان العام الذي ينصرم أمامنا عصيباً على منطقتنا بكل المعايير . فقد انزلقت مصر، أم العرب، إلى أتون حرب إرهابية، لم تعرفها في تاريخها، تُشن على جيشها الوطني الذي حمى ورعى ثورتي يناير 2011 ويونيو 2013 . وفي لبنان لم يعد السؤال "هل تصل نار الحرب السورية إليه" مطروحاً، إذ إنه أضحى ساحةً من ساحاتها من خلال التفجيرات الإرهابية وعمليات الاغتيال، والأخطر ظاهرة العمليات الانتحارية التي تهدد بعرقنته . ففي العراق باتت مثل هذه التفجيرات والعمليات جزءاً من الحياة اليومية البائسة فيه . وليبيا بدورها تتجه حثيثاً صوب التشرذم على خلفية إرهاب ميليشيوي يتخذ، هو الآخر، من الجيش حديث الولادة هدفاً يرمي إلى القضاء على مشروع بناء الدولة الواحدة . ودخلت تركيا الأردوغانية في أزمة سياسية، ذات أبعاد داخلية وخارجية، قد تطيح النموذج نفسه الذي يفاخر به حزب العدالة والتنمية . أما سوريا فقد شهدت تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، وصل إلى حد استخدام النظام للأسلحة الكيماوية ضد شعبه في حين برهنت بعض فصائل المعارضة التكفيرية عن همجية ووحشية نادرتين . ولكن رغم هذا المشهد القاتم ثمة إشارات ظهرت في هذا العام تشي برغبة دولية وإقليمية في التحرك صوب تسويات قد يشهدها العام المقبل، ذلك أن الأوضاع بلغت من الخطورة على الأمن والسلم الدوليين حداً أقنع الدول الكبرى بضرورة البحث عن مثل هذه التسويات، في ظل استحقاقات خطرة ستشهدها المنطقة .
من هذه الاستحقاقات الاستفتاء على الدستور المصري تمهيداً للانتخابات الرئاسية . فإذا تجاوزت مصر هذين الاستحقاقين، بأثمان يمكن تحملها، تكون قد نجحت في فرض خريطة الطريق والعودة التدريجية إلى مركزها المؤثر ودورها العربي القيادي . وإلا فإن المجهول ما ينتظرها مع تداعياته على المنطقة نظراً لأهمية مصر الجيوبوليتيكية والاستراتيجية .
لبنان الذي أمضى العام 2013 تقريباً من دون حكومة، والذي يعيش انقساماً داخلياً هو الأخطر منذ نهاية الحرب الأهلية في العام ،1990 ينتظر استحقاق الانتخابات الرئاسية الذي ينتهي في مايو/أيار المقبل وبعده الانتخابات النيابية . وعليه بالضرورة تشكيل حكومة في الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة، وإلا فالفراغ الدستوري الذي يدخل معه البلد في مجهول تداعيات الأزمة السورية، وهو مجهول ينسحب على الأمن والمالية العامة والاقتصاد، بل على وجود البلد ووحدته . ولا ننسى المحكمة الدولية التي ستبدأ جلساتها العلنية في الشهر المقبل والتي سيكون لها أصداء عنيفة في الداخل اللبناني المنقسم حولها .
في الشهر المقبل هناك استحقاق مصيري متعلق ليس بالأزمة السورية فقط، ولكن بكل الأزمات المرتبطة بها وهو مؤتمر "جنيف-2" الذي إذا انعقد في موعده سيكون مؤشراً إيجابياً وخطوة على طريق الحلحلة رغم استحالة توصله إلى حل نهائي للأزمة . فإذا تأجل، فهذا مؤشر خطر إلى ابتعاد أفق الحل وإلى استمرار الصراع العسكري بأبشع مظاهره، مع استفحال أزمة اللاجئين السوريين وتأثيرها في دول الجوار . وفي الربيع المقبل يأتي الاستحقاق الرئاسي، فإذا أصرّ الرئيس الأسد على الترشح، مدعوماً من روسيا وإيران، مع العلم باستحالة إجراء الانتخابات خارج بعض الأحياء الدمشقية، فهذا دليل على أن النفق السوري سيكون طويلاً . وربما يتوصل الأمريكيون والروس، في اللحظة الأخيرة، إلى صيغة حل لهذا الاستحقاق فيضغطون على حلفائهم للقبول بها، ما قد يشكل منعطفاً إيجابياً يقود إلى مخرج من هذا النفق . ربما تكون هذه الصيغة تطبيق اتفاق "جنيف-1" القاضي بتشكيل حكومة انتقالية مع صلاحيات كاملة ولفترة محدودة وتأجيل الانتخابات الرئاسية ريثما تسمح الظروف الأمنية .
في العراق أيضاً هناك انتخابات يتوقف عليها مصير رئيس الوزراء نوري المالكي الذي إذا أصرّ على البقاء في رئاسة الحكومة، فإن الوضع الأمني القائم سوف يستمر مع أزمة سياسية لا حلّ لها، وإذا نجح العراقيون في تشكيل حكومة جديدة من دونه، فقد تنفتح أبواب الأمل بحلول تدريجية للأزمة العراقية المفتوحة منذ الغزو الأمريكي له .
أما الاتفاق حول الملف النووي الإيراني، فإنه يخضع لامتحان في الأشهر القليلة المقبلة، فإما أن يتحول إلى اتفاق نهائي، وإما أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء . الحالة الأولى تساعد على حلحلة أزمات العراق وسوريا ولبنان مع العلاقة الإيرانية السعودية، في حين أن الحالة الثانية تسهم في دفع المنطقة إلى المزيد من التأزم وربما الانفجار الكامل .
وينبغي ألا ننسى المفاوضات "الإسرائيلية" الفلسطينية التي هناك من يبشر بأنها سوف تنتهي ب"شيء ما"
هو اتفاق- إطار أي نوع من "أوسلو-2" يمنع أو يؤجل انفجار انتفاضة ثالثة ويمنح "إسرائيل" المزيد من الوقت لقضم ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإما يكون سبباً في انفجار الوضع الفلسطيني . إنه استحقاق مهم هو الآخر تقبل عليه المنطقة في الربع الأول من العام 2014 .
أقل ما يقال في العام الجديد، لاسيما في نصفه الأول، إنه سيدفع المنطقة العربية في أحد الاتجاهين: الانفراج أو الانفجار .
المصدر: الخليج 31/12/2013م
عام التحولات المصيرية في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 31/12/2013
كان العام الذي ينصرم أمامنا عصيباً على منطقتنا بكل المعايير . فقد انزلقت مصر، أم العرب، إلى أتون حرب إرهابية، لم تعرفها في تاريخها، تُشن على جيشها الوطني الذي حمى ورعى ثورتي يناير 2011 ويونيو 2013 . وفي لبنان لم يعد السؤال "هل تصل نار الحرب السورية إليه" مطروحاً، إذ إنه أضحى ساحةً من ساحاتها من خلال التفجيرات الإرهابية وعمليات الاغتيال، والأخطر ظاهرة العمليات الانتحارية التي تهدد بعرقنته . ففي العراق باتت مثل هذه التفجيرات والعمليات جزءاً من الحياة اليومية البائسة فيه . وليبيا بدورها تتجه حثيثاً صوب التشرذم على خلفية إرهاب ميليشيوي يتخذ، هو الآخر، من الجيش حديث الولادة هدفاً يرمي إلى القضاء على مشروع بناء الدولة الواحدة . ودخلت تركيا الأردوغانية في أزمة سياسية، ذات أبعاد داخلية وخارجية، قد تطيح النموذج نفسه الذي يفاخر به حزب العدالة والتنمية . أما سوريا فقد شهدت تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، وصل إلى حد استخدام النظام للأسلحة الكيماوية ضد شعبه في حين برهنت بعض فصائل المعارضة التكفيرية عن همجية ووحشية نادرتين . ولكن رغم هذا المشهد القاتم ثمة إشارات ظهرت في هذا العام تشي برغبة دولية وإقليمية في التحرك صوب تسويات قد يشهدها العام المقبل، ذلك أن الأوضاع بلغت من الخطورة على الأمن والسلم الدوليين حداً أقنع الدول الكبرى بضرورة البحث عن مثل هذه التسويات، في ظل استحقاقات خطرة ستشهدها المنطقة .
من هذه الاستحقاقات الاستفتاء على الدستور المصري تمهيداً للانتخابات الرئاسية . فإذا تجاوزت مصر هذين الاستحقاقين، بأثمان يمكن تحملها، تكون قد نجحت في فرض خريطة الطريق والعودة التدريجية إلى مركزها المؤثر ودورها العربي القيادي . وإلا فإن المجهول ما ينتظرها مع تداعياته على المنطقة نظراً لأهمية مصر الجيوبوليتيكية والاستراتيجية .
لبنان الذي أمضى العام 2013 تقريباً من دون حكومة، والذي يعيش انقساماً داخلياً هو الأخطر منذ نهاية الحرب الأهلية في العام ،1990 ينتظر استحقاق الانتخابات الرئاسية الذي ينتهي في مايو/أيار المقبل وبعده الانتخابات النيابية . وعليه بالضرورة تشكيل حكومة في الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة، وإلا فالفراغ الدستوري الذي يدخل معه البلد في مجهول تداعيات الأزمة السورية، وهو مجهول ينسحب على الأمن والمالية العامة والاقتصاد، بل على وجود البلد ووحدته . ولا ننسى المحكمة الدولية التي ستبدأ جلساتها العلنية في الشهر المقبل والتي سيكون لها أصداء عنيفة في الداخل اللبناني المنقسم حولها .
في الشهر المقبل هناك استحقاق مصيري متعلق ليس بالأزمة السورية فقط، ولكن بكل الأزمات المرتبطة بها وهو مؤتمر "جنيف-2" الذي إذا انعقد في موعده سيكون مؤشراً إيجابياً وخطوة على طريق الحلحلة رغم استحالة توصله إلى حل نهائي للأزمة . فإذا تأجل، فهذا مؤشر خطر إلى ابتعاد أفق الحل وإلى استمرار الصراع العسكري بأبشع مظاهره، مع استفحال أزمة اللاجئين السوريين وتأثيرها في دول الجوار . وفي الربيع المقبل يأتي الاستحقاق الرئاسي، فإذا أصرّ الرئيس الأسد على الترشح، مدعوماً من روسيا وإيران، مع العلم باستحالة إجراء الانتخابات خارج بعض الأحياء الدمشقية، فهذا دليل على أن النفق السوري سيكون طويلاً . وربما يتوصل الأمريكيون والروس، في اللحظة الأخيرة، إلى صيغة حل لهذا الاستحقاق فيضغطون على حلفائهم للقبول بها، ما قد يشكل منعطفاً إيجابياً يقود إلى مخرج من هذا النفق . ربما تكون هذه الصيغة تطبيق اتفاق "جنيف-1" القاضي بتشكيل حكومة انتقالية مع صلاحيات كاملة ولفترة محدودة وتأجيل الانتخابات الرئاسية ريثما تسمح الظروف الأمنية .
في العراق أيضاً هناك انتخابات يتوقف عليها مصير رئيس الوزراء نوري المالكي الذي إذا أصرّ على البقاء في رئاسة الحكومة، فإن الوضع الأمني القائم سوف يستمر مع أزمة سياسية لا حلّ لها، وإذا نجح العراقيون في تشكيل حكومة جديدة من دونه، فقد تنفتح أبواب الأمل بحلول تدريجية للأزمة العراقية المفتوحة منذ الغزو الأمريكي له .
أما الاتفاق حول الملف النووي الإيراني، فإنه يخضع لامتحان في الأشهر القليلة المقبلة، فإما أن يتحول إلى اتفاق نهائي، وإما أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء . الحالة الأولى تساعد على حلحلة أزمات العراق وسوريا ولبنان مع العلاقة الإيرانية السعودية، في حين أن الحالة الثانية تسهم في دفع المنطقة إلى المزيد من التأزم وربما الانفجار الكامل .
وينبغي ألا ننسى المفاوضات "الإسرائيلية" الفلسطينية التي هناك من يبشر بأنها سوف تنتهي ب"شيء ما"
هو اتفاق- إطار أي نوع من "أوسلو-2" يمنع أو يؤجل انفجار انتفاضة ثالثة ويمنح "إسرائيل" المزيد من الوقت لقضم ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإما يكون سبباً في انفجار الوضع الفلسطيني . إنه استحقاق مهم هو الآخر تقبل عليه المنطقة في الربع الأول من العام 2014 .
أقل ما يقال في العام الجديد، لاسيما في نصفه الأول، إنه سيدفع المنطقة العربية في أحد الاتجاهين: الانفراج أو الانفجار .
- See more at: http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/61f77f85-bcdd-40f8-b920-543dd0b252c9#sthash.lvJENHl4.dpufعام التحولات المصيرية في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 31/12/2013
كان العام الذي ينصرم أمامنا عصيباً على منطقتنا بكل المعايير . فقد انزلقت مصر، أم العرب، إلى أتون حرب إرهابية، لم تعرفها في تاريخها، تُشن على جيشها الوطني الذي حمى ورعى ثورتي يناير 2011 ويونيو 2013 . وفي لبنان لم يعد السؤال "هل تصل نار الحرب السورية إليه" مطروحاً، إذ إنه أضحى ساحةً من ساحاتها من خلال التفجيرات الإرهابية وعمليات الاغتيال، والأخطر ظاهرة العمليات الانتحارية التي تهدد بعرقنته . ففي العراق باتت مثل هذه التفجيرات والعمليات جزءاً من الحياة اليومية البائسة فيه . وليبيا بدورها تتجه حثيثاً صوب التشرذم على خلفية إرهاب ميليشيوي يتخذ، هو الآخر، من الجيش حديث الولادة هدفاً يرمي إلى القضاء على مشروع بناء الدولة الواحدة . ودخلت تركيا الأردوغانية في أزمة سياسية، ذات أبعاد داخلية وخارجية، قد تطيح النموذج نفسه الذي يفاخر به حزب العدالة والتنمية . أما سوريا فقد شهدت تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، وصل إلى حد استخدام النظام للأسلحة الكيماوية ضد شعبه في حين برهنت بعض فصائل المعارضة التكفيرية عن همجية ووحشية نادرتين . ولكن رغم هذا المشهد القاتم ثمة إشارات ظهرت في هذا العام تشي برغبة دولية وإقليمية في التحرك صوب تسويات قد يشهدها العام المقبل، ذلك أن الأوضاع بلغت من الخطورة على الأمن والسلم الدوليين حداً أقنع الدول الكبرى بضرورة البحث عن مثل هذه التسويات، في ظل استحقاقات خطرة ستشهدها المنطقة .
من هذه الاستحقاقات الاستفتاء على الدستور المصري تمهيداً للانتخابات الرئاسية . فإذا تجاوزت مصر هذين الاستحقاقين، بأثمان يمكن تحملها، تكون قد نجحت في فرض خريطة الطريق والعودة التدريجية إلى مركزها المؤثر ودورها العربي القيادي . وإلا فإن المجهول ما ينتظرها مع تداعياته على المنطقة نظراً لأهمية مصر الجيوبوليتيكية والاستراتيجية .
لبنان الذي أمضى العام 2013 تقريباً من دون حكومة، والذي يعيش انقساماً داخلياً هو الأخطر منذ نهاية الحرب الأهلية في العام ،1990 ينتظر استحقاق الانتخابات الرئاسية الذي ينتهي في مايو/أيار المقبل وبعده الانتخابات النيابية . وعليه بالضرورة تشكيل حكومة في الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة، وإلا فالفراغ الدستوري الذي يدخل معه البلد في مجهول تداعيات الأزمة السورية، وهو مجهول ينسحب على الأمن والمالية العامة والاقتصاد، بل على وجود البلد ووحدته . ولا ننسى المحكمة الدولية التي ستبدأ جلساتها العلنية في الشهر المقبل والتي سيكون لها أصداء عنيفة في الداخل اللبناني المنقسم حولها .
في الشهر المقبل هناك استحقاق مصيري متعلق ليس بالأزمة السورية فقط، ولكن بكل الأزمات المرتبطة بها وهو مؤتمر "جنيف-2" الذي إذا انعقد في موعده سيكون مؤشراً إيجابياً وخطوة على طريق الحلحلة رغم استحالة توصله إلى حل نهائي للأزمة . فإذا تأجل، فهذا مؤشر خطر إلى ابتعاد أفق الحل وإلى استمرار الصراع العسكري بأبشع مظاهره، مع استفحال أزمة اللاجئين السوريين وتأثيرها في دول الجوار . وفي الربيع المقبل يأتي الاستحقاق الرئاسي، فإذا أصرّ الرئيس الأسد على الترشح، مدعوماً من روسيا وإيران، مع العلم باستحالة إجراء الانتخابات خارج بعض الأحياء الدمشقية، فهذا دليل على أن النفق السوري سيكون طويلاً . وربما يتوصل الأمريكيون والروس، في اللحظة الأخيرة، إلى صيغة حل لهذا الاستحقاق فيضغطون على حلفائهم للقبول بها، ما قد يشكل منعطفاً إيجابياً يقود إلى مخرج من هذا النفق . ربما تكون هذه الصيغة تطبيق اتفاق "جنيف-1" القاضي بتشكيل حكومة انتقالية مع صلاحيات كاملة ولفترة محدودة وتأجيل الانتخابات الرئاسية ريثما تسمح الظروف الأمنية .
في العراق أيضاً هناك انتخابات يتوقف عليها مصير رئيس الوزراء نوري المالكي الذي إذا أصرّ على البقاء في رئاسة الحكومة، فإن الوضع الأمني القائم سوف يستمر مع أزمة سياسية لا حلّ لها، وإذا نجح العراقيون في تشكيل حكومة جديدة من دونه، فقد تنفتح أبواب الأمل بحلول تدريجية للأزمة العراقية المفتوحة منذ الغزو الأمريكي له .
أما الاتفاق حول الملف النووي الإيراني، فإنه يخضع لامتحان في الأشهر القليلة المقبلة، فإما أن يتحول إلى اتفاق نهائي، وإما أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء . الحالة الأولى تساعد على حلحلة أزمات العراق وسوريا ولبنان مع العلاقة الإيرانية السعودية، في حين أن الحالة الثانية تسهم في دفع المنطقة إلى المزيد من التأزم وربما الانفجار الكامل .
وينبغي ألا ننسى المفاوضات "الإسرائيلية" الفلسطينية التي هناك من يبشر بأنها سوف تنتهي ب"شيء ما"
هو اتفاق- إطار أي نوع من "أوسلو-2" يمنع أو يؤجل انفجار انتفاضة ثالثة ويمنح "إسرائيل" المزيد من الوقت لقضم ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإما يكون سبباً في انفجار الوضع الفلسطيني . إنه استحقاق مهم هو الآخر تقبل عليه المنطقة في الربع الأول من العام 2014 .
أقل ما يقال في العام الجديد، لاسيما في نصفه الأول، إنه سيدفع المنطقة العربية في أحد الاتجاهين: الانفراج أو الانفجار .
- See more at: http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/61f77f85-bcdd-40f8-b920-543dd0b252c9#sthash.lvJENHl4.dpuf
عام التحولات المصيرية في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 31/12/2013
كان العام الذي ينصرم أمامنا عصيباً على منطقتنا بكل المعايير . فقد انزلقت مصر، أم العرب، إلى أتون حرب إرهابية، لم تعرفها في تاريخها، تُشن على جيشها الوطني الذي حمى ورعى ثورتي يناير 2011 ويونيو 2013 . وفي لبنان لم يعد السؤال "هل تصل نار الحرب السورية إليه" مطروحاً، إذ إنه أضحى ساحةً من ساحاتها من خلال التفجيرات الإرهابية وعمليات الاغتيال، والأخطر ظاهرة العمليات الانتحارية التي تهدد بعرقنته . ففي العراق باتت مثل هذه التفجيرات والعمليات جزءاً من الحياة اليومية البائسة فيه . وليبيا بدورها تتجه حثيثاً صوب التشرذم على خلفية إرهاب ميليشيوي يتخذ، هو الآخر، من الجيش حديث الولادة هدفاً يرمي إلى القضاء على مشروع بناء الدولة الواحدة . ودخلت تركيا الأردوغانية في أزمة سياسية، ذات أبعاد داخلية وخارجية، قد تطيح النموذج نفسه الذي يفاخر به حزب العدالة والتنمية . أما سوريا فقد شهدت تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، وصل إلى حد استخدام النظام للأسلحة الكيماوية ضد شعبه في حين برهنت بعض فصائل المعارضة التكفيرية عن همجية ووحشية نادرتين . ولكن رغم هذا المشهد القاتم ثمة إشارات ظهرت في هذا العام تشي برغبة دولية وإقليمية في التحرك صوب تسويات قد يشهدها العام المقبل، ذلك أن الأوضاع بلغت من الخطورة على الأمن والسلم الدوليين حداً أقنع الدول الكبرى بضرورة البحث عن مثل هذه التسويات، في ظل استحقاقات خطرة ستشهدها المنطقة .
من هذه الاستحقاقات الاستفتاء على الدستور المصري تمهيداً للانتخابات الرئاسية . فإذا تجاوزت مصر هذين الاستحقاقين، بأثمان يمكن تحملها، تكون قد نجحت في فرض خريطة الطريق والعودة التدريجية إلى مركزها المؤثر ودورها العربي القيادي . وإلا فإن المجهول ما ينتظرها مع تداعياته على المنطقة نظراً لأهمية مصر الجيوبوليتيكية والاستراتيجية .
لبنان الذي أمضى العام 2013 تقريباً من دون حكومة، والذي يعيش انقساماً داخلياً هو الأخطر منذ نهاية الحرب الأهلية في العام ،1990 ينتظر استحقاق الانتخابات الرئاسية الذي ينتهي في مايو/أيار المقبل وبعده الانتخابات النيابية . وعليه بالضرورة تشكيل حكومة في الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة، وإلا فالفراغ الدستوري الذي يدخل معه البلد في مجهول تداعيات الأزمة السورية، وهو مجهول ينسحب على الأمن والمالية العامة والاقتصاد، بل على وجود البلد ووحدته . ولا ننسى المحكمة الدولية التي ستبدأ جلساتها العلنية في الشهر المقبل والتي سيكون لها أصداء عنيفة في الداخل اللبناني المنقسم حولها .
في الشهر المقبل هناك استحقاق مصيري متعلق ليس بالأزمة السورية فقط، ولكن بكل الأزمات المرتبطة بها وهو مؤتمر "جنيف-2" الذي إذا انعقد في موعده سيكون مؤشراً إيجابياً وخطوة على طريق الحلحلة رغم استحالة توصله إلى حل نهائي للأزمة . فإذا تأجل، فهذا مؤشر خطر إلى ابتعاد أفق الحل وإلى استمرار الصراع العسكري بأبشع مظاهره، مع استفحال أزمة اللاجئين السوريين وتأثيرها في دول الجوار . وفي الربيع المقبل يأتي الاستحقاق الرئاسي، فإذا أصرّ الرئيس الأسد على الترشح، مدعوماً من روسيا وإيران، مع العلم باستحالة إجراء الانتخابات خارج بعض الأحياء الدمشقية، فهذا دليل على أن النفق السوري سيكون طويلاً . وربما يتوصل الأمريكيون والروس، في اللحظة الأخيرة، إلى صيغة حل لهذا الاستحقاق فيضغطون على حلفائهم للقبول بها، ما قد يشكل منعطفاً إيجابياً يقود إلى مخرج من هذا النفق . ربما تكون هذه الصيغة تطبيق اتفاق "جنيف-1" القاضي بتشكيل حكومة انتقالية مع صلاحيات كاملة ولفترة محدودة وتأجيل الانتخابات الرئاسية ريثما تسمح الظروف الأمنية .
في العراق أيضاً هناك انتخابات يتوقف عليها مصير رئيس الوزراء نوري المالكي الذي إذا أصرّ على البقاء في رئاسة الحكومة، فإن الوضع الأمني القائم سوف يستمر مع أزمة سياسية لا حلّ لها، وإذا نجح العراقيون في تشكيل حكومة جديدة من دونه، فقد تنفتح أبواب الأمل بحلول تدريجية للأزمة العراقية المفتوحة منذ الغزو الأمريكي له .
أما الاتفاق حول الملف النووي الإيراني، فإنه يخضع لامتحان في الأشهر القليلة المقبلة، فإما أن يتحول إلى اتفاق نهائي، وإما أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء . الحالة الأولى تساعد على حلحلة أزمات العراق وسوريا ولبنان مع العلاقة الإيرانية السعودية، في حين أن الحالة الثانية تسهم في دفع المنطقة إلى المزيد من التأزم وربما الانفجار الكامل .
وينبغي ألا ننسى المفاوضات "الإسرائيلية" الفلسطينية التي هناك من يبشر بأنها سوف تنتهي ب"شيء ما"
هو اتفاق- إطار أي نوع من "أوسلو-2" يمنع أو يؤجل انفجار انتفاضة ثالثة ويمنح "إسرائيل" المزيد من الوقت لقضم ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإما يكون سبباً في انفجار الوضع الفلسطيني . إنه استحقاق مهم هو الآخر تقبل عليه المنطقة في الربع الأول من العام 2014 .
أقل ما يقال في العام الجديد، لاسيما في نصفه الأول، إنه سيدفع المنطقة العربية في أحد الاتجاهين: الانفراج أو الانفجار .
- See more at: http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/61f77f85-bcdd-40f8-b920-543dd0b252c9#sthash.lvJENHl4.dpuf


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.