هاجم رئيس جنوب السودان سلفا كير بشدة الاممالمتحدة التي توجه انتقادات قاسية الى المتمردين والحكومة على حد سواء منذ بدء المعارك في البلاد، متهما اياها بالسعي الى تشكيل ‘حكومة موازية'. وصرح كير في خطاب ألقاه الاثنين ‘لم نكن نعلم ان ارسال قوة الاممالمتحدة في جنوب السودان، جاء لتكون حكومة موازية (...) لكنهم اظهروا ذلك بوضوح شديد في هذا النزاع′. وياتي هجوم رئيس جنوب السودان على الاممالمتحدة بعد تنديدها بعدد من الفظائع التي ارتكبها طرفا النزاع الدائر في البلاد منذ 15 كانون الاول/ديسمبر. كما اكدت قوة الاممالمتحدة تعرضها لضغوط متفاقمة من المعسكرين لانها تؤوي عشرات الاف المدنيين في قواعدها عبر البلاد. الاثنين اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن ‘القلق الكبير' حيال حادثة وقعت الاحد في قاعدة الاممالمتحدة في بور. فقد اكدت الاممالمتحدة في بيان ان جنودا حكوميين هددوا طاقم الاممالمتحدة في المكان وحاولوا دخول القاعدة عنوة بعد ان رفض عناصر قوة الاممالمتحدة ادخالهم، علما انها تأوي حوالى 10 الاف لاجئ. ونفى جيش جنوب السودان هذه المعلومات مؤكدا ان عناصره ارادوا فقط التحقق من معلومات افادت ان القاعدة تأوي متمردين، الامر الذي نفته الاممالمتحدة. وصرح كير ‘لم ينجحوا (الاممالمتحدة) في تعيين رئيس قوة الاممالمتحدة في جنوب السودان رئيسا مشاركا لجمهورية جنوب السودان'. واضاف ‘لم ينجحوا، لكن ان كان هذا هو موقف بان كي مون حقا، فعليه ان يقول صراحة انه يريد للامم المتحدة تولي الحكم في جنوب السودان'. ومنذ 15 كانون الاول/ديسمبر الماضي اسفرت المعارك الدائرة في جنوب السودان، الدولة التي استقلت حديثا في تموز/يوليو 2011، عن نزوح 450 الف شخص بحسب الاممالمتحدة بينما تحدثت بعض المصادر عن سقوط الاف القتلى. ويتهم سلفا كير خصمه رياك مشار الذي اقيل في تموز/يوليو وحلفاءه بتدبير محاولة انقلاب ضده لكن مشار ينفي ذلك ويتهم بدوره كير بانه يسعى الى تصفية منافسيه. من جهة اخرى قال مارتن إيليا لومورو وزير شؤون مجلس الوزراء بحكومة جنوب السودان إن"95"من المناطق التي استولى عليها المتمردون عادت لسيطرة الحكومة، التي بدورها'ماضية في سبيل تقديم الخدمات للمواطنين بعد هدوء الأوضاع الأمنية في'البلاد'. ‘وانتقد'لومورو من وصفهم ب'الانتهازيين واللصوص الذين ينتمي بعضهم للأجهزة الأمنية، وسلوكهم غير المسؤول، حين قاموا'بسرقة ممتلكات المواطنين والسيارات، وممارسة أعمال القتل ضد المدنيين الأبرياء، وقد تم القبض عليهم'وسيقدمون للمحاكمة'. ‘وأشار إلى أن ‘لجنة إدارة الأزمة (لجنة حكومية تم تكوينها، إثر الاقتتال الداخلي الأخير،'بقرار رئاسي، وتضم مسؤوليين حكوميين بالدولة) ستقوم بتقديم معلومات تحليلية عن التأثير السياسي والاقتصادي والاجتماعي للحرب التي تدور في البلاد، إلى جانب تقديم مقترحات أخرى'تقود السلطات إلى تفادي الأزمة وتأثيراتها'. ونوه ‘وزير شؤون مجلس الوزراء إلى ‘تأثير الأزمة الراهنة،'على مفاصل العمل الحكومي ودولاب الدولة، وتجلى ذلك في غياب عدد من الموظفين عن مواقع عملهم بعد أن غادر البعض مع أسرهم إلى'دول الجوار، بينما دمج استلاذ آخرون بمقر بعثة الأممالمتحدة طلبا للحماية، فيما'انضم آخرون لصفوف'ريك مشار (النائب السابق لرئيس جنوب السودان'سلفا كير ميارديت)، لكن السلطات الحكومية قد أخطرت جميع الموظفين الحكوميين عبر التلفزيون الرسمي للدولة' بالإلتزام'الفوري بالحضور إلى'مقار عملهم'. المصدر: القدس العربي 22/1/2014م