هيمنت الأجواء ملبدة بسبب المواقف المتناقضة بين روسياوالولاياتالمتحدة حول عدد من القضايا، وخصوصاً أوكرانيا، وتزعزع الثقة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي بسبب فضائح التجسس على أعمال الدورة الخمسين لمؤتمر ميونيخ للأمن الذي بدأت الليلة قبل الماضية. وشارك في المؤتمر 20 رئيس دولة وحكومة و50 وزيراً للخارجية والدفاع، إضافة لعدد من ممثلي الهيئات والمنظمات الدولية، من أبرزهم وزراء خارجية الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا وإيران والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الذي حضر الجلسة المسائية الخاصة بالشأن السوري. وناقش المؤتمر عدداً من القضايا الأمنية الدولية وآثارها على مختلف دول العالم، كما تعقد على هامشه لقاءات جانبيه يناقش خلالها المشاركون في المؤتمر المبادرات والأفكار الجديدة في مجال الأمن. وأعلنت ناطقة باسم الاتحاد الأوروبي أن لقاء عقد بين مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد كاثرين أشتون ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على هامش مؤتمر الأمن، واتخذ قرار بأن تعقد الجولة القادمة من مفاوضات البرنامج النووي الإيراني بين طهران والدول الست في 18 فبراير في فيينا. وفي مسألة أخرى، قال كيري إن الإجراءات التي تعهد بها رئيس أوكرانيا فيكتور يانوكوفيتش لتلبية طلبات المعارضة في بلاده ليست كافية. وصرح كيري عقب محادثات مع نظيره الألماني فرانك والتر شتاينماير بأنه إذا ظهرت مؤشرات لتقدم حقيقي في إشراك المعارضة الأوكرانية بالسلطة، فإن الولاياتالمتحدة ستشجع المتظاهرين على التعاون من أجل الوحدة والسلام، حسب تعبيره. وكان مسؤول أميركي رفيع ذكر في وقت سابق أن كيري سيلتقي شخصيات من المعارضة الأوكرانية على هامش مؤتمر الأمن. ومن بين المشاركين في الاجتماع مع كيري أرسني ياتسينيوك، وهو وزير اقتصاد سابق وزعيم الحزب الذي تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة المسجونة يوليا تيموشينكو، وبطل الملاكمة السابق فيتالي كليتشكو الذي تحول للعمل السياسي، وعضو البرلمان بيترو بوروشينكو. وكانت العلاقات الأميركية الأوروبية مطروحة أيضاً في هذه الدورة الجديدة من المؤتمر، بعد التوتر الناجم عن كشف برنامج التجسس الأميركي الذي قامت به وكالة الأمن القومي الأميركي، ووصل إلى حد التنصت على الهاتف النقال الخاص بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وأعربت ميركل عن تحفظها بشأن ما تتوقعه من اللقاء مع كيري في مكتب المستشارية، لافتة إلى أنها ستطرح بصراحة في الاجتماع ممارسات التنصت التي انتهجتها وكالة الأمن القومي الأميركية. من جانبه أكد كيري «أهمية الشراكة بين الولاياتالمتحدةوألمانيا رغم الأجواء المتعكرة التي تسببت فيها فضيحة تجسس الوكالة على ألمانيا»، موضحاً أنه «ليس سراً القول إن العلاقات بين واشنطنوبرلين شهدت مرحلة جفاء في الشهور الأخيرة». يذكر أن هذا المؤتمر الذي أسس في أوج الحرب الباردة شكل على مدى عقود منبر محادثات حول حلف شمال الأطلسي (ناتو) والعلاقات بين أوروبا الغربية والولاياتالمتحدة. وتتزامن هذه الدورة مع الاحتفال بالذكرى المئوية لبدء الحرب العالمية الأولى، والذكرى ال75 لبدء الحرب العالمية الثانية، مروراً بالذكرى ال25 لسقوط جدار برلين.. كما سيشهد هذا العام إنهاء التحالف الدولي بقيادة حلف الأطلسي مهمته القتالية في أفغانستان. غير أن هناك مهمات أخرى تنتظر الحلف، وفق ما قاله المسؤول الثاني في منظومة الأطلسي ألكسندر فيرشبو، منها الإرهاب والهجمات المعلوماتية وانتشار الأسلحة النووية. المصدر: البيان 2/2/2014م