بقلم/ عبد المحمود نور الدائم الكرنكي لماذا غاب الحزب الشيوعي عن لقاء الإجماع الوطني في قاعة الصداقة، يوم الاثنين 27/ يناير2014م. الإجابة باختصار هي أن الحزب الشيوعي من عالم الأموات وليس من عالم الأحياء، وأن قيادة الحزب مناضلون من العصر الحجري. هنالك اللغات المنقرضة والكائنات المنقرضة. وهناك الأحزاب المنقرضة. ومنها ما كان يسمى بالحزب الشيوعي السوداني – قبل أن يضرب الرئيس جعفر نميري الحزب ب(سيف الفدا المسلول) ويقطع رأسه – ان الحزب كان أيلاً للانقراض بسبب التحجر الفكري. لذلك يعتبر بقايا الشيوعيين السودانيين اليوم هم مناضلون من العصر الحجري، لا غير. روجيه جارودي في نهاية الستينات قبيل إسلامه، كان عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفرنسي وعضو المكتب السياسي ومرشح الحزب لرئاسة الجمهورية الفرنسية، كان حينها المفكر جارودي يحذر من أن على الشيوعية أن تتجدد وتتكيف مع المتغيرات، وإلا كان مصيرها مثل مصير (الديناصور) في الكائنات. في مسيرة الحزب الشيوعي السوداني من المهد إلى اللحد، كانت عقلية زعيم الحزب الشيوعي السوداني "سلفية" حيث لم ينتج الحزب خلال عقود حياته تراثاً ماركسياً سودانياً وطنياً، حيث لم تقم أي محاولات إبداعية للنقد والتحليل وتجديد الطرح، مثلما قام به (قرامش) في إيطاليا، أو (ماوتسي تونج) في الصين. فقد أكتفي الحزب الشيوعي السوداني بطعام موسكو (الجميل)، وترديد أدبيات موسكو المملة. بعد انقراض الحزب في السودان، وبعد سقوط الشيوعيين السودانيين ليس في موسكو. ولكن في لندن وواشنطن، لقد هربوا من موسكو، واتخذ حوت الشيوعي السوداني سبيله في البحر سرباً!. البحر الإمبريالي. حيث أصبحوا يهرولون في ردهات السفارات الغربية ومكاتب المنظمات الغربية المشبوهة، يفترون الكذب على الله ثم السودان، ويتبرعون بشهادة الزور في قضايا بلادهم، مقابل تنعمهم بفاكهة أمريكية وبريطانية كثيرة و "شراب". حيث ينظمون المظاهرات (العشراتية) أي التي تتكون من عشرات الأشخاص أمام سفارات بلادهم، ((يناضلون)) ضد السودان، وهم في أوزان محترمة. لذلك انتشرت في أوساط الوطنيين حقيقة أن الشيوعيين نجس فلا يقربوا النضال بعد عامهم هذا، حيث خانوا قبل الوطن شيوعيتهم القديمة. فقد أصبحت آذان الشيوعيين تحب دقات ساعة ((بيج بن)) اللندنية أكثر من نظيراتها ساعة الكرملين)). أصبح ميدان الطرف الأغر(( وبيكاديللي وهايدبارك)) أحب إليهم مما طلعت عليه شمس موسكو، من ميدان الكاتدرائية وميدان إيفانوف، وميدان النصر حيث (180) نافورة ماء ملونة بالأحمر. حيث المتحف الرائع الذي أقيم في المكان الذي تم منه صد الجيوش الألمانية النازية الغازية. في المتحف (8) ملايين دمعة كريستال، تخلد (8) مليون قتيل، فقدتهم روسيا في الحرب العالمية الثانية. كما نسي الشيوعيون السودانيون الكاتدرائية التي تبرز أناقة الفن المعماري الروسي.